17 حزبا منحوا موافقة منذ بداية العام لممارسة أنشطتهم التحضيرية
تتزايد طلبات الراغبين في تأسيس الأحزاب السياسية ليقترب إلى عدد الأحزاب المؤسسة على الساحة المحلية والتي تبلغ 18 حزباً؛ فيما تم منح الموافقة ل17 حزب لممارسة أنشطتها التحضيرية.
ويأتي منح هذه الأحزاب قرار بممارسة أنشطتها التحضيرية استنادا لأحكام البند1 من الفقرة «ب» من المادة 5 من قانون الأحزاب السياسية رقم 19 لسنة 2007 والتي تنص على أنه “يجوز لعشرة من الأردنيين على الأقل من الراغبين في تأسيس حزب، التقدم للوزير بالمبادئ والأفكار الأولية للحزب، وللوزير الموافقة على ممارسة أنشطتهم السياسية التحضيرية والترويج لهذه الأفكار على أن يتقدموا بطلب التأسيس عند استكمال الشروط المنصوص عليها في هذا القانون وخلال مدة لا تزيد على ستة أشهر من تاريخ تلك الموافقة”.
تساؤلات عديدة تطرح على الساحة السياسية في ظل تزايد طلبات الراغبين بتأسيس الأحزاب السياسية التي بلغت 17 حزب (تحت التأسيس)؛ فما هو الجديد الذي ستضيفه على الساحة، وإلى تيار تنتمي؟ وهل التطورات على الساحة العربية والمحلية ساهمت في تزايد الإقبال على تأسيس الأحزاب؟ وهل تواجه هذه الأحزاب هجمة مسبقة قبل أن تولد على الساحة؟.
مسميات الأحزاب الجديدة بين القديم والاعتيادي
مدير الشؤون السياسية والجمعيات في وزارة الداخلية عبد الباسط الكباريتي أوضح "لعمان نت" بأن اﻷحزاب التي منحت موافقة لممارسة أنشطتها التحضيرية هي؛ جبهة العمل القومي، الشباب الوطني اﻷردني، الاتحاد الوطني، اﻹرادة والتصحيح الوطني اﻷردني، تجمع شباب اﻷردن، التجمع الديمقراطي الأردني، جبهة العمل الوطني الأردني، نشامى الوطن، اﻷمة، الغد اﻷردني، الكرامة، العدالة والإصلاح، الوحدة الوطنية اﻷردني، اﻹصلاح، السبيل الوطني الديمقراطي، أحرار اﻷردن، عطاء اﻷردن.
وحول تسميات هذه الأحزاب فالبعض يرى بأنها لا تحمل أي جديد؛ حيث يبين الكاتب أحمد أبو خليل بأن أسماء الأحزاب الجديدة تتضمن كلمات بعضها اعتيادي والآخر جديد.
والملاحظ ﻷسماء هذه الأحزاب الجديدة يلاحظ بأن هنالك تكرار واضح لعدد من المفاهيم؛ حيث تكررت كلمة الوطني 6 مرات، فيما تكررت كلمة اﻷردني 7 مرات، والأردن مرتين، والديمقراطي مرتين، والإصلاح مرتين، جبهة مرتين، العمل مرتين، والشباب تكررت أيضاً مرتين.
أمين عام حزب "حزب اﻹرادة والتصحيح (تحت التأسيس)" فرحان العمري بين أن اسم الحزب يعني تصميم الحزب على المساهمة في الاصلاح، فيما بين مساعد أمين عام حزب الشباب الأردني (تحت التأسيس) أحمد الخصاونة؛ بأن اسم الحزب جاء لكونه يركز على الشباب.
بدوره بين أمين عام حزب الوحدة الوطنية (تحت التأسيس) حسين الطراونة بأن اسم الحزب جاء بالارتكاز على تحقيق الوحدة الوطنية أولاً؛ كونه تأسس بناء على قانون اﻷحزاب الأردني.
الإضافات الجديدة للأحزاب (تحت التأسيس)
هذا العدد من اﻷحزاب الجديدة التي تقدمت لوزارة الداخلية بطلب لممارسة أنشطتها التحضيرية يقابله انتقادات عديدة لنشأة هذه الأحزاب في هذا الكم خلال العام الحالي؛ حيث يعتبر الكاتب المختص بالشأن الحزبي عريب الرنتاوي أن هذه الأحزاب لا تحمل أي جديد؛ وبأن لا اختلاف بينها وبين الأحزاب الوسطية.
وأضاف بأن بعض هذه اﻷحزاب أقرب إلى جمعيات وليس إلى أحزاب.
الكاتب أحمد أبو خليل اعتبر في مقال له بأن الجديد الحزبي يقتصر على "الموالاة"، أو بأن الجديد الحزبي لا يشمل المعارضة، حيث تغيب التسميات اليسارية أو الإسلامية عنها.
ويرى بعض المحللين أن هذه الأحزاب جميعها متشابهة في المضامين والأهداف والنظام الأساسي والداخلي للحزب.
