4000 حالة سرطان سنوياً في الأردن
لقد كثر تفشي مرض السرطان في البلدان العربية وخاصة الفقيرة منها وبشتى أنواعه. لقد أصبح هذا المرض مرض العصر وكثر الحديث عنه في جميع إنحاء العالم وكثر المصابون به وخاصة النساء من خلال إصابتهن بسرطان الرحم أو الثدي حيث قلة العلاجات لهذه المرض وحالة المرأة النفسية من خلال فقد جزء مهم من جسدها وكثرة نسبة الوفيات في هذا المرض حيث وصلت إلى نسبة 23% من الوفيات في العالم. حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد الوفيات بمرض القلب. ذوو الاختصاص يعرفون ما هذا المرض ومسبباته, لكن المواطن العادي يحب أن يحاور الأميرة (دينا) الرئيسة الفخرية للجنة الوطنية الموجهة لسرطان الثدي في الأردن وعضو شرف في مجموعة العمل للسيطرة على المرض في البحر المتوسط في ايطاليا فيتساءل ما هو المرض وما هذا مسبباته وما أنواعه وما هي البرامج للقضاء عليه وما العمل الذي انجز في هذا الاتجاه منذ عام (2003) من خلال تسنمها مكانها في هذا العمل ونتمنى لها الموفقية في عملها وسدد الله خطاها.
دينا مرعد
السيد جلال البعشيقي المحترم. إن التوعية جزء لا يتجزأ من رسالتنا في مركز الحسين للسرطان كمركز يقدم الرعاية الشاملة للمرضى. فقد أسس مركز الحسين للسرطان مكتباً للتواصل والتوعية العامة, بهدف نشر الوعي العام والكشف المبكر عن مرض السرطان وما ينتج عن ذلك من زيادة فرصة الشفاء. ويقدم المركز من خلال الخط الساخن المجاني في الأردن معلومات دقيقة وحديثة متعلقة بمرض السرطان بشكل عام لأي متصل على (080022662) ويتولى الإجابة على استفسارات الجمهور أطباء متخصصون في مرض السرطان لديهم المعرفة اللازمة والضرورية. كما عمل المركز على تأسيس عيادة التغذية التي تشجع على اعتماد نظام غذائي صحي. وأنشأ عيادة الإقلاع عن التدخين لمساعدة المدخنين للإقلاع عن هذه العادة من خلال توفير المساعدة الطبية والعلاجات الدوائية والدعم الاجتماعي لهم. كما تعمل العيادة على نشر التوعية والتثقيف بمخاطر التدخين للعامة. وعلى المستوى الوطني يلعب المركز دوراً مهما في نشر التوعية, ويقود البرنامج الأردني لسرطان الثدي; إذ يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين السرطانات المنتشرة في الاردن.
هذه مبادرة وطنية شاملة تؤكد في رسالتها أن الكشف المبكر ينقذ حياة وتهدف إلى خفض معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي, واكتشاف معظم الحالات في مراحل المرض المبكرة حيث تكون نسب الشفاء عالية, ولذلك يهدف إلى عكس النسب الحالية لتصبح 70% من الحالات المكتشفة في المراحل الأولية. يهدف البرنامج بشكل أساسي إلى رفع مستوى الوعي الصحي على نطاق وطني وتوفير الخدمات التشخيصيّة (الماموغرام) للكشف المبكر عن سرطان الثدي لضمان فاعلية العلاج عند اكتشاف المرض في مراحله الأوليّة, وبالتالي خفض معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي. وقد اتبع البرنامج الأردني لسرطان الثدي نهجاً متعدد الأبعاد يشمل توفير خدمات الفحص, وتثقيف النساء بشكل خاص, وبناء قدرات الكوادر الصحية العاملة في هذا المجال, وضمان جودة الخدمات المقدمة. اضافة إلى ذلك, يطلق البرنامج حملتين سنويا, الأولى في شهر آذار والثانية في شهر تشرين الأول, يتم من خلالهما إقامة المحاضرات التعليميّة, وتوزيع الكتيبات التثقيفيّة, إضافة إلى إطلاق العروض التوعوية في المراكز التجارية الرئيسيّة والمدارس والجامعات في مختلف أنحاء المملكة. كما يقدم البرنامج معلومات عن سرطان الثدي من خلال الخط الساخن المجاني الخاص بالتوعية حول سرطان الثدي في الأردن على الرقم (080022246) .
