حققت مؤسسة تنمية أموال الايتام خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي ارباحا بلغت ستة ملايين دينار، وقدمت تمويل مرابحات بقيمة 16 مليون دينار من اجمالي المبلغ الذي خصصته لهذه الغاية للعام الحالي وقيمته 30 مليون دينار.

وقال مديرعام المؤسسة الدكتور فيصل الحياري لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) ان استثمارات المؤسسة نمت خلال الاعوام الثلاثة الماضية حيث بلغت74ر133 مليون دينار بنسبة نمو 6 ر17 بالمئة ، مشيرا الى ان حجم استثمارات المؤسسة بلغ7ر113 مليون دينارمنذ نشأتها في العام 1972 .

وبين ان نسبة النمو في موجودات المؤسسة للاعوام 2007-2009 بلغت 21 بالمئة، حيث وصلت إلى7ر143 مليون دينار، في حين أن موجودات المؤسسة منذ تأسيسها وحتى عام 2006 بلغت4ر118 مليون دينار.

وأضاف أن المؤسسة توجه موجوداتها نحو استثمارات تصب في الأولويات الوطنية ذات الصلة بالتنمية وتوفر فرص عمل تُحد من مشكلتي الفقر والبطالة، اذ تقدم التمويل لمختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للمساهمة في تلبية احتياجات المواطنين الضرورية كالمسكن والنقل والأثاث، من خلال فروعها المنتشرة في محافظات المملكة وبشروط تناسب ظروفهم.

كما انها تحرص على تمويل شراء مستلزمات المشروعات الصغيرة والمتوسطة ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المواطنين، ويتبين ذلك من خلال العدد التراكمي لعمليات المرابحة التي نفذتها خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي بلغت 169ر18 مرابحة بقيمة إجمالية بلغت 78 مليونا و 75 الفا و527 دينارا ، مشكلة نسبة 49 بالمئة من إجمالي المرابحات على مدى 18 عاما.

وقال الحياري إن المؤسسة تقدم خدماتها لأكثر من 71 ألف يتيم قاصر دون سن 18 عاما تقدر ودائعهم بنحو 125 مليون دينار، وتستثمر هذه الودائع لصالحهم وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، وتوزع عليها أرباحاً سنوية تصل إلى 9 بالمئة، وهي تفوق ثلاثة أضعاف نسب توزيع الأرباح لدى البنوك ومؤسسات التمويل الإسلامية.

واضاف ان المرابحات تشكل ما نسبته4ر48 بالمئة من حجم الاستثمارات الكلي، مبينا ان المؤسسة تعتمد في منح المرابحات سياسة التمويل الأفقي لتحقق الاستفادة لأكبر شريحة من المواطنين وبأقل المخاطر الائتمانية، حيث وصلت نسبة التحصيل إلى3ر99 بالمئة ، وبذلك تعد المؤسسة الوحيدة التي تخلو من اي مبالغ مقتطعة كمخصصات لديون معدومة او ديون مشكوك في تحصيلها، وذلك في ضوء حرص المؤسسة على اتخاذ عدة إجراءات وضمانات بما يكفل تحصيل المبالغ المستحقة بشكل كامل.

واوضح أن المرابحات التي تموّلها المؤسسة تتوزع على شراء سيارات وعقارات واراض وأثاث وأغراض تجارية وعدد زراعية وصناعية، وتمويلات أخرى يحتاجها المواطنون، وذلك لتحقيق أهداف المؤسسة المتمثلة بخدمة المجتمع من خلال المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وحول خطة المؤسسة وتطلعاتها المستقبلية قال الدكتور الحياري انها تتطلع للاستمرار في زيادة استثمارتها بايجاد قاعدة اصول ثابتة تعمل على ضمان رأس المال وزيادة الأرباح وتوزيع عوائد سنوية مجدية على الودائع بنسبة تزيد على التي توزعها البنوك ومؤسسات التمويل الإسلامية .

