28 % نسبة الإنجاز بمشروع جر مياه الديسي
تشرع شركة جاما التركية على طول الشريط الصحراوي الممتد من منطقة القسطل جنوب عمان وحتى منطقة دبيدب على الحدود الاردنية السعودية في عمليات حفر الابار ومد أنابيب اضخم مشروع استثماري في تاريخ المملكة.
ويعمد القائمون على تنفيذ مشروع جر مياه الديسي من مهندسين وفنيين الى التركيز على ضرورة انجاح المشروع وتسليمه في الوقت المحدد والحرص على أن يكون مشروعا صديقا للبيئة ويراعي اقصى شروط الصحة والسلامة العامة.
ويمثل المشروع للقائمين على تنفيذه من الجانب التركي عربون تعارف وشراكة جديدة بين البلدين وعودة الى شرق الاردن بعد قرن من تنفيذ الخط الحديد الحجازي مطلع القرن الماضي, حيث لا يغفل القائمون على المشروع حرص الحكومة التركية على انجاح المشروع كمقدمة لبدء تعاون في المنطقة بمجملها.
ويعمل في المشروع 500 مهندس وفني اردني.
وبلغت نسبة الانجاز الكلي في مشروع جر مياه الديسي 28 بالمئة بعد عام ونيف على البدء الفعلي لتنفيذ المشروع حسب مدير الادارة في المشروع في شركة جاما التركية ناصر مرقة.
وجاء حديث مرقة خلال جولة نظمتها وزارة المياه والري الاحد الماضي على موقع مشروع جر مياه الديسي الى عمان في منطقة الديسي التي تبعد عن عمان 325 كيلومترا للاطلاع على اعمال حفر الابار التي تقوم بها شركة جاما التركية المنفذة للمشروع وفق خطة وبرنامج العمل المعدين.
وشملت الجولة زيارة مواقع تخزين الانابيب مختلفة الاحجام والاقطار التي وصلت لغايات الاستخدام في اعمال المشروع والاطلاع على اعمال الحفر على طريق المطار من اجل مد انابيب الخط الناقل لخزاني دابوق وابو علندا لاستقبال 100 مليون متر مكعب سنويا من مياه المشروع.
وتركزت نسب الانجاز في المشروع على نحو 95 بالمئة نسبة انجاز المخططات والتصاميم, و41 بالمئة نسبة استقدام المواد الاولية والتي من المتوقع الانتهاء من شرائها نهاية العام و 5,0 نسبة الانجاز الفعلي في التنفيذ حفر وتمديد الانابيب, حيث قدرت الشركة نسبة الانجاز تلك بـ 600 الف ساعة عمل حسب مرقة.
وبين مرقة انه تم احالة العطاءات الفرعية للمشروع كاملة مشيرا الى عملية الحفر من جسر المطار ستبداء نهاية هذا الشهر كما سيبداء المقاول انشاء موقع محطات الضخ الرئيسية في منطقة جسر المطار.
وحول المرحلة الاولى من المشروع بين مرقة أن العوائق وتعدد المرجعيات في هذه المنطقة التي تعد اصعب مراحل المشروع ادت الى تاخير التفيذ مشيرا الى ان العمل الان يسير بصورة اسرع حيث من المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة نهاية العام الحالي.
واشار مرقة الى أن الشركة اتفقت مع شركة الكهرباء الوطنية وشركة التوزيع وشركة الكهرباء الاردنية من اجل تمديد الكهرباء للمشروع.
وحول طرق لحام الانابيب بين مرقة أن التقنية المستخدمة تخضع لعملية مراقبة وتدقيق من قبل الشركة حيث يتم فحصها بشكل فني وتقني.
ويقسم المشروع الضخم حسب المدير التقني لشركة (ديوايكو) المشرفة على المشروع كورباك ادواير الى ثلاثة اقسام من منطقة الابار حتى منطقة المدورة, ومن محطة رفع المدورة حتى جسر المطار ومن منطقة جسر المطار الى خزاني دابوق وابو علندا.
واوضح ادواير أن الشركة التركية مسؤولة عن انجاز المشروع بنجاح وضخ المياه الى عمان في شهر كانون الثاني عام 2013 حيث شرع 14 مقاولا و 12 شركة اردنية وشركة سورية وشركة جنوب افريقية في العمل في المشروع في كافة المناطق.