الانتقادات العديدة التي وجهت لهذه الأحزاب ما زالت مبكرة في نظر البعض؛ حيث ما زالت هذه اﻷحزاب تحت التأسيس.
فعلى هذه الأحزاب ممارسة أنشطتها السياسية والتحضيرية والترويج لأفكارها على أن يتقدموا بطلب التأسيس عند استكمال الشروط المنصوص عليها في هذا القانون وخلال مدة لا تزيد على ستة أشهر من تاريخ تلك الموافقة.
وذلك بحسب المادتين 5 وال7 من قانون اﻷحزاب السياسية اﻷردني؛ اللتين تنصين على أن الحزب تحت التأسيس يمنح فترة6 أشهر لاستكمال إجراءات طلب التأسيس التي أهمها؛ التحضير للنظام الأساسي للحزب، باﻹضافة إلى أن لا يقل عدد الأعضاء المؤسسين لأي حزب عن خمسمائة شخص على أن يكون مقر إقامتهم المعتاد في خمس محافظات على الأقل وبنسبة (10%) من المؤسسين لكل محافظة؛ وجلب شهادة عدم محكومية لجميع المؤسسين.
حسين الطراونة أمين عام حزب الوحدة الوطنية (تحت التأسيس) أوضح أنه من المبكر الحكم على هذه الأحزاب؛ مطالباً بالكف عن جلدها.
فيما بين فرحان العمري أمين عام حزب اﻹرادة والتصحيح الوطني (تحت التأسيس) بأن جميع اﻷحزاب تتفق على عملية اﻹصلاح إلا أن المختلف في اﻷحزاب قيد التأسيس هو آلية التنفيذ؛ والمساهمة في تحقيق اﻹصلاح.
الربيع العربي وتأثيره على نشأة اﻷحزاب
نشأة هذه الأحزاب في ظل الربيع العربي؛ قد لا يعني بالضرورة التوافق على ما يحدث في الساحة العربية والمحلية؛ فقراءة هذه الأحزاب لما يحدث على الساحة المحلية والعربية؛ يكاد يكون متشابه باعتبار معظم الأحزاب (تحت التأسيس) بأنه يجب اللجوء إلى منابر أخرى غير الاعتصامات والمسيرات؛ وهو ما أكد عليه
مساعد أمين عام حزب الشباب الأردني (تحت التأسيس) أحمد الخصاونة مبيناً أن اﻹصلاح لا يتم إلا بالحوار؛ وبأن الأحزاب أحد هذه المنابر التي يجب الالتفات إليها بدلاً من الخروج للشارع.
فيما اعتبر العمري أن الحزب ليس ضد المسيرات والاعتصامات إلا أنه يؤمن بان الحوار والأحزاب هي الوسائل الأنجع.
بدوره بين الطراونة أن تحقيق اﻹصلاح لا يأتي بين ليلة وضحاها؛ مبيناً ان هنالك مراحل لتحقيق اﻹصلاح، مؤكداً على وجود منابر سياسية أخرى موجودة.
هذه القراءة للربيع العربي وتأثيرها على اﻷردن بتزايد المسيرات والاعتصامات من قبل اﻷحزاب (تحت التأسيس) ليس مفاجئٍ للرنتاوي الذي بين أن تحفظ هذه اﻷحزاب فيما يخص الربيع العربي والمسيرات المحلية يأتي نظراً لكونها تميل للمشاركة من باب الموالاة لا من باب المعارضة.
إذن قراءة هذه اﻷحزاب (تحت التأسيس) لما يحدث على الساحة لا يمكن أن يجتزأ من قراءة نشأة هذه الأحزاب على أرض الواقع والجديد الذي ستطرحه على الساحة المحلية؛ حيث يعتبر الرنتاوي أن هذه الأحزاب ترتكز في جديدها بأنها تمثل مجاميع ولا ترتكز على فرد كما هو في باقي اﻷحزاب التاريخية.
وهو ما حاول العمري التأكيد عليه حين بين أن اﻷحزاب التاريخية أنشأت لمصلحة الوطن في مرحلة ما؛ إلا أنه اﻵن لم يشهد أي تطور على الساحة؛ مؤكداً في ذات الوقت على أن الأحزاب التي تؤسس اﻵن هي أحزاب حريصة على مصلحة الوطن ولا تستند على أجندة خارجية.
الخصاونة بين بدوره أن هنالك أحزاب دعاة للفوضى؛ وقامت على ركوب الموجة في ظل ما يحصل على الساحة العربية.
يشار هنا إلى أنه وبحسب قانون اﻷحزاب فإنه في حال لم تستكمل شروط التأسيس خلال المدة المنصوص عليها في القانون، تعتبر موافقة الوزير ملغاة وعلى مقدمي طلب التأسيس التوقف عن ممارسة انشطتهم ولا يحق لهم التقدم بطلب جديد إلا بعد انقضاء ستة أشهر من تاريخ انتهاء تلك المدة.