كما تتطلع الى توسيع نشاطاتها واستثماراتها بايجاد اذرع استثمارية جديدة كإنشاء وحدة مصرفية تمارس بعض الانشطة المصرفية كفتح الاعتمادات وتقديم التسهيلات لجميع موظفي الدولة والدخول في شراكة استثمارية حقيقية مع القطاع الخاص.

واوضح الحياري ان المؤسسة تعتزم خلال الايام المقبلة افتتاح مكتب لخدمة الجمهور في إطار جهود التطوير والتحديث ، وهو مشروع ريادي يهدف إلى الارتقاء بمستوى جودة الخدمات ومواصفاتها لتصبح وفق أفضل الممارسات سواءً من حيث المتطلبات المكانية، أو الموارد البشرية أو الأجهزة والتقنيات وإجراءات العمل، وهو أيضاً ثمرة من ثمرات الشراكة الحقيقية فيما بين المؤسسة ووزارة تطوير القطاع العام التي قدمت الدعم الفني والمالي لإنجازه وفقاً لمذكرة تفاهم وقعت لهذه الغاية.

وبين المؤسسة تنطلق في عمليات تحسين الخدمات وبناء القدرات المؤسسية من توجهاتها الإستراتيجية لتحقيق رؤيتها ورسالتها ، حيث أصدرت – ولأول مرة منذ تأسيسها – خطة استراتيجية شاملة للأعوام 2010 – 2012 تم إعدادها وفق المنهجية العلمية للتخطيط الإستراتيجي، آخذة بعين الاعتبار الأولويات والأهداف الوطنية.

واشار الى ان من المشروعات الرئيسية التي تعمل المؤسسة على تنفيذها في إطار تحسين الخدمات وبناء القدرات مشروع حوسبة أعمال المؤسسة وإعادة هندسة الإجراءات لإحداث نقلة نوعية في الأنظمة وأساليب العمل ، وتوفير قاعدة بيانات ومعلومات شاملة تساعد الإدارة على اتخاذ القرارات السليمة .

وفي إطار مشروع إعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسة قال الحياري انه تم إقرار تعليمات جديدة للتنظيم الإداري لبناء هيكل تنظيمي يلبي احتياجات المؤسسة في تحقيق رؤيتها ورسالتها وتوجهاتها الإستراتيجية، متضمنة إعادة الهيكلة دمج مديريات، واستحداث مديريات وفروع وأقسام جديدة، اذ تم استحداث فرعين جديدين في منطقتي الرصيفة وصويلح.

وقال إنه وفي إطار سياسة المؤسسة للاستثمار في الأراضي والعقارات فقد اشترت مجمع ايلا بارك التجاري في العقبة، والذي تبلغ إيجاراته السنوية حوالي 900 الف دينار، بعائد سنوي يبلغ 17 بالمئة ، مشيرا الى ان المؤسسة تمتلك عدة مبان وعقارات سكنية وتجارية يبلغ عددها حوالي 24 مجمعا بعضها مؤجر لجهات حكومية.

وفيما يتعلق بوضع المؤسسة في ظل تزايد المنافسة بين المؤسسات المصرفية الاسلامية قال الحياري ان البنوك لديها دور مصرفي حيث تتعامل بفتح الاعتمادات ولها معاملات خارجية ولا يوجد لديها تعاملات مع جهات خارجية إلاّ ان المنافسة تتركز على استقطاب المواطنين للحصول على تمويلات وفق نظام المرابحات .

ولفت الى أن المؤسسة تعاني ضعفا في نظام الحوافز لموظفيها، مشيرا الى انه تم تقديم مشروع نظام لموظفي المؤسسة يتناسب مع طبيعة عملها لاستقطاب الكفاءات والمحافظة على الموجود منها، إلاّ أن هذا النظام ما زال قيد الدراسة والمناقشة لدى ديوان التشريع والرأي منذ عامين.