عبد الحفيظ بن جلولي/ شاعر جزائري
سمو الاميرة الا ترين ان انتشار مرض السرطان يستدعي تكثيف الجهود بين الدول العربية كافة للتأسيس مشروع قومي تتعدد ابحاثه في مجالات الباطولوجيا والاجتماع والنفس والاقتصاد للوقوف على اسبابه وخصوصا وانه اصبح واسع الانتشار?
دينا مرعد
ازدادت عدد الإصابات بمرض السرطان في العالم إجمالا. ويتم تسجيل حوالي 4000 حالة جديدة سنوياً في الأردن حسب تقرير السجل الوطني للسرطان الأردني للعام. 2006 وهو المعدل ذاته في السنوات السابقة, لذلك لا يوجد إزدياد. ولكن بسبب زيادة الوعي بمرض السرطان في الأردن خصوصاً جعلت منه أكثر طرحاً وبعيداً عن المحظورات كما كان عليه الحال سابقاً, لذا أصبح يتهيأ لنا أن نسبة انتشار السرطان في تزايد في الأردن ولكن هذا غير صحيح. وقد اظهر التقرير في مقارنة لانتشار مرض السرطان بين الدول الغربية والعربية أن الزيادة في الدول العربية وفي الأردن مشابهة للدول الأخرى, حتى إنها أقل في الدول العربية. وأنا اتفق معكم بالحاجة إلى تكثيف دراسة أسباب انتشار مرض السرطان, على أن تكون هذه الدراسات مبنية على أسس علمية بناءة.
سري القدوة / رئيس تحرير الصباح الفلسطينية
هل يتم تقديم اي نوع من الخدمات الطارئة من قبل مركز الحسين للسرطان لمرضى غزة بعد الاحداث المؤلمة والكارثية التي عصفت بغزة?
دينا مرعد
نحن في مركز الحسين للسرطان نعالج حصراً الحالات التي تخص مرض السرطان. ونحن كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية نعمل بشتى السبل الممكنة على مساعدة المرضى غير المقتدرين من الأردنيين والأشقاء العرب من خلال صندوق الخير. إن هذا الصندوق يساعد المرضى غير المقتدرين بتغطية تكاليف علاجهم. وقد ساعد هذا الصندوق في علاج المئات من المرضى في المنطقة العربية وبالأخص الفلسطينيين. ساعد صندوق الخير 60 مريضا فلسطينيا غير مقتدر ولا يوجد أي جهة تغطيهم من عام 2003-. 2008 وأدعوك, وأدعو الخيرين أمثالك أن تدعموا هذا الصندوق الذي يعمل بنفس المتبرعين. إن دعمكم ودعم متبرعينا يمكننا من علاج أكبر قدر من المرضى الفلسطينيين. كما أننا على أتم الاستعداد للتعاون مع أي دولة عربية في مجال مكافحة السرطان.
