تنتشر في محطات غسيل السيارات مادة زيتية "رفيقة بالبيئة" في خطوة نحو غسيل السيارات بدون استعمال قطرة ماء واحدة.

ولا تحتاج السيارة عند استخدام تلك المادة إلى المياه ولا تلحق ضررا بالمياه الجوفية، حيث بدأت بعض الشركات بترويجها.

وتتكون تلك المادة الزيتية المركبة من مواد طبيعية "بتغليف الأوساخ" بحيث يمكن إزالتها عن سطح هيكل السيارة بدون أي خدوش ولا تترك سوى بقايا مادة التلميع التي تزال بقطعة قماش ناعمة ليظهر السطح نظيفا ولامعا.
 
وبيّن المدير التنفيذي في شركة الحلول البيئية لخدمة السيارات، عبد الله الزغير، مبدأ عمل هذه المادة الزيتية، وقال: "بعد البحث توصلنا إلى تركيب مادة من مواد زيتية طبيعية، بحيث تعمل على تحليل الأوساخ بجميع أنواعها المتواجدة على سطح السيارات الخارجي باستخدام قطعة قماش ذات مواصفات خاصة مما يجعل درجة الاحتكاك ما بين قطعة القماش وسطح السيارة اقرب إلى الصفر".
 
وتعمل هذه المادة على حماية البيئة وفق الزغير، وأضاف "في عمان يوجد أكثر من 800 ألف سيارة، وإذا فرضنا أن كل سيارة يتم غسلها مرة واحدة كل شهر، بحيث تحتاج كل سيارة إلى 80 لتر لكي تصبح نظيفة، وهكذا يتم هدر ملايين اللترات مقارنة مع عدد السيارات في المملكة، فهذه المادة توفر المياه المهدورة".
 
وتستخدم غالبية محطات غسيل السيارات في المملكة المواد الكيماوية من صابون ومواد نفطية ومواد أخرى في الغسيل، ولا يتم ترخيص أي محطة إلا إذا تم تجهيزها بالمصارف الصحية، بحيث يتم إعادة تدوير هذه المواد وتكرار استخدامها في عملية الغسيل.
 
لكن هذه المصارف الصحية تكون غير مجهزّة ومعدّة جيدا لكي لا تسمح لهذه لمواد الكيماوية بالنفاذ وتسربها إلى المياه الجوفية.
 
وحول تأثير المادة على المياه الجوفية، يؤكد الزغير أن هذه المادة لا تشكل أي تأثير على المياه الجوفية، "ذلك لان المادة لن تذوب في المياه ولأن قطعة القماش الخاصة ستعمل على امتصاصها".
 
"وبالنسبة لقطعة القماش ذات المواصفات الخاصة هناك طرق خاصة لتنظيفها وغسلها، بحيث أن كل 500 قطعة قماش تحتاج إلى اقل من 14 لتر من الماء لتنظيفها، بحيث أن غسيلهم وإعادة استخدمهم مدروس بحيث لا تلحق أي ضرر بالبيئة وتوفر استهلاك المياه"، وفق الزغير.
 
وتتركب هذه المادة التي تستخدم من مواد زيتية طبيعية شبيهة بالتي تستخدم في مستحضرات التجميل، بحيث لا تلحق أي ضرر على البشرة ويستطيع العامل في المحطة أن يستخدمها بدون قفازات.
 
وطرحت المادة قبل أربعة أشهر حيث تم توزيعها على 8 محطات غسيل للسيارات داخل حدود العاصمة عمان، والعمل جار خلال الأسبوعين المقبلين على تعميمها على 6 محطات أخرى، إلى حين ترويجها على باقي محافظات المملكة.