2011.. عنف جامعي ومجتمعي يتنامى

2011.. عنف جامعي ومجتمعي يتنامى
الرابط المختصر

“عنف متنقل ككرة اللهب ، يخضع للتضخيم من قبل إعلام غير مسؤول” .. هكذا استهل الكاتب والمحلل السياسي عريب رنتاوي مقاله الذي نشر في صحيفة الدستور بداية عام 2011، واصفا الحالة الأردنية.

من يقرأ توقعات الكتاب والمحللين بداية العام 2011، لا يتوقع استمرار الحالة أو حتى ازديادها بتسجيل المئات من أعمال العنف المجتمعي والطلابي.

العنف الجامعي:

رصدت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” في عام 2011، ما يفوق 50 مشاجرة جامعية، أي أكثر من ضعف ما سجل في العام السابق، حيث سجلت 28 مشاجرة جامعية فقط في عام 2010 ، والذي اعتبر عددا مرتفعا في حينه.. ما جعل “ذبحتونا” تتساءل ”هل تسعى الأردن لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد المشاجرات الجامعية”.

وأكثر المشاجرات حدة كانت في جامعة الحسين بن طلال في 22 من تشرين الثاني، بحسب ذبحتونا، والتي أدت إلى مقتل مواطن خارج الحرم عندما تجددت في اليوم التالي ..

واحتلت جامعة “البلقاء التطبيقية” في السلط مراتب متقدمة في حدة وعدد المشاجرات، حيث شهدت أكثر من 3 مشاجرات كبيرة داخل حرمها، ما أدى إلى تعليق الدوام في إحداها بتاريخ 27 تشرين الثاني، وفرض طوق أمني في محيط الجامعة وسط استنفار في مدينة السلط، إلا أن ذلك لم يحل من تجدد المشاجرة في 22 من كانون الأول والتي أدت إصابة طالب بعيار ناري في قدمه .

فيما طعن طالب آخر في حرم كلية القادسية في 6 من كانون الأول، أثناء مشاجرة عشائرية، كما طعن رجل أمن في الزيتونة أثناء محاولته فض مشاجرة في 8 من كانون أول، ما أدى إلى تطويق الجامعة من قبل قوات الدرك واعتقال مئات الطلبة.

وفي الأول من تشرين الثاني أصيب عدد من الطلبة في مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والنارية في حرم جامعة مؤتة وفي الثالث من نفس الشهر نشبت مشاجرة في جامعة آل البيت حيث أصيب العديد من الطلبة.

أما الجامعة الأردنية، فشهدت مشاجرة في 13 من تشرين الأول، أي بعد بدء الدوام الجامعي بأسابيع قليلة، أدت إلى تكسير في عدد من مباني الكليات، وإصابات بين الطلبة، كما شهدت الجامعه مؤخرا العديد من المشاجرات على إثر انتخابات اتحاد الطلبة التي جرت في 22 من كانون الأول، وتم خلالها تكسير في عدد من الكليات، وإصابة عدد من الطلبة ، ما أدى إلى تأجيل الانتخابات في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بسبب المشاجرة التي لم يستطع الأمن الجامعي السيطرة عليها .

وفي الـ8 من آيار نشبت مشاجرة وصفت بالعنيفة أمام البوابة الشمالية لجامعة مؤته استخدمت بها الحجارة والأدوات الحادة ما اسفر عن تحطيم عدد من السيارات وواجهات زجاجية لبعض المحال .

وكانت حملة  “ذبحتونا” قد رصدت العديد من المشاجرات داخل الجامعات الرسمية بعد فض اعتصام دوار الداخلية بالقوة ، والمشاجرات كما رصدتها ذبحتونا :

1_ بتاريخ 30-3-2011 مشاجرة في جامعة عمان الأهلية : مشاجرة بين العشرات من الطلبة على خلفية الانتخابات الطلابية في الجامعة سرعان ما تحولت إلى مشاجرة ذات أبعاد إقليمية ، وقد طوقت القوات الأمنية محيط الجامعة . وتم تعليق الدوام يوم الخميس.