د. الطيب بيتي/مغربي /باريس - مستشار سابق بمنظمة اليونسكو
كمستشار سابق بمنطمة اليونسكو, لأسأل سموكم, عن مدى علاقة منظمتكم - الفعلية والعملية - مع المنظمة الدولية ضد السرطان غير الحكومية المسماة... uicc international union against cancer....التي من أهم أهدافها المتوخاة,.. هو ألا يكون مرض السرطان -مستقبلا- هو ذلك المرض الأسطوري العضال بامتياز, المرادف لمفرداتالمرض الفتاك والمرض المعجز و المرض القدري وكما تعلمين سموك بان هذه المنظمة الدولية (أو بالأحرى اتحاد المنظمات) ... تضم حوالي 270 منظمة عضو, لـ 84 دولة, حيث انتقد مؤخرا رئيس المنظمة الدولية, الدكتور. Dr Franco Cavalli عدم حرفية مندوبي المنظمات العربية والافريقية, في المشاركة, والاستفادة من خبرات, وتقنيات آخر المستجدات العلمية, في مجال محاربة السرطان-حسب تعبيره- علما بأن منطقة الشرق الأوسط وخاصة (العراق وتليها غزة بعد المحرقة الأخيرة) تعتبران محكا حقيقيا فعليا لمدى فعالية وجدية منظماتنا العربية-ميدانيا- وخاصة في مجال التنسيق الوثيق بينها وبين المنظمات الحقوقية لتوثيق الشكاوى القانونية ضد وزارتي الحرب للولايات المتحدة واسرائيل لخرقهما السافر لاتفاقيات جنيف الدولية نظرا للمفاجآت التي تنتظر هذه المنظمة من ظهور حالات سرطانية مستعصية (وخاصة سرطان الدم والجلد وسرطان الأطفال والأمهات والرضع في العراق وغزة) بسبب التجارب المقيتة واللاانسانية, التي تمارسها الآلتيان الجهنميتان للقوات الأمريكية والاسرائيلية, حيث تم اختبار آخر ما توصلت اليه لاعقلانيات الغرب العلمية من تقنيات جديدة فتاكة في منطقتنا التي تعرفينها -سموك -جيدا.
دينا مرعد
السيد الدكتور الطيب بيتي المحترم, إن مركز الحسين للسرطان عضو في المنظمة الدولية ضد السرطان (CC) , بل إنه عضو فعال جداً فيها. وقد استفاد المركز من الخبرات والتقنيات التي تقدمها المنظمة لأعضائها. إن سبل التعاون بيننا كثيرة كعقد دورات تدريبية مختلفة لمركز الحسين للسرطان على سبيل المثال. وقد وصل المركز, بحمد الله, إلى مستوى عالمي ومتميز حرفياً حيث حصل كأول مستشفى في الأردن, والرابع في الشرق الأوسط على الاعتماد الدولي من قبل الهيئة المشتركة لاعتماد مؤسسات الرعاية الصحية. كما حظي على الاعتماد العالمي الثاني له كمركز متخصص في معالجة مرض السرطان من الهيئة المشتركة. وبهذا غدا المركز الوحيد في العالم العربي والسادس في العالم الذي يحصل على مثل هذا الاعتماد الذي لا يُقدّر بثمن.
نوئيل عيسى/ كاتب عراقي
تحية اجلال واكبار للاميرة دينا مرعد على الروح الانسانية التي تتعامل بها مع الاخرين وهذا يؤكد انها ليست امرأة عادية بحيث تستطيع ان تدير مثل هكذا مؤسسات انسانية تعمل لانقاذ مرضى بحاجة ماسة لكل عون انساني لكي يستطيعوا ان يحيوا حياة سوية مثلهم مثل باقي البشر الاصحاء ولن اضيف اكثر من طوبى للانسان الذي يهب كل وقته وجهده من اجل اخيه الانسان لينقذه من مرض او ضائقة مالية.
دينا مرعد
السيد نوئيل عيسى المحترم, أشكرك اهتمامك بمركز الحسين للسرطان, وفي مسيرتنا لمكافحة هذا المرض, أدعو الجميع ليكونوا سفراء في نشر أهداف المؤسسة ودعمها بشتى الطرق, إذ لا يمكننا الإستمرار بهذه المسيرة من دون المتبرعين انفسهم. ونقوم من خلال المؤسسة بتقديم الدعم للمرضى واحتضانهم مادياً ومعنوياً وتحقيق ذلك لم يكن ممكناً من دون دعم متبرعينا الخيرين. ويسرني أن أنتهز هذه الفرصة لأنوه أن المركز هو أول مستشفى في الأردن, والرابع في الشرق الأوسط يحصل على الاعتماد الدولي من قبل الهيئة المشتركة لاعتماد مؤسسات الرعاية الصحية. كما حظي على الاعتماد العالمي الثاني له كمركز متخصص في معالجة مرض السرطان من الهيئة المشتركة. وبهذا غدا المركز الوحيد في العالم العربي والسادس في العالم الذي يحصل على مثل هذا الاعتماد الذي لا يُقدّر بثمن.
