مطالب بضرورة الإسراع بفتح رياض الأطفال
عقدت الحملة الوطنية لفتح قطاع رياض الاطفال مؤتمرا صحفيا في مقر نقابة الصحفيين الاردنيين طالبت فيه بضرورة الإٍسراع بفتح رياض الأطفال.
واكدت المتحدثات على ضرورة عودة قطاع رياض الاطفال للعمل ضمن إجراءات وبروتوكولات تحقق شروط ومعايير السلامة أسوة بقطاع الحضانات، آخذين بعين الاعتبار أن الأسباب التي أدت إلى فتح الحضانات هي نفسها الموجبة لفتح قطاع رياض الأطفال، علمًا بأن نسبة الاصابة بمرض كوفيد 19 لهذه الفئة العمرية قليله جدا و وهي ١٪ % بحسب آخر التقارير، و عدم اقرار الزامية هذه المرحلة لهذا العام مما يعني ان حرية الاختيار متروكة للأهل بأرسال طفلهم للروضة من عدمه.
وشارك بالمؤتمر مجموعة من المتحدثات و المختصات في مجال الطفولة ومنسقة الحملة السيدة ديما القيسي والتربوية الدكتورة مريم اللوزي والدكتورة اسيل جلاد ممثلةً الامهات بالإضافة الى معلمة من القطاع السيدة رحمة شداد من محافظة اربد من حملة قم مع المعلم و المعلمة ناريتا العسلي من عمان، حيث ادار المؤتمر الاعلامي ياسين القيسي.
وأكدت منسقة الحملة ديمة القيسي بان الحملة قامت بالعديد من الخطوات منذ بدء الجائحة بهدف العودة لفتح قطاع رياض الأطفال نظرا للأضرار العقلية و النفسية و الاجتماعية التي طالت الأطفال مؤكدة رفض فكرة التعليم عن بعد و عدم نجاحها مع هذه الفئة العمرية 4 و 5 سنوات و عدم قناعة السواد الأعظم من أولياء الأمور بها، مما أدى إلى عزوف أولياء الأمور عن التسجيل منذ آذار الماضي وهو الأمر الذي دفع بعض الأسر لاتخاذ سبل تكيف سلبية و البحث عن أماكن بديلة غير مرخصة وغير مؤهلة وغير مجهزة بطريقة آمنة لاستقبالهم تزيد من نسبة الخطر بإصابتهم بفيروس كورونا، كما و تعرضهم لخطر التحرش والتنمر و العنف.
بالإضافة الى جملة من الأضرار التي لحقت بالأطفال نتيجة الجلوس خلف الشاشات لساعات طويلة مشيرة إلى أن الخطر الأكبر هو ظهور أعراض متلازمة الشاشات و الخلط بينها وبين أعراض التوحد نتيجة جلوس الأطفال لساعات طويلة خلف الأجهزة الإلكترونية وهذا امر خطير على جميع المستويات فجاء انطلاق الحملة تجسيدا لدورنا كأفراد مجتمع مدني يحكمنا شعورنا بالمسؤولية المجتمعية والأخلاقية النابعة من حبنا لوطننا الغالي وايمانا منا بأن الأردن يستحق الافضل و اطفال الاردن يستحقون الافضل دائما.
كما اكدت ان عقد هذا المؤتمر جاء بالتزامن مع إطلاق عاصفة الكترونية ستنطلق يوم غد الاربعاء 23\12\2020 للتأكيد على ضرورة عودة العمل وجاهيا في قطاع رياض الأطفال وبالتنسيق مع منظمة العمل الدولية وبدعم من مؤسسة صداقة ومجموعة كبيرة من الامهات والمعلمات. كما اشارت الدكتورة اسيل إلى أن جميع الدراسات أثبتت أن ١ من كل ٤ اطفال يعانون من تأخر في ناحية تطور أو نمو حيث تم ربط هذا التأخر بالتعرض لفترات طويلة للشاشات بما يزيد عن ساعتين يوميا، وفي دراسه اجرتها جمعية طب الاطفال الأمريكية على اطفال في عمر ٣-٥ سنوات، وجدت ان التعرض للشاشات اكثر من الوقت المسموح به يعرضهم لتلف المادة البيضاء في الدماغ و التي تعتبر مسؤولة عن اللغه، الذاكره العملية، بالإضافة الى عمليات التحكم بالسلوكيات اليومية.
في ورقة نشرت في المجلة الدولية للصحة النفسية و الادمان، ضمت نتائج ١٦ دراسة اجريت على الاطفال و اليافعين ان التعرض للشاشات لما يقارب ٢-٣ ساعات يومية و حتى لو كان ذلك لمحتوى تعليمي يؤثر سلبا على التعلم، و الذاكرة، و التطور الاكاديمي مما سيعطل مراحل النمو اللغوي والحسي والسلوكي بالإضافة الى التأثير على سماكة القشره المخية المسؤولة عن خاصية صنع القرار و القدرة المعرفية إن العواقب طويلة الامد على عملية التعلم، الذاكرة واللغة عند الاطفال في عصر التكنولوجيا قد تؤدي الى اعراض تأخر معرفي مقارنة بالأجيال السابقة.
