20 عاماً سجن.. تغتال نصف عمر رافت عسعوس

الرابط المختصر

20 عاماً، هي الأعوام التي حكم على رأفت عسعوس بقضاءها في السجن، وهو الشاب الذي يبلغ من العمر 25 سنة فقط، والتهمة الوحيدة الموجهة له: المشاركة في انتفاضة الأقصى؛ "فهل تستحق مثل هكذا تهمة إن جازت تسميتها بالتهمة أن يسجن شاب يافع لمدة توازي سنوات عمره". رأفت الذي ولد في مدينة نابلس عام 1981، سافر مع أهله الى الكويت ما قبل 1990، عاد مع العائلة في أحداث حرب الخليج الى الأردن، وأكمل دراسته الثانوية في مدارس الهاشمي الشمالي في عمان، بعد ذلك رغب رأفت العودة الى نابلس لإكمال الدراسة فيها.



"في عام 2000 بدأ رأفت بدراسته (المساحة) في الضفة الغربية، وكان فرحا مع أبناء عمه هناك، وظل يعود الى الأردن كل فترة وأخرى، وبعد أحداث انتفاضة الأقصى كان رأفت ما يزال يكمل دراسته هناك" ذلك ما استهلت أم الحديث معنا حول رأفت.



آخر مرة تواجد فيها رأفت في الأردن كانت في شهر أيلول عام 2002، حيث "نزل إلى الضفة الغربية ليحضر شهادته على أمل أن يجد عملا هنا في الأردن ليساعد والده في العمل، لكنه غاب ثلاثة شهور، ووصلتنا الأنباء عن اعتقاله في 25-12-2002 وهو الآن في معتقل "شطة جلبوع".



رأفت هو بكر أبيه، وكان يود أن يرجع الى الأردن ليعمل ويساعد والديه على مصاعب الحياة وتقول أمه بألم "رأفت الكبير لنا، وكان يود العودة لمساعدة أبيه في ظروف الحياة الصعبة، لكنه اعتقل بسبب مشاركته في انتفاضة الأسرى".



والتهمة؟



"مساعدة المطلوبين من قبل سلطات الاحتلال".



وتتابع "ليس بيننا وبينه سوى رسائل، وقد قدمت تصريحا من الصليب الأحمر لزيارته قبل 3 سنوات، لكن التصريح صدر قبل 3 أشهر فقط، حتى استطعت زيارته".



ومثله مثل غيره من الأسرى، يعانون صمتاً ويحاولون إخفاء معاناتهم عن أهلهم حتى لا يزيدوا همهم أكثر، تقول إم رأفت "لا أعرف، وجدت معنوياته جيدة، قد يكون يخدعني لأنه لا يريد أن أحمل همه أكثر لأنني أمه، لكني أعرف أن حالته تصل الى حد الموت من المعاناة، لكنه والحمدالله بوضع أفضل الآن، لكننا نتمنى لو يزورهم الأطباء ويطمئنوا على أحوالهم".



ليس من شيء مسموح في المعتقلات حتى أبسط الأمور غير متاحة لهم، وتضيف الأم "عندما أعطيت التصريح لزيارة رأفت، جلبت له بعض الثياب، ولم يُسمح لي بإدخالها، وحين زرته عانينا كثيرا حتى استطعت رؤيته، فقد خرجت في الثالثة فجراً من عند أقاربي في نابلس الى المعتقل ولم أستطع الرجوع إلا في العاشرة من مساء اليوم التالي، ولم أره سوى 40 دقيقة فقط".



ووكّل عم رأفت محامٍ له هناك، فحكم 20 عاما لشخص متهم بالمشاركة في الدفاع عن وطنه ليس منصفا من البداية، ليبدو أن لا فائدة من توكيل المحامين لأسرى احتلال لا شرعية له من الأصل ولهذا تقول أم رأفت "حكم رأفت جائر جداً، فقد حكم بـ 20 عاما وهو لم يعمل شيئا يستحق ولم يقتل أحداً، فلماذا هذا الحكم؟ و20 سنة ليست قليلة، وقد قدم المحام للمحكمة اسئنافاً لكنهم أنزلوا من حكم الـ 20 سنه يوم واحد".



وتتابع "الحكومات السابقة لم تفعل شيئا، نريد الحكومة أن تتحرك أكثر ونتأمل منها أن تكون جهودها أكبر ونتأمل من الملك أن يتدخل بشكل مباشر، فنحن لا نستطيع زيارة رأفت ولا رؤيته ويكفي بُعده عنا، فإبني أردني يحمل جوازا أردنيا وهوية أردنية برقم وطني".



"لم يسبق لأي مسؤول من السفارة أن زار المعتقلين، الحكومة مهملة جدا والمسؤولين مهملين، والمفروض أن يخرجوا المعتقلين، وإلاّ فما معنى أن يكون بيننا معاهدة سلام؟ كما أنني لم أسمع أن لحقوق الإنسان في الأردن دور في قضية الأسرى، أما في الضفة فقد قدم عمه للجنة حقوق الإنسان الإسرائيلية ولجنة حقوق الإنسان في فلسطين، حتى يستطيعون زيارة رأفت لأننا غير قادرين على زيارته".



أمل الأم ما يزال كبيراً حتى اليوم بخروج إبنها من المعتقل، وقد ناشدت الحكومة الجديدة بالتحرك وناشدت الملك عبدالله بأن يتدخل بشكل مباشر لإخراج المعتقلين " من أم تحب إبنها أطلب طلباً خاصاً من الملك، بأن يتدخل تدخلا مباشراً حتى يستطيع أن يخرج أسرانا ومعتقلينا من السجون الإسرائيلية حتى نفرح بهم ويعودوا إلينا".



الفرحة بعودة الأسرى الأردنيين من سجون الإحتلال أمل لا يفارق قلوب آباء وأمهات وأهاليهم، وإصرار السلطات الإسرائيلية غير العادل بالاعتقال العشوائي والقتل العشوائي لكل من يحاول الدفاع عن وطنه، ما يزال قائما في المقابل وعلى الرغم من كل المعاهدات والاتفاقيات.

أضف تعليقك