كمال المكوني/ فنان تشكيلي مغربي
هل ممكن ان تجعلون من المصاب انسانا يواصل الحياة بتفريغ ما بداخله عبر ابداع ما?
دينا مرعد
السيد كمال المكوني المحترم, يقدم مركز الحسين للسرطان الرعاية الشاملة للمرضى مادياً ومعنوياً ونفسياً. أما من الناحية النفسية يوجد في المركز قسم العلاج النفسي الذي يتابع المرضى في جميع مراحل علاجهم. ولقد أنشأ المركز مجموعات الدعم للمرضى إذ يقدم الناجون من السرطان من خلال هذا البرنامج الدعم العاطفي للمرضى عن طريق تبادل تجاربهم الشخصية مع مرض السرطان, وتم إنشاء مجموعتي دعم هما سند, وهي مجموعة الدعم لسرطان الثدي, ومجموعة معاك, وهي مجموعة دعم الأطفال للأطفال. ويوجد في المركز أيضاً غرفة للعب حيث تعتبر متنفساً لهم خلال تلقي العلاج عن طريق الرسم واللعب وغيرها من النشاطات الترفيهية, كما يقوم المركز بإقامة المخيم الصيفي الذي يشجع مرضانا الصغار, ويعطيهم قسطاً من الراحة لقاء ما مروا فيه من صعاب أثناء العلاج وذلك بقضاء شهرين من السعادة مع العائلة والأصدقاء.
مالكة عسال/ كاتبة مغربية
الأميرة تتمتع بمشاعر إنسانية قوية, الشيء الذي يعبر بصورة واضحة أن الدنيا ما زالت بخير. الفاضلة دينا ما هي الصعوبات التي تواجهك للاستمرارية في كفاح داء السرطان. وهل لك مشاريع اخرى في هذا الباب. كيف ستخرجينها إلى حيز التنفيذ?
دينا مرعد
السيدة مالكة عسال المحترمة, أشكرك بدايةً على سؤالك هذا, فهو في غاية الأهمية حيث تواجهنا الكثير من التحديات في مسيرتنا في مكافحة مرض السرطان, فالتحدي الاول; يكمن في كون مرض السرطان من المواضيع المحظورة في المجتمع الأردني والمجتمعات العربية بشكلٍ عام, لذا عملنا من خلال حملات التوعية المختلفة التي أطلقناها إلى تحسين هذا المفهوم, ولا زال المشوار طويلا أمامنا. أما التحدي الثاني فيكمن في الحاجة الماسة لرفع الطاقة الاستيعابية للمركز, وسنقوم قريباً بافتتاح توسعة جديدة للمركز لزيادة عدد الأسرة وبالتالي استقبال المزيد من المرضى للعلاج فيه, ولدينا العديد من الخطط المستقبلية لبناء مرافق جديدة لرفع الطاقة الاستيعابية لمواجهة الازدياد المضطرد في أعداد مرضى السرطان.
أما التحدي الثالث الذي نواجهه يكمن في ارتفاع تكاليف علاج مرضى السرطان, إذ تصل تكلفة علاج المريض الواحد إلى 25.000 ألف دينار أردني, قد تصل إلى 100000 دينار أردني اذا ما احتاج المريض لإجراء العملية المكلفة لزراعة نخاع العظم. وقد زادت هذه التحديات في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية, إذ كان لها الأثر الكبير على عمل المنظمات الخيرية غير الربحية التي تعتمد بشكل أساسي على التبرعات. وإن عمل برامجنا في مؤسسة الحسين للسرطان, التي تدعم المرضى الأقل حظاً, وترفع مستوى الطاقة الطبية في مركز الحسين لللسرطان, وتدعم برامج التوعية المبكرة, يعتمد على عطاء وخير متبرعينا, لذا بطبيعة الحال في مؤسسة الحسين للسرطان قد تأثرنا أيضاً بهذه الأزمة, بل ان الازدياد لأعداد مرضى السرطان وما يقابلها من حاجة ماسة لرفع الطاقة الاستيعابيّة لاستقبال هذه الأعداد من المرضى في المركز, قد ضاعف من أثر الأزمة الاقتصادية على المؤسسة. وقد أطلقنا في المركز العديد من البرامج والمشاريع التي تعزز من الخدمات المقدمة لمرضى المركز ونسعى دائماً لإيجاد أفكار جديدة وطرق متنوعة لتحسين وتقديم أفضل رعاية شموليةٍ لهم, إلا أننا بحاجة إلى دعم جميع فئات المجتمع من أفراد وشركات للإستمرار بتقديم أفضل الخدمات الشمولية للمرضى الأقل حظاً.