من جهتها قالت مديرة حفر الابارفي منطقة المدورة لوكي فوس أن عمليات حفر الابار بدأت في منطقة دبيدب سيتم مد الانابيب, وبينت فوس أن عمليات الانشاءات بدأت في منطقة المدورة بانشاء الخزان التجميعي الذي سيقوم بضخ المياه الى خزان رئيسي في منطقة بطن الغول.
وتحدثت فوس للصحافين في موقع الحفر بينما كان مؤشر قياس الحرار في الموقع يشير الى أن درجة حرارة الشمس ظهيرة امس الاول تقترب من 44 درجة مئوية, بالقرب من اليات حفر كانت تشرع في نقل اطنان من الرمال والحجارة لتجهيز موقع الخزان التجميعي للمياه من 46 بئرا عبر شبكة انابيب تمتد لمئات الكيلو مترات عبر الحوض.
وتقيم فوس الى جانب عشرات العمال والمهندسين مع عائلاتهم في مدينة تم انشاؤها في وسط الصحراء الاردنية تضم ملاعب كرة القدم وتنس الطاولة, بينما تجري عمليات زراعة الاشجار بالقرب من تلك المدينة.
وحفرت الشركة - حسب فوس - في أواخر شهر تموز الماضي الابار في منطقة دبيدب, كما باشرت شركة محلية تنفيذ عمليات الحفر من خلال استقدام 7 حفارارت تمتلك احدث التكنولوجيا العالمية في عمليات الحفر حيث بدأ الحفر الفعلي في 3 آبار من اصل 55 بئرا لتوفير 100 مليون متر مكعب من المياه للعاصمة عمان حيث سيتم تشغيل 46 بئرا بينما تكون 9 ابار جاهزة في حالة الطوارئ ومن اجل اجراء عمليات الصيانة الدورية للابار, مشيرا الى أن مضخات المشروع تم شراؤها وهي في طريقها الى المشروع.
وكان العطاء الخاص بمشروع الديسي قد رسا على شركة تركية تدعى جاما لمد انبوب المشروع ومحطات الضخ لجلب المياه من منطقة الديسي.
وينتهي الجزء المتعلق بمشروع الديسي, الذي يمثل مد انابيب الخط الناقل من جسر مادبا إلى خزان دابوق لاستقبال 60 مليون متر مكعب سنويا وإلى خزان أبو علندا 40 مليون متر مكعب, نهاية العام الحالي مع انتهاء المقاولين من تنفيذ الطريق.
وتقدر احتياجات المملكة من المياه بحوالي 1500 مليون متر مكعب سنويا لكافة الاستخدامات, يتوفر منها حوالي 960 مليون متر مكعب فقط.
ويعتبر تخفيض العجز المائي - 500 مليون متر مكعب سنويا, والذي يشكل التحدي الابرز لوزارة المياه والري - هدفا استراتيجيا للوزارة كما جاء في برنامج عمل الحكومة في مجال الامن المائي, الامر الذي يتطلب دعم قدرة المملكة على تلبية الاحتياجات المتنامية من المياه ورفع كفاءة ادارة المصادر المائية وتطوير مصادر جديدة واستغلال المصادر غير التقليدية وتقليل نسب الفاقد من شبكات المياه.
ويقع مشروع جر مياه الديسي الى عمان في مقدمة خطة عمل وزارة المياه والري التي قدمتها للحكومة وتتضمن تنفيذ المشاريع ذات الاولوية التي تعتبر استراتيجية وحيوية, وفي مقدمتها البدء في تنفيذ مشروع الديسي هذا العام وانجاز 15 % من حجم المشروع تمهيدا للانتهاء من تنفيذه عام ,2013 حيث يشكل المشروع الذي يؤمن 100 مليون متر مكعب من المياه سنويا لمدة خمسين عاما خط الدفاع المائي الاول لمواجهة زيادة الطلب على المياه في السنوات المقبلة التي ترافق في العادة النمو السكاني والتطور الحياتي والمعيشي, كما ان من شأن هذا المشروع ان يوقف تفاقم العجز المائي مستقبلا ويحافظ على الوضع القائم دون مزيد من العجز.











































