وجهت انتقادات للاحتفالات التي شهدتها المملكة يوم السبت بمناسبة مرور تسعين عام على تأسيس الدولة وخمسة وستين عاماً على الاستقلال ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس الملكي، انتقادات حملت اتهامات لدفع المواطنين على المشاركة في الاحتفالات من خلال توجيهات وزارية لمنتسبيها.

انتقادات طالت ما تسبب به الاحتفال من ازدحام مروري بفعل إغلاق شوارع حيوية لمدة يومين على التوالي لإقامة فعاليات الاحتفالية.

ووجه النقد بشكل مباشر لوزارة التربية والتعليم التي حشدت طلبة المدارس للمشاركة في الاحتفال، من خلال تقديم مواعيد الامتحانات التي كانت مقررة يوم السبت ليتسنى منح عطلة بالتزامن مع الاحتفال.

الوزارة لم تكتفي بتفريغ الطلبة والمعلمين يوم الاحتفال بل أصدرت تعميما لكافة مديريات التربية والتعليم في المحافظات تحثهم فيه على المشاركة في الاحتفالات، وتحدد فيه إليه تنظيم ونقل الطلبة من المديريات لموقع الاحتفال والعودة.

وبحسب التعميم الذي حصلت "عمان نت" على نسخة منه قامت وزارة التربية بتعيين مشرف لكل حافلة وتسجيل أسماء الطلبة المشاركين وهواتفهم بكشف يخصص لذلك، وأوعزت بتفقد الطلبة بالحافلات للتأكد من تواجدهم وسلامة نقلهم عند الذهاب والإياب.

وبخصوص الطلبة الذين شاركوا من المحافظات البعيدة وجهت الوزارة لعمل استراحات بالطريق، وتامين الحافلات بمياه الشرب والعصائر.

تعميم التربية أعقبة تعميا أخر من وزارة الداخلية لمديريات التربية في المحافظات للمشاركة في الاحتفال.

وفيما لم يتضمن كتاب التربية اي إشارة إلى توزيع مبالغ مالية على الطلبة المشاركين في الاحتفال، اكد معلمون أن التربية خصصت مبلغ دينارين لكل طالب.

وقال معلم من محافظة الجنوب أن التربية اشترطت على المشاركين من الطلبة بالاحتفال تزويد المدارس بموافقة خطية من ولي الأمر.

فيما قالت معلمة في أحدى مدارس منطقة الزرقاء "لعمان نت" فضلت عدم الكشف عن اسمها " هددت إدارة المدرسة المعلمات اللواتي يرفضن المشاركة برفع أسمائهن إلى وزارة التربية والتعليم” ، وأضافت:”المدرسة بعد ذلك أصدرت تعميما بان تكون المشاركة اختياريه حيث لم يتم إجبار الطلبة على المشاركة".

وأضافت المعلمة ان المدرسة شاركت بحوالي 10 معلمات و 90 طالبا وبتامين 4 باصات لنقلهم الى مكان الاحتفال في شارع المدينة الطبية، وأشارت بانه تم إعطاء الطلبة مصاريف وجبه بدل طعام قدرت قيمتها بدينارين ونصف الدينار.

الامين العام لحزب التيار الوطني الدكتور صالح ارشيدات تساءل في حديثه لعمان نت " لماذا لا نتحمل يوم واحد مقابل الإنجازات العظمية التي حدثت في المملكة"، رافضا الأصوات المنتقدة للاحتفالات.

أصوات منتقدة عبر عنها تيار الـ (36) في بيان صادر الأحد عبر فيه عن رفضه لتكاليف الاحتفالات " الباهظة "، معتبراً ان "الجياع والمسحوقون في بلدنا أولى بها وأكثر حاجة للرعاية".

الموقف ذاته عبر عنه رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد، وانتقد بني ارشيد إجبار الطلبة على الانخراط في الاحتفالات، معتبرا ان هذا الأسلوب لا يعزز قيم الانتماء للوطن بقدر ما يسهم في تصوير الأردن كدولة متخلفة تقتاد المواطنين للتصفيق على الطريقة السورية والليبية.

وقال “لعمان نت” الولاء الحقيقي يتمثل بالعمل والإنتاج ومحاربة الفساد وإعادة المقدرات المنهوبة وإعلاء قيم الحرية والديموقراطية، واصفا الاحتفالات بالمسرحية المصطنعة.

كتب صادرة عن وزارة التربية والداخلية بخصوص الاحتفالات

.

.

.

.

.