
“شباب الأُسرة المسيحيّة” في الزرقاء ينظمون أوّل أُمسية رمضانية تجمعُ المُسلمين والمسيحييّن

في ليلة رمضانية استثنائية، احتضنت محافظة الزرقاء لأول مرة أمسية رمضانية جمعت أبناء الطائفة المسيحية والمسلمين في أجواء من الألفة والمحبّة، تأكيدًا على قيم العيش المشترك والتلاحم الوطني.
وشهدت الأمسية، التي عُقدت بحضور النائب الدكتور هايل عياش، والوزير السابق أحمد الهناندة، وشخصيات وطنيّة بارزة، نقاشات حول الولاء للملك، ومستقبل الأحزاب السياسية، والتحديات الإقليمية، في إطار يعكس وحدة النسيج الاجتماعي الأردني.
فادي سمارنه: اختلافنا مصدر قوة.. والمسيحيون جزء فاعل في نسيج المجتمع الأردني
وفي لقاء خاص لـ “ملح الأرض“، تحدّث الناشط فادي سمارنه، أحد مُنظمي الحدث، عن الدوافع وراء هذه المبادرة، قائلًا “كانت الفكرة الرئيسية من الأمسية هي تعزيز العلاقات بين مكونات المجتمع، وخلق مساحة للحوار المفتوح حول القضايا الوطنية والإقليمية، بعيدًا عن أي خلافات عقائدية. نحن نؤمن بأن الاختلاف مصدر قوة، إذا ما تم استغلاله بشكل إيجابي”.
وأضاف سمارنه “تزامن شهر رمضان المبارك مع الصوم الأربعيني المسيحيّ شكّل فرصة لتعزيز هذا التقارب، حيث أجتمع المسلمون والمسيحيون في أجواء أخوية لمناقشة مختلف القضايا التي تهم الوطن والمجتمع كان الهدف أن نؤكد أن المكون المسيحي جزء فاعل في النسيج الأردني، ومساهم إيجابي في مختلف المجالات”.
وأوضح أن الجلسة لم تكن مُحضّرة مسبقًا، بل تطوّرت بشكل عفوي، حيث تطرّق الحاضرون إلى أهمية تعزيز الجبهة الداخلية، والتأكيد على مواقف جلالة الملك محليًا وإقليميًا، إضافة إلى الحديث عن دور الأحزاب السياسية والمجتمع في تحقيق التنمية الوطنية.
وعن ردود الفعل، قال سمارنه التغذية الراجعة كانت مذهلة، فحتى من لم تتم دعوتهم عبّروا عن رغبتهم في المشاركة مستقبلًا. المسلمون الذين حضروا بادروا بنشر صور الحدث والتعبير عن امتنانهم، مما يعكس عمق الروابط التي تجمعنا.
وختم حديثه لـ ملح الأرض قائلًا “ما جرى في الزرقاء لم يكن مجرد أمسية رمضانية، بل كان حدثًا تاريخيًا، باعتباره المرة الأولى التي ينظم فيها أبناء الطائفة المسيحية في المدينة مثل هذه الفعالية، بحضور واسع من مختلف أطياف المجتمع لقد كانت تجربة ناجحة، ونأمل أن تكون بداية لمزيد من اللقاءات التي تعزز وحدة الصف الأردني”.