1 من كل 3 أردنيين مصاب بالسكري والنسبة في ازدياد

الرابط المختصر

قال د. محمد الزاهري، رئيس الجمعية الأردنية للعناية بمرضى السكري، إن نسبة الإصابة بمرض السكري في الأردن لمن تخطو 25 من عمرهم تصل الى 23%، تعتبر إصابة 13% منهم سكري معلن أي سكري مستوفي لشروط الإصابة بالمرض، والـ 10% الباقون مرضى سكري كامن.ومرضى السكري الكامن يعني أنهم في المرحلة التي تسبق حدوث مرض السكري وليسوا في الوضع الطبيعي، ولم تصل الأرقام لديهم الى الحد الذي يمكن تسميته سكري أو ما نسميه "الخلل الذي يسبق السكري"، وهذا الخلل يكون مصحوبا بنسبة أكبر من الإصابة بمضاعفات المرض.

وقال الدكتور الزاهري إنه عندما تترجم أرقام النسب السابقة تكون النتيجة أن 1 من كل 3 أردنيين بالغين مصاب بالسكري، و1 من كل 4 مصاب بالسكري فوق سن الـ25، و1 من كل 3 مصاب بالسكري فوق سن الـ 40.

وفي حديثه إلى عمان نت قال الزاهري إن "أكثر من 70% من مرضى السكري يعانون من "سكري الكبار" وهو النوع الثاني من السكري الذي يصيب الكبار البالغين ولا فرق فيه إن كان وراثي من الأم أو الأب". وأضاف: "أما سكري الأطفال فمن فترة قصيرة لم يكن الفرق معروف إن كان يورث من الأم أو الأب، لكن الدراسات الأخيرة أثبتت أن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة إذا كان الأب مصاباً بالسكري أكثر مما لو كانت الأم مصابة".

زدعمت الأرقام قول الزاهري بأنه كلما تقدم العمر ازدادت نسبة الإصابة بالمرض السكري، إذ وصلت الى 40% بعد سن الأربعين سواء معلنة أو كامنة.

لكن نسبة الإصابة بالمرض في المملكة مشابهة تقريبا لما هي عليه في باقي الدول العربية، بين 10% الى 15%، حتى أن الأمر يكاد ينطبق على العرب في أميركا، إذ بينت دراسات ان نسبة إصاباتهم بالسكري أعلى من غيرهم من المغتربين هناك.

ومن أهم عوارض الإصابة بمرض السكري الشعور بالعطش المتكرر وكثرة التردد على الحمام وتناقص الوزن. وعن هذا يقول الزاهري: "هذه الأعراض لا تكون موجودة عند كل الناس لأن الأعراض تتعلق بشدة المرض عند المصاب. فلكثيرين تكون مستويات السكر غير طبيعية، ولكن أقل من المستوى الذي يعطي هذه الأعراض، لذلك يكتشفون إصابتهم بالمرض صدفة. ولهذا تظهر أهمية الفحص للمرض حتى بدون وجود الأعراض".

ونصح الزاهري بتخفيف الوزن وممارسة الرياضة، وبخاصة للذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالمرض. وحذر من أن السمنة لدى الصغار تؤدي في أحيان كثيرة الى إصابتهم بسكري الكبار، لذا يتوجب توعية الأطفال وتثقيفهم تغذوياً وصحياً وتعويدهم على ممارسة الرياضة البدنية وتجنب السمنة.

وذكر أن نوع السكري الأول "سكري الأطفال" لا توجد وسيلة للوقاية منه في الوقت الحاضر ولا يوجد علاج شاف له حتى الآن، والعلاج الموجود للمرض في بشكل عام هو حقن الأنسولين والأقراص الطبية واتباع النظام الغذائي والتحكم بالوزن، لضبط مستوى السكري في الحدود المعقولة ولتقليل احتمال الإصابة بمضاعفات المرض، ليمارس المريض حياته في شكل طبيعي.



وتابع الزاهري "نسمع عن وجود طرق علاجية من مرض السكري من زراعة البنكرياس والأكياس الصناعية وغير ذلك، لكنها لا تزال تعتبر وسائل بحثية فقط، ولم تطبق بعد، فالخلايا المزروعة لا تعيش الفترة الكافية لتبرر إجراء عمليات من هذا النوع بتكاليفها العالية".

وعن إمكانية صرف الإنسولين بالمجان قال الزاهري إن الأمر "يحتاج الى قرار سياسي، لكن الخطوة الأولى التي قامت بها الجمعية الأردنية للعناية بالسكري هي تأمين الأنسولين المجاني للأطفال المصابين تحت سن الـ15، وتحاول الجمعية الآن تمديد المدة لتشمل عمر الأطفال حتى سن أكبر من هذا. والهدف الأسمى هو نشر الوعي بالمرض للوقوف على أسبابه وهذا يحتاج الى خطة استراتيجية طويلة المدى بجهود الجهات الصحية والتربوية رسمية او تطوعية".

وكانت المملكة قد احتفلت في 14 تشرين الثاني باليوم العالمي للسكري، تاريخ ميلاد مكتشف الأنسولين، بحملة تحت شعار "اهتمامك بقدميك يبقيهما إليك" واختير هذا الشعار كدليل على أهمية السكري وخطورة مضاعفاته على القدمين.

وخرج الحفل بتوصيات منها الخروج بحملات للكشف المبكر عن السكري بحيث يتعاون أعضاء الجمعية مع شركات الأدوية ليكون هناك محطات لفحص السكري المجاني في التجمعات السكانية

يشار إلى أن الدراسات العالمية تؤكد أن انتشار السكري في ازدياد. ويعزى ذلك لتغير أنماط الحياة في العقود الماضية الى الحياة الرتيبة التي يقل نشاط الفرد فيها، من عزوف عن القيام بالأعمال اليدوية والرياضة البدنية وتناول الأغذية السريعة والجلوس ساعات طويلة على المكتب وأمام شاشة الكمبيوتر والتلفزيون وبخاصة الأطفال، ما أدى الى ازدياد أمراض السمنة والسكري، بالإضافة الى العوامل الوراثية التي تساعد على ظهور مرض السكري لدى الإنسان.