2_ بتاريخ 31-3-2011 مشاجرة في كلية الهندسه التكنولوجيه : اندلعت مشاجرة طلابية عنيفة داخل كلية الهندسه التكنولوجيه التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية سرعان ما أخذت أبعاداً عشائرية

3_ بتاريخ 10-4-2011 مشاجرة في جامعة جدارا : المشاجرة نشبت بعد تلاسن طرفين من عشيرتين وشارك فيها نحو 300 طالب اسفرت عن حدوث اصابات محدودة بين المتشاجرين.

4_ بتاريخ 12/4/2011 مشاجرة في جامعة البلقاء التطبيقية / السلط : المشاجرة وقعت بين أفراد عشيرتين سمع اطلاق عيار ناري ووقعت إصابات محدودة بين الطلبة وشارك في المشاجرة العشرات من الطلبة.

5_ بتاريخ 14-4-2011 مشاجرة في جامعة مؤتة : المشاجرة وقعت بين طلاب من عشائر مختلفة ، وأوقعت اصابات بين صفوف الطلبة وشارك فيها العشرات، وتم اسعاف الطلبة المصابين الى مركز صحي الجامعة حيث اجريت لهم الاسعافات الاولية . مما استدعى ادارة الجامعة الى تعليق الدراسة

6_ بتاريخ 14-4-2011 مشاجرة في جامعة الزيتونة : وقعت مشاجرة كبيرة في جامعة الزيتونة بين أفراد من عشيرتين استخدم فيها إطلاق عيارات نارية، كما تم اتهام بعض أفرد الحرس الجامعي بالانحياز لأحد أطراف المشاجرة على حساب الطرف الآخر.

7_ بتاريخ 19-4-2011 مشاجرة في كلية الهندسه التكنولوجيه : اندلعت مشاجرة في كلية الهندسة التكنولوجيه – جامعة البلقاء التطبيقية – شارك فيها العشرات من الطلبة وأخذت أبعاداً عشائريةبين عدد من الطلاب، وقد تم استخدام الحجارة والعصي خلال المشاجرة وتكسير عدد من السيارات،ونجم عنها عدد من الاصابات.

8_ بتاريخ 21-4-2011 مشاجرة في الجامعة الأردنية : وقعت مشاجرة في كلية الزراعة بين مجموعة من الطلبة سرعان ما أخذت أبعاداً عشائرية.

وبحسب حملة ذبحتونا ، فإن المميز في المشاجرات لهذا العام ليس فقط الأعداد، وإنما كونها أصبحت مصدرة للعنف المجتمعي بشكل عام،فتعتبر الحملة ان  العنف الجامعي في هذا العام لكم يكن انعكاسا للعنف المجتمعي، وإنما العكس. مشيرة ” ان الغريب أن هذه المشاجرات تشتد مع قرب الانتخابات الطلابية ما يعكس حجم الاصطفافات العشائرية والمناطقية التي تحملها هذه الانتخابات نتيجة تغييب العمل السياسي”

عنف مجتمعي:

بدأت مشاجرات هذا العام من محافظة معان في الثالث من كانون الثاني عند اندلاع أعمال شغب إثر مقتل شخصين في مشاجرة عشائرية .

وفي 6 من نفس الشهر قتل مواطن وأصيب أربعه آخرين في الكرك إثر مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة بين عشيرتين .

ومن الجنوب إلى الشمال، حيث قتل شخص وأصيب العشرات في مشاجرة عشائرية في عجلون في 18 من شباط

وفي 20 من آذار ألغت اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد المزارعين الانتخابات بسبب وقوع العديد من المشاجرات. 

وفي 25 من ذات الشهر، شهد دوار الداخلية الحدث الأبرز في هذا العام في تاريخ أعمال العنف في الأردن، عندما فضت قوات الدرك الاعتصام المفتوح على ميدان جمال عبد الناصر “دوار الداخلية” بوجود العشرات من المواطنين المناهضين للاعتصام، والذين شاركوا بالاعتداء على المعتصمين باستخدام اعصي الزجاجات المشتعلة ما أدى إلى مئات الإصابات ووفاة شخص .