موفق الرفاعي/ اعلامي وكاتب عراقي مقيم في الاردن
تعلم سمو الاميرة كما يعلم القاصي والداني ان العراق وجنوبه تحديدا وفي البصرة بشكل ادق كان قد تعرض ومنذ العام 1991 الى ضربات بأعتدة اليورانيوم المنضب وتكرر ذلك في العام ,2003 وقد اصيب نتيجة هذه الضربات اناس ابرياء بامراض وتشوهات سرطانية واخرون من الاكثر براءة - الاطفال- وهم في بطون امهاتهم, حيث التشوهات الجنينية والجينية ايضا, وهؤلاء واولئك يعانون في العراق معاناة بالغة.
دينا مرعد
السيد موفق الرفاعي المحترم. لقد أنشأنا في مؤسسة الحسين للسرطان صندوقا للخير خاصا بالمرضى العراقيين غير القادرين على تغطية تكاليف علاج مرض السرطان نتيجة الازدياد المضطرد في عدد المرضى العراقيين الذين يطلبون العلاج في مركز الحسين للسرطان. ويعمل الصندوق من المتبرعين وعطائهم, فنحن كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية بحاجة إلى تبرعات الخيرين للإستمرار بدعم المرضى العراقيين وتقديم العلاج لهم. وقد تم علاج أكثر من 170 مريضا عراقيا منذ عام 2003 بتكلفة إجمالية تبلغ مليونا ونصف المليون دينار أردني. ونظراً لتكلفة علاج مرض السرطان الباهظة, فإننا ندعو الجهات والأفراد كافة في الأردن والخارج لتقديم الدعم والمشاركة في مكافحة السرطان ودعم صندوق الخير الخاص بالمرضى العراقيين, مما يساعد في إنقاذ أرواح العديد من أشقائنا العراقيين الذين يعانون من هذا المرض. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات عن كيفية التبرع لصندوق الخير للمرضـى العـراقيين بالاتصال على هاتف المؤسـسـة 0096265544960
*******************************
منظمة التحرير الفلسطينية
هي المرجعيــة وهي الإطــــــار
عبد الشافي صيام
كثير من المحللين والمفكرين الاستراتيجيين قالوا بأن الحـرب على غزة ستكون لها نتائج حاسمة على المسار الفلسطيني, وتأثيرات بعيدة على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وعليه فإن من حق الأطراف المعنية بهذه الحرب أن تكرّرَ خطابها وتعلن مواقفها بتبادلية النصر أو الهزيمة. لكن كم هو مؤلم ما نسمعه ويَتردّدُ على ألسنة مسؤولين وغير مسؤولين فلسطينيين وعربا من الذين يَتسَطّحونَ على المقاهي السياسية يأكلون الفجل ويتكرّعونّ الوطنية. يحللون وينظرون ويصدرون أحْكامَ مُسابقة هزيمة حماس والمقاومة, وأن إسرائيل قد حَقّقتْ كل أهدافها من هذه الحرب, التي جاءت رداً على مغامرة حماس الطائشة التي قامت بها امتثالا لأجندات خارجية كما يقول هؤلاء الفهيمة وهو ما أضَرّ بالقضية وبمصالح الشعب الفلسطيني. وبسطحيةٍ وسذاجةٍ رخيصةٍ يقولون كم دبابة دمرّتْ حماس والمقاومة, وكم طائرة أسقطتْ, وكم جندياً أسرتْ أو قتلتْ, وكم بارجةً أو زوقاً إسرائيلياً أغرقتْ بصواريخها العبثية التي لا تخيف بْسَيْنِة.
