27 عاملا في مصنع بولسترين متعثر محرومون كسرة الخبز
يتعرض 27 عاملا في مصنع البولسترين في منطقة الكرامة لظروف مادية صعبة وظروف عمل سيئة نتيجة توقف المصنع عن العمل منذ نيسان الماضي، دون أن يدفع صاحب المصنع رواتبهم منذ أربعة شهور، بحجة عدم توفر سيولة مادية لدى صاحب المصنع.
ويبلغ عدد عمال المصنع 40 عاملا بين فنيين ومهندسين، منهم حراس تلقوا رواتب مجتزأة منذ أربعة شهور.مدير المصنع، قصي أسعد، أكد لراديو البلد "أنه يحاول حل المشكلة من خلال تجهيز الأوراق اللازمة لوزارة العمل من اجل إعادة هيكلة المصنع، إضافة لتأمين تسهيلات بنكية.
ويؤكد العمال أنه وللمرة الثانية يتوقف المصنع عن العمل حيث كانت المرة الأولى في عام 2008 واستمر التوقف عن تلقي الأجور لمدة أربعة أشهر، ليتكرر الأمر ويزداد سوءا في عام 2009 مما أدخلهم في مأزق مادي انعكس على أسرهم ، بسبب تدهور الأوضاع المادية للمصنع والتي بدأت منذ سنتين.
يقول خالد علي الذي بدأ العمل منذ عام 89 وبراتب أساسي 75 دينارا آنذاك، ليصل الآن إلى 340 دينار، وأن صاحب العمل يجبرنا على ثلاثة خيارات أعلمنا بها شفويا عن طريق المدير الإداري للمصنع سابقا وهي "أن نقدم استقالتنا، أو أن نأخذ إجازة سنة دون راتب،أو أن نشتكي على المصنع في المحكمة".
وقد اختار العمال السبعة وعشرون اللجوء إلى القضاء، وما تزال القضية منظورة أمام المحكمة.
فيما لم ينكر صاحب المصنع حقوق العاملين في المصنع، مؤكدا أن سبب توقف المصنع عن العمل يعود لأمرين: "أن المصنع يتعرض لخسائر كبيرة خلال سنتين نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة مع قلة الطلب على البولسترين،إضافة إلى أن المصنع محجوز عليه بسبب مشاكل بنكية".
وبحسب العمال فإن ما يزيد الأمر سوءا أن صاحب العمل يجبرهم على الالتزام بالدوام من السابعة صباحا لغاية الثالثة مساءا على الرغم من توقف المصنع عن العمل، ومن دون استلام رواتبهم ، ودون أي خدمات أو الالتزام الكامل بالعقود.
ويبين العامل خالد أن العمال لا يلتزمون بالدوام الكامل في ظروف العمل السيئة التي يعيشونها الآن" الكهرباء مقطوعة عن المصنع ونضطر للجلوس في الساحة الخارجية والجو حار جدا، حتى المياه التي في الآبار الداخلية للمصنع والتي نشرب منها ملوثة، والمصنع لا يقدم لنا وجبة الغداء المنصوص عليها في العقد".
ولم يبرر صاحب المصنع عدم استكمال الموظفين دوامهم لثماني ساعات نتيجة عدم أخذهم رواتبهم لغاية الآن، قائلا:"عليهم التوجه للإدارة واخذ كتاب رسمي يقر بجميع حقوقهم، وبعدها يأخذون إجازات دون راتب لكي يتمكنوا من العمل في مكان آخر".
وعدم تسلم العمال رواتبهم لغاية الآن اثر على حياة أسرهم، وعرضهم لمشاكل مادية،كالعامل سالم علان جادلله الذي يعمل منذ 19عاما في المصنع أمين مستودع، لا يدري كيف سيتدبر أمره فهو يعيل 9 أفراد ويعيش على الدين من الآخرين، كما يقول "استدين من أخوتي وأصحاب البقالات لأعيل أسرتي، ونحن مقبلون على شهر رمضان الذي يحتاج مصاريف كثيرة،فالله اعلم ما سيحل بحالنا".
ويصر جادلله على الدوام يوميا حتى لا يفقد حقه"لن اترك المصنع فانا أريد أن أحفظ حقي، صاحب العمل يتعمد أن يخرجنا من المصنع دون أن نحصل على حقوقنا".
ويصف العامل احمد خليفة معاناته هو وأسرته بسبب حاجاته المادية فهو لا يستطيع أن يدفع أجرة مواصلاته اليومية خاصة انه يسكن منطقة بعيدة"اسكن البقعة ويكلفني أجرة شهرية 90 دينار، فكيف لي أن أؤمن هذا المبلغ وأنا لم استلم راتبي منذ شهور،وأعيل أسرة من 6 أفراد".
ويحاول بعض العمال البحث عن عمل يعتاشون منه،لكنهم يقابلون بالرفض من أصحاب العمل لان أعمارهم كبيرة، وهذا ما أشار إليه العامل خالد سليم الذي لم يستطع أن يدفع ثمن فواتير كهرباء منزله لغاية الآن. "عمري 42 سنة قضيتها في العمل في المصنع،أصحاب العمل يرفضون تشغيلي خاصة أنني اقترب من التقاعد في الضمان الاجتماعي".
وبحسب احد فنيي المصنع فان إنتاجية المصنع للعبوات الزراعية تتجاوز 56 ألف عبوة يوميا في حال التشغيل الكامل للمصنع ، أما إذا كان التشغيل جزئيا وخاصة في فصل الصيف فان الإنتاج يبلغ 35 ألف عبوة زراعية يوميا ، حيث يباع الصندوق بـ20 قرشا في الأسواق المحلية .











