قتيلان آخران سقطا في المفرق بعد مشاجرة عشائرية في الثالث من نيسان ، ما أدى الى حدوث أعمال عنف وحرق بعد يومين من الحادثة انتقاما للقتيلين .

وفي الـ 21 من نيسان شارك 200شخص بمشاجرة في مجمع المحطة في عمان، أدت إلى تحطيم محال تجارية وعدد من البسطات المنتشرة في المجمع، ما استدعى إلى تدخل الدرك في السيطرة على المشاجرة .

وفي الرابع من أيار شهدت منطقة المقابلين مشاجرة استخدمت فيها الأعيرة النارية، وكان السبب وراءها خلاف على قطعة أرض متنازع عليها ..

وأصيب رجل أمن وطفل في مشاجرة عشائرية في مادبا في 12 من أيار واستخدمت بها الأعيرة النارية، إلا أن المشاجرة لم تنته عند ذلك، حيث تجددت الاشتباكات بعد يومين مؤدية لإحراق أكشاك شرطة .

شهر حزيران مر بسلام على المملكة ، حيث لم يعلن عن وفايات أو إصابات في أي من المشاجرات، لتعود المشاجرات وتتجدد في  الخامس من تموز في أحد مناطق جنوب عمان والتي أدت إلى وفاة شخص أثناء مشاجرة جماعية .

إلا أن الخامس عشر من تموز حمل ذكرى سيئة عندما اعتدى رجال الأمن العام على متظاهرين في ساحة النخيل، في ما صار يعرف بحادثة ساحة النخيل، أو حادثة “المنقل”، ذلك بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرجل سير يحمل منقل لضرب أحد المعتصمين، ولم يسلم الصحفيون من الاعتداء، بل بالعكس اعتبر الصحفيون أنهم المستهدفون الأوائل من الاعتداء بسبب اعتداء المباشر من الأمن عليهم ما خلف العشرات من المصابين في الجسم الصحفي.

وفي 30 من تموز قتل شاب في غور المزرعة في الأغوار الجنوبية ما استدعى الأمن إلى إجلاء عائلة الشاب القاتل من المنطقة تجنبا لتجدد أعمال عنف .

وفي رأس العين في عمان أصيب العديد من المواطنين أثناء مشاجرة جماعية استخدمت فيها الأسلحة النارية في الرابع من آب، وفي السابع من ذات الشهر توفي شخص في حي نزال في مشاجرة جماعية، نتيجة إصاباته بعيار ناري، وكان المتوفى أحد المشمولين بالعفو العام، في التاسع من ذات الشهر أصيب شخصين في مشاجرة في جبل التاج .

وفي 12 من ذات الشهر قتل شاب في الرمثا ، في مشاجرة عائلية ، وبحسب رواية الأمن فإن والد الشاب قتل ابنه بسبب خلاف بينهما ، هذا ونشبت في نفس اليوم مشاجرات في الكرك والبلقاء ما أدى إلى طعن 2 وإصابة العشرات .

وتجددت أعمال عنف في المفرق في مشاجرة استخدمت بها العيارات النارية في 21  آب.

وبعدها بيومين قتل شخص في بلدة القصر في الكرك على خلفية خلاف شخصي ما أدى إلى نشوب أعمال عنف ومشاجرات في المحافظة .

وفي مادبا أغلق سوق المدينة وتدخلت قوات الدرك ومكافحة الشغب لتطويق مشاجرة نشبت في الـ25 من آب ، لينتهي آ ب مسجلا أعلى نسبة مشاجرات ، و3 وفايات والعشرات من المصابين .

الزرقاء تشارك محافظات المملكة مشاجراتها ، وذلك عند إصابة العشرات من المواطنين أثناء مشاجرة في 25 من أيلول ، وفي 30 من ذات الشهر أصيب 5 أشخاص في اربد إثر مشاجرة عشائرية.

وفي الطفيلة، طعن رجل أمن برتبة رقيب من قبل مطلوب على خلفية مشاجرة عشائرية .

