9 ساعات لإخماد حريق شب من الجانب الإسرائيلي وامتد لمنطقة الباقورة

9 ساعات لإخماد حريق شب من الجانب الإسرائيلي وامتد لمنطقة الباقورة
الرابط المختصر

تمكنت فرق الإطفاء التابعة لعدد من الأجهزة في الأغوار الشمالية الليلة من السيطرة على حريق شب من الجانب الغربي لنهر الأردن في منطقة الباقورة وأتى على نحو 4 كيلومترات طولي من الأراضي والمزارع المحاذية للنهر من الجهة الشرقية.

وأوضح متصرف لواء الأغوار الشمالية عدنان العتوم  أن الحريق كان قد شب من الجانب الغربي لنهر الأردن ظهر اليوم واستمرت فرق الإطفاء التي حضرت سريعا من القوات المسلحة وسلطة وادي الأردن والدفاع المدني وبلديات اللواء ومجلس الخدمات المشتركة والزراعة في عمليات الإطفاء نحو تسع ساعات تقريبا وذلك نظرا لصعوبة المنطقة وسرعة انتشار الحريق الذي تزامن نشوبه مع وجود رياح وللوقت الذي استغرق لفتح طرق موصلة الى منطقة الحريق باليات البلديات والزراعة وسلطة وادي الأردن.

وبين العتوم بأنه سيتم لاحقا إعداد تقرير مفصل من قبل لجنة شكلت لهذه الغاية بحجم الأضرار والمزارع التي أتى عليه الحريق لافتا إلى ضرورة التخلص في فصل الربيع من الأعشاب التي تتواجد على الضفاف الشرقية للنهر وكذلك القصب لتلافي نشوب أو امتداد حرائق من الجهة الغرببة للنهر مستقبلا، وفقا لوكالة الأنباء "بترا".

فيما أكد وزير الزراعة م.مازن الخصاونة، الذي تابع عملية إخماد الحريق، على ضرورة مساهمة المزارعين في الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لتلافي نشوب الحرائق التي تأتي عادة من غربي النهر موضحا أهمية الاستمرار في الطريق المحاذي للنهر حتى أقصى الحدود الشمالية لنتمكن مستقبلا من التغلب السريع على أي حريق قد ينشب لافتا إلى أن الحكومة ستقوم بالتأكيد على الحكومة الإسرائيلية ومن خلال المخاطبات عن طريق وزارة الخارجية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع نشوب الحرائق مجددا من الجانب الغربي للنهر.

إلى ذلك، فمن المتوقع أن تزور لجنة تخمين إسرائيلية متخصصة منطقة الأغوار (تل الأربعين) بعد عيد الفطر؛ بهدف إعادة دراسة وتقييم حجم الضرر الذي تسبب به الحريق الإسرائيلي الذي نشب في المنطقة شهر حزيران الماضي، إضافة إلى دراسة شمول المزارعين الأردنيين بالتعويضات.

وتهدف زيارة اللجنة الجديدة المكونة من لجان تخمين برئاسة خالد سلامة، ومعه محامون وفنيون إلى تقدير حجم الأضرار وتوثيقها، حتى إذا رفضت شركات التأمين التي يؤمن لديها مزارعون من مستعمرة “كيبوتز ماعز حاييم” التعاونية المقابلة لمنطقة تل الأربعين، دفع تعويضات للمزارعين الأردنيين، عندها سيتم رفع قضايا لدى القضاء الإسرائيلي.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة ممثلي شركات التأمين الإسرائيلية للمنطقة قبل شهرين، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة، حيث اطلع ممثلو شركات التأمين على حجم الأضرار التي تسبب بها الحريق، والتقوا المزارعين المتضررين، وأعدوا تقريرا كاملا عن حجم الأضرار التي تسبب بها الحريق الإسرائيلي الذي نشب غربي النهر، ثم انتقل إلى شرقيه، وأتى على مزروعات أردنية.

