8ر78 % نسبة الطلاق قبل الدخول

الرابط المختصر

يعد عقد القران قبل الدخول دون التأكد من فكرة الارتباط بالطرف الاخر وطول فترة الخطبة (أكثر من سنة) من ابرز أسباب الطلاق محليا وفقا لاراء اخصائي علم الاجتماع وارقام دائرة قاضي القضاة.
إذ تصل نسبة الطلاق قبل الدخول من اجمالي حالات الطلاق في المملكة 8ر78 % ، وتحل العاصمة عمان في المرتبة الاولى في هذا النوع من الطلاق بنسبة 35% من اجمالي حالات الطلاق في المملكة.
المهندسة (لارا) التي فسخت عقد قرانها قبل الدخول أخيرا لعدم تفاهمها مع خطيبها حول عملها واختلاف تفكيرهما تعد اكثر حظا من (رولى) التي تطلقت من زوجها بعد 9 سنوات وانجاب ثلاثة اطفال تتراوح اعمارهم بين (2-8) سنوات .حيث لم تستطع تحمل خيانته لها مع سكرتيرته فطلبت الطلاق ليتضح أنه مزواج باربتاطه بعدها ثلاث مرات (رولى) التي اكملت الماجستير وتعمل معلمة الان كانت تتوجه باكرا من منزل اهلها لتحتضن وتحادث اطفالها يوميا اثناء خروجهم من منزل ابيهم متوجهين للمدرسة.
وحال (منى) ليس افضل من حال رولى التي كان يضربها زوجها وهو في حالة السكر لكثرة خلافاتهم ومشاداتهما الكلامية حول صرف ماله بالقمار.
حيث فضلت (منى )الطلاق رغم ان طفليها (رنا ووليد ) طالباها كثيرا بالبقاء.
(منى) التي تعيش وطفلاها في شقة اشترتها بنفسها وتدفع اقساطها من عملها في المحاسبة باتت تتحمل اعباء التربية والحماية والنفقة على اطفالها وحدها.
ويبلغ مجموع اجمالي حالات الطلاق في المملكة وفقا للتقرير السنوي الاحصائي لدائرة قاضي القضاة ما بين عام 2003-2007 ( 11637) من اجمالي حالات الزواج البالغة (294581).
وحلت محافظة العاصمة، حسب التقرير، لسنة 2007 باكبر عدد من حالات الطلاق (1395) قضية تلتها محافظة الزرقاء بعدد(602 )قضية من اجمالي عدد القضايا البالغ ( 3105 )قضايا في كل محافظات المملكة.
وتعد كل من محافظتي الطفيلة ومعان أقل عددا لقضايا الطلاق في المملكة للعام نفسه مسجلة الاولى (26) والثانية (44) حالة.
وأنواع الطلاق متعددة فهناك طلاق رجعي وبائن بينونة كبرى وقبل الدخول وبائن بعد الدخول. إذ يعد البائن قبل الدخول هو اكثر انواع الطلاق عددا من حيث القضايا حيث وصل عدد القضايا الى (2446) من اصل (3105) قضية وتحتل العاصمة عمان النسبة الاكبر من هذا الطلاق بعدد ( 1088) وبنسبة35% من اجمالي حالات الطلاق في المملكة وبنسبة 78% من الطلاق في العاصمة وحدها، فيما يعد طلاق البينونة الكبرى اقلها فلم يتعد 7 قضايا.
ويبرز التقرير حالة الطلاق البائن قبل الدخول والحاصل على نسبة 8ر78% هي الحالة الغالبة بين الزوجات والازواج من باقي حالات الطلاق الاخرى، فيما تعد الفئة العمرية ( 21-25 ) سنة هي الفئة الحاصلة على اعلى نسبة طلاق بينهن حيث بلغت 6ر34% .
بينما تعد الفئة العمرية ذات نسبة الطلاق الاعلى عند الازواج تتراوح بين ( 26-29) بنسبة بلغت 63ر30% تلتها بفارق بسيط الفئة العمرية (30-40) بنسبة 60ر30%
في هذا الاطار يرى أستاذ العلوم الاجتماعية و الانسانية في جامعة مؤته الدكتور علي محافظة أن الوسيلة الوحيدة لتجنب الطلاق الاختيار السليم للطرف الاخر والتعرف على طبيعته .