وفي بداية تشرين الأول تعرض مهرجان خطابي للناشط ليث شبيلات في بلدة ساكب في جرش إلى اعتداء من مواطنين مناهضين للمهرجان، ما جعل الحركات الإصلاحية تطالب بوقف ما أسمته “استمرار البلطجة ”

وعاد الأمن ليطوق إحدى مناطق مادبا بعد نشوب مشاجرة في 18 من تشرين الأول نتج عنها العديد من الاصابات

وفي 16 و26 من الشهر ذاته، شهدت منطقتي جبل التاج والمقابلين مشاجرتين خلفت العديد من الإصابات .

إلا أن واحدة من أبرز أعمال العنف التي شهدتها المملكة كانت في منتصف تشرين الأول وذلك بإغلاق طرق عامة بالإطارات المشتعلة والحجارة، في الموقر والجرينة وطريق المطار القسطل احتجاجا على فصل واستحداث البلديات، واستخدام الأسلحة النارية من قبل بعض العشائر، ليكون الحل لدى الحكومة الجديدة بتأجيل الانتخابات البلدية وإعادة النظر بفصل البلديات .

إلى تشرين الثاني ، حيث امتدت إحدى مشاجرات جامعة البلقاء التطبيقية إلى خارج الجامعة مخلفة أعمال شغب في السلط ، وبعد تطويق المشاجرة تجددت مرة أخرى بعد أيام إثر إغلاق بعض الشبان مدخل المدينة ما أدى إلى اعتقال 31 شابا في المدينة.

كما شهد ذات الشهر إحراق العديد من المنازل في الزرقاء على خلفية مشاجرات عشائرية ، ومن ثم وفاة شاب في جبل التاج بعد مشاجرة بين أبناء العمومة .

وفي استمرار للاعتداءات بحق الصحافة ، سجل الشهر اعتداء على مبنى صحيفة الغد عندما قام العشرات من أبناء إحدى العشائر بمنع توزيع الصحيفة لاحتوائها على خبر يضرب بالعشيرة بحسب أبنائها .

حتى الروح المرنة الرياضية في الملاعب الأرضية ، تحولت في 26 من تشرين الثاني إلى أعمال عنف عندما اندلعت أعمال شغب بعد انتهاء مباراة القمة بين فريقي الفيصلي والوحدات بين الجمهورين ، وامتدت أعمال الشغب إلى خارج الملعب ما أدى لتدخل الدرك وإيقاف 12 شخصا من المتسببين بأعمال العنف .

وفي 29 من تشرين الثاني شهد منزل النائب صلاح صبرة إطلاق نار من قبل مواطنين .

وفي بداية كانون الأول شهدت القطرانه ومناطق مختلفة إغلاقات طرق من عشائر الحجايا احتجاجا على قضية الواجهات العشائرية ، فتوجهت الحكومة إلى القبضة الأمنية في حل الإشكالية وذلك بحملة مداهمات أمنية واعتقالات .

ولم يسلم الشجر من نيران المشاجرات العشائرية ففي الـ7 من كانون الأول تحول خلاف بين عائلتين إلى مشاجرة أحرقت بها المنازل والأشجار في شفا بدران .

وفي مخيم الحصن أصيب 4 أشخاص اثر مشاجرة جماعية وقعت في 8 كانون الأول، وفي ذات اليوم اضطرت القوات الأمنية استخدام الغاز المسيل للدمموع لفض مشاجرة في مجمع باصات حنينا في اربد .

أما في الـ 17 من كانون الأول، فبددت أصوات الأعيرة النارية فجر بلدة العيص في الطفيلة، وذلك في مشاجرة بين العديد من الشبان سرعان ما تدخلت الأجهزة الأمنية لفضها .

وفي الـ 20 من ذات الشهر ـصيب شخص بعيار ناري في مشاجرة اندلعت في النصر.

العديد من أعمال العنف والشغب والمشاجرات لم تذكر بعد في هذا الرصد.. لينتهي العام ومصادر داخل الأمن العام تتحدث عن 125 مشاجرة منذ بداية عام 2011حتى الأول من شهر كانون الأول .

وتكون نهاية العام كبدايته تماما، بمطالبات من نواب وأخصائيين وحملات وطنية ونقابات وكتاب ومحللين بإيجاد حلول جذرية لحل مشكلة العنف المجتمعي والجامعي، دون تبين رؤيا واضحة للحل .

أضف تعليقك