على كل حال فلو قِسنا الأمور بالفِتِرْ ووزناها بميزانِ الجزر فالنتيجة بمحصلتها العامة أن حماس والمقاومة لم تهزما, وأن العدو الصهيوني لم يحقق النصر الذي حشد له كل آلته العسكرية مدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية المحرمة والممنوعة دوليا, والتي يمكن أن نسميها أسلحة اليأس الإستراتيجية والتي استخدمَ بعضها لأول مرة, لأن المخططين العسكريين لهذه الحرب لم يخرجوا بعد من عقد الهزيمة والإحباط في حربهم مع حزب الله عام .2006 صحيح..أن العدو الصهيوني تمكن من تدمير البيوت والبنية التحتية للقطاع, وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المواطنين المدنيين وكانت نسبة الخسائر في الأطفال والنساء مؤلمة وقاسية لكن الصمود الذي تحلى به شعبنا وعدم استسلام المقاتلين, وصلابة الإرادة الشعبية والوطنية, والتلاحم بين مختلف مكونات الشعب في قطاع غزة, وقدرة الحكومة الفلسطينية التي تدير القطاع على ضبط الأمور والسيطرة على الموقف ساعد إلى حدٍ كبير في شدّ أزر الناس ورفع معنويات المقاتلين وسَبَّبَ حَرجاً لقيادة السلطة في رام الله التي كانت بعيدة عن الرصاص لكنها تنزف, وبدل أن تُحرِّضَ الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية ولو من وراء ستار للخروج لنصرة أهلهم وإخوانهم, أرسلت قوات أمنها المحلية لإجهاض أي تحرك مناهض للحرب على غزة. وهو ما يضع هذه القيادة خارج إطار الالتفاف الجماهيري ولن تنفع كل التحركات اللاحقة التي ليس غرضها الناس بقدر المحافظة على الموقع. لذا كانت ردّات الفعل على كلمتين قالهما خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة بأن قوى فلسطينية تفكر في إيجاد مرجعية وطنية جديدة كانت ردّات الفعل هذه متشنجة ومضطربة وفيها إرباك ظاهر واضطرت أكثر من عاصمة عربية للتحرك, وتمت الدعوة إلى اجتماع عاجل في أبو ظبي وتحــركات على مستوى القاهرة وأنقـرة عاصمة الخلافة الإسلامية التي قد تبعث من جديد والمبعوث الأمريكي شد الرحال للمنطقة, وربما يدخل في دورة الفصول الأربعة.
لا شك أن خالد مشعل يدرك تماما أن تجاوز منظمة التحرير الفلسطينية ليس بالأمر السهل أو الهين رغم حالة الضعف التي تمر بها بسبب سياسات المتباكين عليها فما ينطبق على الفصائل كلها لا ينطبق على منظمة التحرير الفلسطينية لأن مجموع ما تمثله الفصائل مجتمعة لا يصل إلى 25% من مجموع الشعب الفلسطيني على أكثر تقدير كما أن هذه الفصائل تكتسب شرعيتها من شرعية منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها عربيا وإسلاميا ودولياً, وأن العالم سـيفكر ألف مـرة في إعطاء شرعية جديدة لأي عمل فلسطيني, بعد ندمه على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبتمثيلها للفلسطينيين, والوقائع معروفة في هذا الشأن. فبعض الدول إذا أرادت التهرب من منظمة التحرير الفلسطينية تدعي تعاملها مع السلطة الفلسطينية وإذا أرادت التهرب من السلطة تعود للمنظمة, ولقد بقيت دولة عربية لسنوات طوال لا تسمح بتمثيل مباشر لمنظمة التحرير الفلسطينية على أراضيها والمكتب المسموح به هو مكتب حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وجميع المكاتب الفرعية تابعة للجان الشعبية, لكن على مستوى الإعلام الرسمي يشار إلى منظمة التحرير الفلسطينية. ولو أخذنا نسبة ما تم تطبيقه وتنفيذه من القرارات العربية الرسمية في المؤتمرات لا يصل في أحسن حالاته إلى 7% ولا داعي للتفاصيل. كما أن السلطة الفلسطينية التي يسعى البعض لجعلها البديل عن المنظمة, وهو ما سعت إليه أطراف في القيادة الفلسطينية في رام الله, وبديلا عن الفصائل الفلسطينية لا ترقى إلى دور فصيل منها وقد أثبتت الحرب على غزة ذلك.
