اظهرت إحصاءات صادرة عن بورصة عمان ان قيمة الاسهم
المشتراة من قبل المستثمرين غير الاردنين منذ بداية العام في ارتفاع، وهذا ما اكدت
عليه ورقة بحثية سابقة صادرة عن صندوق النقد الدولي والتي كانت بعنوان "جدوى
الاستثمار في بورصة عمان من اجل تخفيض مخاطر الاستثمار من خلال التنويع الجغرافي
ام من اجل ادائها؟".
وقد اظهرت احصاءات بورصة عمان ان صافي الاستثمار غير
الاردني منذ بداية العام قد بلغ (154) مليون دينار، وكانت قيم الاسهم المشتراة من
قبل المستثمرين غير الاردنين قد بلغت (17773.3) مليون دينار، أي ما نسبته (14%) من
حجم التداول الكلي، في حين بلغت قيمة الاسهم المباعة (1619.3) مليون دينار.

هذا وقد بين نائب مدير عام بورصة عمان نادر عازر ان هذه
الارتفاع يُعزى إلى البيئة الاقتصادية في الاردن:" بيئة الاستثمار في الأردن
بشكل عام وخاصة في سوق الاوراق المالية او في بورصة عمان هي بيئة جاذبة جداً
للاستثمار".

ومن جهة اخرى عزى المحلل الاقتصادي خالد الزبيدي هذا
الارتفاع إلى انخفاض اسعار الاسهم ووجود فائض مالي في دول المستثمرين غير
الاردنيين :" اسعار الاسهم الان في بورصة عمان تعتبر مغرية للشراء لأي مستثمر
حتى على المدى المتوسط، أي انه اذ اقتنى هذه الاسهم سيحقق ربح، اما المسألة الاخرى
فتعود إلى وجود سيولة فائضة في الدول المصدرة لرأس المال وتحديداً الدول
الخليجية".

واضاف الزبيدي ان اسعار الاسهم هي الجاذب الاكبر
للمستثمرين:" لدينا اسهم جيدة اسعارها مناسبة وعائدها جيد، ايضا مع ان بورصة
عمان ارتفعت خلال العامين السابقين الا انها عاودت الانخفاض بنسبة 27% وهي اقل مما
انخفضت البورصات العربية والخليجية بشكل خاص".

وقد أوضح عازر عن الإجراءات التي جعلت من البيئة
الاقتصادية في الأردن صالحة للاستثمار:" في بورصة عمان او بمؤسسات رأس المال
بشكل عام هناك بنية تشريعية تتعلق بالقوانين والأنظمة الضابطة لعمل هذه المؤسسات،
إضافة إلى وجود بيئة فنية تحتية وحديثة تتعلق بالانظمة المستخدمة والاجهزة
المستخدمة".

وبين عازر القيم الاجمالية
للاستثمار في بورصة عمان كانت كالتالي:" حالياً اذا نسبنا القيمة السوقية في
بورصة عمان حوالي 23 مليار دينار اردني يمتلك منها الاردنيين حوالي 55% وهذا يبقي
حوالي 45% يمتلكها غير اردنيين ومقدارها 10.5 مليار دينار اردني، وتتوزع هذه
الملكية إلى ما نسبته 35% إلى استثمار إلى الاخوة العرب سواءً شركات او مؤسسات او
محافظ وتقدر بحوالي 8 مليار دينار من اصل 23 مليار دينار".

واكد عازر على ان السوق المالية
الاردنية تعد من افضل الاسواق العربية في المنطقة:" تعتبر اسواق الأردن
مقارنة مع محيطنا في المنطقة من اكثر الاسواق المالية انفتاحاً وتحرراً بالنسبة
للأنظمة والقوانين والتعليمات التي تضبط عمل هذه المؤسسات حيث ان الدعوة مفتوحة
للاستثمار الاجنبي".

وكانت
قد توصلت دراسة
صندوق النقد الدولي السابقة الى أنه يمكن للمستثمرين في الأسواق المتقدمة والناشئة
(غير العربية) الاستفادة من الاستثمار في بورصة عمان بهدف تقليل المخاطر عن طريق التنويع، إضافة إلى
أن بورصة عمان
تتميز عن الأسواق العربية الأخرى من حيث الشفافية والتنظيم والبيئة التشريعية الجاذبة للاستثمار، إضافة إلى أن تذبذب
الأسعار في بورصة عمان يعتبر منخفض نسبيا، هذا وبينت الدراسة بان
الاستثمار في بورصة عمان يعتبر استثمارا في البورصات العربية بشكل غير مباشر كون
بورصة عمان ترتبط بعلاقة تكاملية مع هذه الأسواق.