واشارت الدكتورة أن التعرض للأشعة الزرقاء الناتج عن استخدام الشاشات يقلل من افراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن عملية النوم، مما قد يقلل ساعات النوم السليمة ليلا وبالتالي يؤثر على تطور النمو لدى الطفل. ذلك بالإضافة الى مشاكل متعددة تواجه البصر، من حيث زيادة حالات قصر النظر، الصداع المستمر والجفاف مما يؤثر سلبا على القدرة على التركيز بشكل عام. واعتبرت الدكتورة مريم اللوزي أن حرمان الأطفال من التعليم الوجاهي، يعني فقدانهم فرصة الحصول على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة قبل الالتحاق في الصف الأول الأساسي. بعد غياب طويل لطلاب الروضة عن الالتحاق بروضتهم بسبب اجراءات الحظر المنزلي نتيجة وباء جائحة كورونا وظهرت على هذه الفئه العمرية من الطلبة والأطفال كثير من التشوهات النفسية والاضطرابات في التفكير نتيجة التصاقها بالهاتف أو وسائل التقنية أثناء ممارسة كافة الالعاب الإلكترونية وكذلك تعرضهم للتنمر من إخوانهم الأكبر وزيادة العنف بين الأب والأم وبقية أفراد الأسرة في المنزل بسبب تراجع المداخيل وصعوبة توفير المواد الغذائية والإقامة القسرية لساعات وايام دون الخروج من المنزل وقد أصاب هذه الفئه الانزواء والانطواء على الذات، لذلك نطلب إعادة فتح دور رياض الاطفال ومراعاة الالتزام بقواعد البروتوكولات الصحية والتباعد داخل الغرف ما له من ضرورة ملحة لاستعادة وانقاذ الاطفال من التغيرات السلبية التي ظهرت على سلوكهم.
كما اكدت المعلمتان رحمه و ناريتا إلى أن مرحلة رياض الأطفال، هي مرحلة هامة في تعزيز الإبداع والابتكار لدى الأطفال، وتطوير صحتهم النفسية وسعادتهم الروحية وعاطفتهم الإنسانية وتطورهم الاجتماعي، و تطورهم اللغوي مما يؤثر على نموهم الشمولي الذي هم بأمس الحاجة إليه لمستقبلهم، وبالتالي فإن اعتماد أسلوب التعليم عن بعد خلال الجائحة لم يحقق نجاحًا يذكر بأي معيار لهذه الفئات العمرية الصغيرة و بدل ان يكون التعلم تفاعليا لهذه الفئة العمرية تحول الى تعلم تنافسي يفتقد اهم معايير التطور الاجتماعي الذي يحتاجها الطفل للنمو .
واكدت جميع المتحدثات ان إغلاق قطاع رياض الأطفال ادى الى جملة من الأضرار لحقت بالأطفال واسرهم بالإضافة الى اضرار عديدة طالت القطاع والعاملين فيه والمستفيدين منه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر-فقدان العديد من الأمهات وظائفهن لعدم وجود مكان آمن لترك طفلها فيه، إضافة إلى أهمية وجودها بجانب اطفالها لمتابعة حصصهم ومساعدتهم في الدخول إلى البرامج الإلكترونية والمواقع الدراسية التي لا يمكن للطفل بهذا العمر من أن يستخدمها وحده. وعدم قدرة الأهل بشكل عام على متابعة أبنائهم خلال فترة عملهم زاد الأمر سوءا و دفع بأحد افراد الأسرة (المرأة بمعظم الاحيان) لترك العمل.
اضرار لحقت بالعاملين في القطاع وفقدان الكثير منهم لوظائفهم و يقدر عددهم ب 20 الف عامل و عاملة، مع العلم بأن هذا غالبية هذا القطاع قائم على النساء المعيلات لعائلاتهن.
بالاضافة الى اضرار مالية لحقت بـ 1990 روضة، والتي لم تعد تتحمل الأعباء المالية وتتجه اليوم إلى خيار الإغلاق القسري مع الأخذ بعين الإعتبار التبعات الاقتصادية المترتبة لذلك على الدولة
فقدان هذه الفئة العمرية للتعليم التفاعلي داخل الغرفة الصفية، فغياب عنصر التفاعل البشري يؤثر سلبا على صحة الأطفال النفسية والعقلية والاجتماعية، ويحد من نمائهم العقلي والعاطفي، كما أن التعلم عن بعد يفتقر لعناصر الإثارة والتشويق والحماس والجوانب الحسية التي يحتاجها الأطفال في هذه المرحلة. فالأعمار الصغيرة التي لا تملك القدرة على التركيز أمام الشاشات لتعلِّم المهارات الأساسية بداية من طريقة مسك القلم، وحتى تكوين المهارات الحياتية والمشاركة بالأنشطة داخل الغرفة الصفية، وهو الأمرالذي بدا جليا في نفور السواد الأعظم من الأهالي من إلحاق أطفالهم في برامج التعلم عن بعد، سواء على صعيد منصة درسك أو على صعيد القطاع الخاص.
تقارب الفئة العمرية لمرحلة رياض الأطفال مع مرحلة الحضانة و صعوبة تواجد الأطفال في منازلهم لوحدهم في ظل غياب الأم العاملة وذلك يعني أن الأطفال دون 6 سنوات فقدوا حقهم في الرعاية مع تواجد الأهل خارج المنزل في الفترة الصباحية.
حاجة أطفال صعوبات النطق و أطفال التوحد للتواجد في بيئة دامجة داخل الغرفة الصفية و هذا ما توفره صفوف رياض الأطفال.
ودعت المتحدثات في نهاية المؤتمر الصحفي الى ضرورة مشاركة الجميع بالعاصفة الالكترونية التي ستنطلق يوم الاربعاء الساعة ٩ مساء للمطالبة بعودة رياض الاطفال مع بداية السنة الجديدة.