يوم الأم... لم يعد يومَها

يوم الأم... لم يعد يومَها
الرابط المختصر

إذا كان يوم الأم مناسبة بسيطة لتقول لوالدتك بهدية ما لا يستطيع لسانك أن يتحرك بالقول به، فإنها هذه الأيام فقدت هذه الخاصية، وفقدت حتى تلك الفرحة التي تعلو الوجوه فيها.
لم يعد اليوم المخصص بالأم يوماً لها حقاً، فقد أصبح مثله مثل باقي الأيام، والسبب كما أجمع المواطنون (بسبب الحالة الإقتصادية المتدهورة للشعب)، فالحالة الإقتصادية والغلاء المستمر تحول ربما من أن يعبر المواطن الأردني عن حبه لأمه.

حركة البيع في الأسواق الأردنية هذا اليوم لم تتغير، بل هي ضعيفة جدا، ويصفها راسم الخطيب موظف في محل عطور واكسسوارات أنها "قليلة جداً ولا تدل على أن هناك يوم للأم أبداً".

ويشاطره باسل الكيالي صاحب محلات ألبسة فيقول "ليس هناك حركة ولا أعياد، فالأوضاع سيئة جداً اقتصاديا، فليس هناك أشغال والناس ( ليس معها لتأكل)، ولست أدري لما ما يزالون يفتحون الأسواق، فالمسؤولين ليس عندهم إدارة صحيحة، المهم أن يعطوا ترخيص للجميع، هناك عدد محلات يفوق الحاجة، ويكفي لبلد مثل أمريكا.

ويقول خالد عويضة بائع في محل أقمشة إنه "مقارنة بالأعوام السابقة فليس هناك إقبال أبدا، فقد أصبحنا نجلس كالممرات في الأسواق موظفين بلا بيع، ويؤكد أن "الأعياد الكبرى تفوق فيها نسب البيع أكثر من غيرها".

وبينما طغى التشاؤم على حركة البيع أبدى أحمد أبو حامدة صاحب محل عطور وهدايا في وسط البلد تفاؤله واصفا البيع بأنه "لا بأس به نسبيا لأن هناك إقبالا على العطور في المناسبات، لكن الأمر يعتمد على الطلب فبيوم الأم يزداد الطلب في السوق على الأدوات المنزلية أكثر من قطاع العطور".

أما الأبناء فتتحكم بهم الحالة الإقتصادية ليستطيعوا شراء هدية للأم وبالنسبة لزينب صلاح فهي تشتري لوالدتها كل أسبوع شيء وإذا ما اشترت لأحد من أبنائها شيء تحضر لأمها هدية معهم، وهي لا تلتزم بعيد الأم لإحضار هدية وذلك حتى "أفرحها وطبعا ستفرح أكثر إذا جاءتها الهدية بيوم العيد، وأحب طبعاً أن أفاجئها بتقديم ما تحتاج اليه كهدية، أهديها دوما في العيد وبغيره".

"الغلاء والأحداث وغيرها لم تجعل للعيد البهجة التي كانت له كالسابق" هكذا يصف التاجر محمد نصوح حالة البيع في السوق، وتؤكد كلامه حنان المصالحة بحيث أنها لا تقدم لوالدتها هدية دائما، بل في بعض الأحيان و.. "حسب (السيولة) ولا أعتبره التزاما فيمكن أن أعيّد عليها في الصباح ثم أخرج الى الجامعة، هي أمي الغالية ليس من الضروري أن احتفل بها بيوم معين".

الصبية رضوة شاهين التي كانت برفقة والدتها في محل المجوهرات لشراء خاتم لها، تقول "الهدية بالنسبة لأمي رمز لما تقدمة لنا وتعبير عما تفعله لنا" لكن والدتها تقول أنه "مجرد تكريم فأيام السنة كلها أعياد للأم مع أبنائها".

ومع أن الحب الحقيقي لا يرتبط أبداً بالهدية إلا بكونها (مجرد رمز) كما تقول رضوة، فإن أهمية التعبير عن هذا الحب تتداعى أمام الأهميات الأخرى المرتبطة بالمعيشة وبأولويات العيش، حتى صارت الهدايا والتهادي ما بين الأهل وأبنائهم مرتبطة فقط بحالة الشخص المادية، فإن كنت ميسور الحال فقد تخصص مبلغا من شهر آذار لوالدتك، وإن كنت غير ميسور الحال مادياً فستوفر هذه الدنانير لشراء شيء تحتاجه أو لشراء كتاب للدراسة أو أي من تلك الأشياء (الضرورية) و (الأساسية) في حياتك.


المترفون فقط يتهادون، أما البائسون من الفقراء، فلا يكاد يمر يومهم إلا بالسخرية من تسمية هذا اليوم بـ (عيد الأم)، وبالنسبة للأمهات أنفسهن، لا ينتظرن بالعادة سوى (نجاح أولادهن ووظيفة وعرس وأحفاد)، وعندها حقاً تكتمل سعادتهن الحقيقية.

أضف تعليقك