يزن يرقد في قبره بجبل النصر
احد عشر يوما أمضاها يزن ابن الخمسة أعوام في ثلاجة المركز الوطني للطب الشرعي تدفئ الملائكة بنورها جسده الضعيف والمتهالك بعد ان صمت القلب عن ضرباته وغادر أنفاسه هذا الجسد .
ترقد اليوم جثة يزن بين القبور في مقبرة قديمة بجبل النصر بعد تسلم عمه للجثة وترقد معه أحلام طفولة انتهكت لكنها بالكاد لن تسمح للحقيقة ان ترقد معها دون كشف تفاصيلها حتى تهنأ في سباتها .
ربما غدا سيحل مكانه في الثلاجة طفلا أخر يتقاسم معهم معاناة الاطفال من الاساءة وقد يتباريان بروحهما من تحمل أكثر بعدد الضربات بالسوط او باللكمات او حتى بتحمل حرق أعقاب السجائر وضرب الرأس بالحائط .
أرواح صغيرة بريئة لا تعرف كثيرا عن عالم الكبار الذي لا يرحم فيه دموع او توسلات استغاثة بان يتوقف عن الضرب ليس من شدة الألم بل ليأخذ نفسا يستطيع ان يتحمل من بعده ما يشاء هذا الجسد .
الطفل قصي في شباط الماضي توفي بمتلازمة الطفل المرتج رغم ان اسمه كان لدى ادراة حماية الأسرة وتهدا في المحافظة على سلامته من قبل عائلته لكنه توفي بعد ان ثبت انه تعرض لرج عنيف وهذا يعد نوع من الإساءة على الطفل لكن القانون لم يعترف بذلك وأغلق ملف القضية .
المؤسسات التي تتسابق على تبني قضية يزن او قصي أين دورها خلال وجود يزن في المستشفى ,عشرة ايام لم ينظر الى حاله احد سوى أطباء العناية الحثيثة في مستشفى البشير والطبيب الشرعي .
يزن لم يشعر بألم مشرط الطبيب عندما فتح صدره الطبيب به واخذ يبحث عن الحقيقة بداخل هذا الرأس الصغير ليحدد سبب الوفاة وليسلم بعدها الحقيقة الى العدالة .
من لم يعرف يزن نقول له انه طفل في عمر الخامسة أتعبه الجزع حتى أصابه بفقر دم وضعف في النمو ليس هذا بل تحمل ألما لا يتحمله رجل بالغ وهو يرى جسده يحرق بلهب او بعقب سيجارة او يضرب بسوط او لكمة على وجهه .
لولا ما أثير في الصحف المحلية وتسليط الضوء على القضية من خلال التلفزيون الاردني ببرنامج يحدث اليوم الذي تقدمه الإعلامية ضياء العوايشة وبرنامج الاعلامية ستون دقيقة للزميلة ايمان ناجيا والإذاعات المحلية كراديو البلد لما اهتم احد لقضية الطفل المعذب، الذي تركته ظروف الحياة بعد القبض على والديه بقضية مخلة بالآداب العامة ,تفاصيل قضية يزن ليست لكشف التفاصيل الخاصة بالعائلة لكن الاهم تحديد المسؤولية والعثور على المتسبب الذي ضرب يزن على رأسه وتسبب في وفاته , فالإصابات على جثة يزن لا تشكل سببا للوفاة .











