وتطابق تقرير وزارة الزراعة مع تقرير اللجنة الفنية الإسرائيلية من ناحية أن الحريق أتلف أكثر من ست مزارع حمضيات، وبلغ عدَد الأشجار المتضررة (1930) شجرة مثمرة من الحمضيات، و(1248) شجرة حرجية، إضافة إلى رماح قصب بلغت حوالي (60) ألفا، فضلا عن آلاف الأشجار المثمرة التي يزيد عمرها على (20) عاما، وتعود ملكيتها إلى (15) مزارعا.

كما أتلف الحريق أنابيب ري، وتراكتورات، ومعدات حراثة، وبيوتا بلاستيكية، وأشجارا حرجية، ولوازم زراعية، وآبار ري، إضافة إلى إيقاع أضرار بيئية ناتجة عن تلويث الجو.

إلى ذلك تنتظر وزارة الزراعة نتائج التقرير من الجهات الحكومية الإسرائيلية بعد عيد الفطر، بعد زيارة لجان التخمين وشركات التأمين الإسرائيلية التي ستقوم بتعويض المزارعين الإسرائيليين في المنطقة الحدودية بالقرب من مستعمرة “كيبوتز ماعز حاييم” التعاونية القريبة من بيسان، وربما تشمل التعويضات المزارعين الأردنيين في تل الأربعين.

وأعاد مزارعون متضررون في المناطق الحدودية طلبهم بسرعة إنجاز تقديرات اللجان الحكومية المكلفة بحصر الخسائر، والتحرك لطلب تعويضات من “إسرائيل”، والاحتجاج على استمرار حرق “إسرائيل” لمزارع الأغوار، مشيرين إلى أنهم يعتمدون على تلك المزارع ومحاصيلها لتأمين متطلبات عيشهم، وتغطية ديونهم المتراكمة.

وقال المزارعون إن الحرائق الإسرائيلية، تندلع عادة في شهر حزيران، وتموز، وآب، منبهين إلى أن حريق العام الماضي مثلاً أحرق مساحة كبيرة من مزرعة خاصة، وأتى على أكثر من 130 شجرة حمضيات معمرة، تزيد أعمارها على 25 عاماً تحولت إلى رماد، إضافة إلى خسائر المزرعة الأخرى التي شملت تلف أنابيب الري ومعدات وأجهزة زراعية أخرى تقدر قيمتها بـ20 ألف دينار.

وبين مزارعون في المنطقة، أنهم تكبدوا خسائر كبيرة، مؤكدين أن إجراءات منع امتداد الحريق من الجانب الإسرائيلي لم تحد من تلك المشكلة الموسمية، مطالبين الجهات الرسمية إلى اتخاذ جملة من الاستعدادات لتلافي حدوث ما اصطلح على تسميته بـ"حرائق الصيف" التي درجت إسرائيل على إشعالها في الأغوار.

يشار إلى أن إحصائيات رسمية كشفت أن الحرائق الإسرائيلية في المناطق الحدودية طالت 1250 دونما بعد معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية عام 1994، ويقدر عدد الأشجار التي أحرقت، جراء الحرائق الإسرائيلية، منذ عام 1996 إلى عام 2009 بحوالي 3212 شجرة.

ويذكر أن أغلب الحرائق التي حصلت في الأعوام الماضية كانت بفعل قنابل تنوير يطلقها الجيش الإسرائيلي بغرض مراقبة الحدود، وانفجار الألغام، وحرق أعشاب على الأسلاك الشائكة لمراقبة الحدود، بذرائع "الدواعي الأمنية ومراقبة الحدود ومنع التسلل، وانتقلت تلك الحرائق إلى العديد من المزارع في الجانب الأردني، مثلما أدى إشعال الإسرائيليين للأعشاب في منطقتهم إلى انتقال الشرر إلى الجانب الشرقي واشتعال النيران.

أضف تعليقك