وبين ان تقديم التنازلات المعقولة بين الزوجين يجعل حياتهم الزوجية مقبولة وسعيدة فيما يؤدي التمسك بالرأي أو الموقف والتعصب إلى أستمرار الخلافات.
وبحسبه فأن السبب الأساسي للطلاق يتمثل بالعامل الاقتصادي الناتج عن ضعف دخل الزوج بما يجعل الحياة الزوجية صعبة فلا يلبي المتطلبات الاساسية للزوجة الى جانب طمع أحد الزوجين في دخل الاخر أو ثروته . مشيرا الى وجود عوامل أخرى تتلخص بعوامل أجتماعية و نفسية و دوافع جنسية و اخرى تتعلق بالأنجاب سواء عند احد الزوجين وقد تكون عائلية نتيجة تدخل عائلة احد الطرفين في سير الحياة الاسرية مما يفسدها ويسبب الخلافات التي تنتهي بالطلاق. ويؤكد أن الطمع عند الزوجين يؤدي إلى أستمرار الخلافات المبنية على جهل الزوجين بحقوق كل منهما الواردة في الشرع او القانون.
ووفقا لمدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان في دراسة اجراها حول (ارتفاع نسب الطلاق قبل الدخول وفي الثلاث سنوات الاولى من الزواج) فان التسرع في الاختيار من قبل الخاطبين ودون فهم تفكير الآخر ونظرته للحياة تعد السبب الرئيسي لحدوث الطلاق قبل الدخول . حيث يكتشف الخطيبان أو أحدهما أنه لا يستطيع أن يتعايش مع الآخر بعد فترة قصيرة من التعامل مما يؤدي لهذا النوع من الطلاق.
ومن الأسباب الأخرى تدخل الأهل في الاختيار دون رغبة من الخاطبين وكثرة طلبات أهل الخطيبة، ما يجعل الشاب غير قادر على الإيفاء بالالتزامات فيفضل الطلاق قبل إتمام الزواج. اضافة لحدوث المشاكل وتدخل الآخرين كلما طالت فترة الخطبة. وفيما يتعلق بالطلاق في السنوات الأولى من الزواج، يتفق سرحان مع محافظة في إن العامل الاقتصادي وتراكم ديون الزواج من أبرز الأسباب، الى جانب عدم القدرة على التفاهم والتعامل مع الآخر وفهم نفسيته وطبيعة تفكيره.
كما أن غياب ثقافة الحوار بين الزوجين يجعلهما غير قادرين على فهم بعضهما البعض وتجاوز المشكلات. فضلا عن تدخل الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية للزوجين مما يسبب الكثير من المشاكل.
الى جانب أن السكن المشترك و عدم وجود الأبناء تعد من العوامل المسببة للطلاق، إذ تؤكد الدراسات أن وجود الأبناء يُقلل من احتمالية الطلاق لشعور الزوجين بوجود روابط أكثر بينهما، ولإنشغالهما في تأمين متطلباتهم.
ويقترح مفيد في دراسته، لتقليل نسب الطلاق قبل الدخول وفي السنوات الأولى من الزواج، على المقبلين على الزواج الا يتسرعوا في الاختيار ويحرصوا على فهم الآخر بالقدر الذي يُمكِّن الشاب أو الفتاة من تكوين صورة صحيحة عن شريكه وطريقة تفكيره.
التقليل من تكاليف الزواج وعدم إرهاق الزوج بالديون.تضمين المناهج الدراسية خاصة في المراحل العليا من الدراسة ثقافة الزواج والأسرة.
نشر التوعية بمخاطر الطلاق وكيفية بناء الاسرة من خلال المطبوعات المخصصة حيث أصدرت جمعية العفاف الخيرية أكثر من خمس وثلاثين مطبوعة في هذا السياق. عدم إغفال دور الأهل والوالدين في إنجاح الزواج أو فشله.
عدم البت في حالات الطلاق التي تُعرض على المحاكم الشرعية إلى بعد عرضها على متخصصين اجتماعيين، والعمل على حل الخلافات والمشكلات وإصلاح ذات البين.