وهذا لا يلغي فصائل المقاومة ودورها وأنها تمثل الركيزة الأساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا يستطيع أحد أن ينكر دور حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح المحوري في مجمل النضال الفلسطيني, وما قدمته هذه الحركة الرائدة من تضحيات ونضال وشهداء على مدى عمر الثورة, وأنه لولا حركة فتح ربما لانتهى دور منظمة التحرير الفلسطينية فبعد تولي الأخ الشهيد ياسر عرفات (أبو عمــار) رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية وضع ثقل حركة فتح لدعم المنظمة وطور بالثورية الواعية برامج النضال الفلسطيني وأسس لقاعدة نضالية عريضة تضم الفصائل الفلسطينية الأخرى التي شكلت جميعا الرافعة الوطنية للعمل الفلسطيني, وخاض الجميع معارك الثورة وحافظ بشخصيته القيادية البارزة على وحدة البندقية الفلسطينية ووجهتها النضالية مهما كانت حدة الخلاف السياسي.
وفي اعتقادنا أن عدم جدية الطرح الذي نسمعه بين فترة وأخرى والدعوات التي تَسْخُنُ وسرعان ما تبرد حول الحاجة لتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح الخلل الذي أصابها وشل عمل مؤسساتها (المجلس الوطني الفلسطيني, وكافة دوائر المنظمة) بفعل فاعل والمحاولات المكشوفة لجعل منظمة التحرير الفلسطينية ليست أكثر من أيقـــونة تستعمل للرقية من الحسد أو عند صياغة اتفاق جديد في مسار عملية السلام التي لم تحقق سلاما, فيأتي ذكر المنظمة في ديباجة الاتفاق (تم الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية و..) لكن لا المنظمة تمارس دورا, ولا تعطي رأيا ولا تعلم شيئا. لأن الأمور والاتفاقات وكل شيء يدار ويطبخ باسم السلطة الفلسطينية, فلو كانت فعلا السلطة الفلسطينية هي الطرف المعترف به رسميا في الدوائر العالمية فلماذا إذا ذكر منظمة التحرير الفلسطينية وحشرها في رأس أي اتفاق ? ولقد كانت فطنة الأخ الشهيد القائد أبو عمار وبعد نظره وإدراكه لخفايا اللعبة الدولية وعدم مصداقيتها في الوصول إلى (سلام عادل وشامل ودائم) الإبقاء على منظمة التحرير الفلسطينية حارسة للنضال الفلسطيني وحامية لحقوق شعبنا وأهدافه الوطنية, فلا بد من الحفاظ على ما نستند إليه إذا ما فشلت محاولات عملية السلام التي لم تنجح حتى الآن لأن الجانب الإسرائيلي لا يريد السلام, ولا يسلم بقيام دولة فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين. لذلك أبقى جزءا من القيادة التي يأتمنها على مستقبل القضية الفلسطينية وأبقى رمزها وعنوانها الأخ فاروق القدومي (أبو اللطف) باعتباره رئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير خارجية دولة فلسطين وصلة الوصل بين فلسطين والعالم عبر السفارات الفلسطينية التي يشرف عليها, وبصفته أيضا أمين سر حركة فتح لاستمرار عمل الحركة ونشاطها في الخارج.
كانت هذه نظرة القائد المسؤول..القائد الذي يمسك بقنوات العمل ورافده بروح القائد وخلق القائد وصفات القــائد لأن حلمنا يجب أن يكون أكبــر من واقعنــا حتى ننتصر وحتى نصل. عدم الجدية هذه قد تكون احدى الأسباب التي دعت السيد خالد مشعل للمطالبة بمرجعية وطنية ولو أتْبعَ كلامه بمنظمة التحرير الفلسطينية لكان قد دفع الأمور إلى مسارها الصحيح ووضع جميع القيادات أمام الواقع ولا أقول أمام مسؤولياتهم لأن هذا التعبير تكرر آلاف المرات من دون أن يتحرك مسؤول نحو مسؤوليته.
تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها لا يتم بما قام به رئيس السلطة الفلسطينية الذي كان وراء حذف بعض بنود ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية لتمرير بعض الاتفاقات لأن الولايات المتحدة اشترطت ذلك الحذف, وتمت دعوة أعضاء من المجلس المركزي على عجل وأعطوا هذه الجلسة أهمية أكبر من حجم ودور الذين حضروا, لأن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون سيحضر الجلسة ويشــهد أمام محفل الصهاينة بأننا غيرنــا ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية. فَحَذفْنــا بأريَحيّةٍ بُنودَ الميثاق ولم نحصل في المقابل على بند من بنود الاتفـاق. !!ثم جاءت بعد ذلك عملية إنهاء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية, باستثناء الدائرة السياسية التي تعاني من حصار وسحب صلاحيات الدائرة لصالح وزارة الشؤون الخارجية في رام الله, وصدرت مراسيم كما يسمونها (رئاسية) تقرر بأن مرجعية السفارات تعود لرئيس السلطة ووزير الخارجية ولا علاقة لفاروق القدومي بعمل السفارات, وحتى الاجتماعات الدولية والعربية فالذي يمثل فلسطين فيها هو وزير الخارجية (ناصر القدوة) .
وعندما فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة وأقصي ناصر القدوة, وتم تعيين الدكتور محمود الزهار, تحول من جديد اسم الوزارة إلى وزارة الشؤون الخارجية وصدر مرسوم رئاسي آخر يؤكد بأن مرجعية السفارات تعود للدائرة السياسية وأن الأخ فاروق القدومي (أبو اللطف) هو وزير خارجية دولة فلسطين المنتخب من المجلس الوطني الفلسطيني وهو الذي يمثل فلسطين في المحافل الدولية وهو رأس الدبلوماسية الفلسطينية. وفي موازاة ذلك أنشأ رئيس السلطة مكتبا لمتابعة عمل السفارات يوجه لها التعليمات ويتلقى منها التقارير وأسند إدارته لناصر القدوة وبعد تشكيل حكومة تسيير الأعمال أسند منصب وزير الشؤون الخارجية للدكتور رياض المالكي وكالة (بالإنابة) ولا زال حتى الآن وربما يمتد لأكثر من ذلك إلا إذا فازت حماس مرة ثانية بالمجلس والرئاسة فلا ندري من سيأتي للخارجية. كما أن القوانين الدبلوماسية التي تم تشريعها عندما بدأت عملية محاصرة الدائرة السياسية والتي جعل منها منافقوا المقاطع عملا وطنيا كبيرا لم تكن أكثر من عملية خداع للرأي العام الفلسطيني وجاءت بأدران دبلوماسية وتجاوزات لا يغطيها غربال الدجالين والمنتفعين ولا نود الدخول في تفاصيل أكثر حتى لا تفهم الأمور في غير سياقها.
الأصوات الوطنية المخلصة والحريصة على القضية وعلى القدس وهي كثيرة ولها تاريخها النضالي مدعوة للوقوف في وجه أي جهة تسعى للمساس بمقدسات وثوابت النضال الفلسطيني لأنها ليست ملكا لهذا الطرف أو ذاك, فهي ملك لشهداء الشعب الفلسطيني قبل أحيائه, وملك لأسرى الشعب الفلسطيني قبل من هم خارج الأسر لأنهم لم يدفعوا هذا الثمن الكبير والغالي من أجل شروة بنــدورة. كان أحرى بالمتباكين على منظمة التحرير الفلسطينية الذين حشدوا مهرجان التأييد لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله, أن ينظموا هذا المهرجان تنديدا بالعدوان على قطاع غزة ليقطعوا الطريق على المطالبين بمرجعية جديدة. المرجعية لن تتغير وهي منظمة التحرير الفلسطينية والمطلوب تغييره ليس المرجعية وإنما هذه القيادات التي سقطت, وهذا دور الفعاليات والقوى الوطنية الفلسطينية أن تبادر لأخذ دورها ومواقعها وإعلان مواقف التوحيد والمواجهة.0











































