وللعود أهمية أيضاً

الرابط المختصر

لما للعود من أهمية، ولكونه الآلة الوترية الشرقية الأكثر أهمية على الإطلاق، خصص له يوم يحتفى به، وهذا العام يصادف العيد الثاني له، حيث يجتمع المتخصصون بهذه الآلة، وأمهر العازفين بها، في الأردن لتكريمها. يوم الثالث من آب لم يكن يوماً عادياً، كان الناجح الوحيد بين "عجقة" الخسارات، أو التقليدية التي سادت معظم فعاليات جرش الثقافية؛ أنه "يوم العود العالمي" فمن حيث المبتغى استطاع هذا الحدث أن يكرم هذه الآلة والوصول إلى اتفاق لتوثيق تاريخ هذه الآلة، ناهيك عن تكريم مريديها ونجاح استمراره على مدى سنتين.



شربل روحانا من لبنان، عمر بشير من العراق، نجاتي تشيليك من تركيا، أسماء لامعة في عالم العود، كانت تعزف في عمان، وسط حضور فاق عدد مقاعد المركز الثقافي الملكي ما استدعى الكثير منهم إلى الجلوس على الدرج.



أمسية قلما نجدها ممتلئة بالحضور -هو ليس معيار نجاح- لكن بحسب معايير هذا الزمان فتميز حفل عن آخر يحدده عدد الحضور، فالأمسية كانت ناجحة جماهيرياً، وسط فعاليات كانت عادية غير ملفتة أبداً، ليأتي يوم العود غير عادي أبداً، لا بل الحضور الذي كان متفاعلاً إلى حد "الهيام" ولا بالعازفين الذين قدموا مقطوعات موسيقية متمكنة وقوية في تقاسيمها.



ويقول عازف العود صخر حتر رئيس قسم الموسيقى العربية في المعهد الوطني للموسيقى، أن يوم العود...جاء بأهمية أكبر، "كون أن المجمع العربي للموسيقى رعى يوم العود، وكانت المشاركة فاعلة وناجحة لدى من شارك أو حضر الملتقى".



بدأت فكرة تكريم آلة العود عبر يوم يخصص له، من خلال اقتراح تقدم به الفنان صخر حتر إلى المجمع العربي للموسيقى والمجلس الدولي للموسيقى، عام 2003 ليصبح منذ ذالك العام احتفالا يعتمده مهرجان جرش، ويستضيف به أشهر العازفين عليه، وتخصص ندوات فكرية وورش تطبيقيه بمشاركة أساتذة متخصصين بتلك الآلة، وفي عام 2004 تمت الموافقة والتعميم على الدول الأعضاء في المجمع العربي للموسيقى باليوم العالمي للعود، وهو ما ينطبق على آلة الكمان التي احتفي بها هذا العام أيضاً.



في الأمسية الوحيدة للعود، كانت مجموعة من امهر "لاعبي العود" مشاركة، فشربل روحانا القادم من لبنان صاحب "سلامات وجدل مع مارسيل خليفة" وغيرها الكثير، قد خاطب عشاق هذه الآلة الجادة، بمهارة ألفها الجمهور دوماً، ليعتلي الخشبة وسط صفقات الحضور القوية، المعبرة بحرارة عن حبهم لإبداعه، مقدماً مقطوعتين من قديمه، في حين أتى عرض عمر بشير ملامساً تراث والده منير ومصفقا الجمهور غير مرة وسط المقطوعتين التي قدمهما بإتقان، لتأتي مقطوعات التركي نجاتي تشيليك مفاجأة للجمهور الذي ذهل من عرضه المتقن والممتلك لهذه الآلة الشرقية والتي لها صداها في تركيا.



أحد عشر عازفا على العود وواحد الدف، معاً كانوا على الخشبة، هم فرقة أبناء منير بشير القادمة من العراق، مقدمين مقطوعات من تراث منير معلمهم الراحل منير بشير، إضافة إلى أجواء العراق من "يا أم العبايا" وتراث القصبجي، عرضا حاز على اهتمام الحضور فالإيقاع السريع والخفة على الأوتار والانسجام والتآلف فيما بين العازفين كانت هذه حالتهم.



العود يعود من جديد، ويأخذ حجمه الطبيعي ملكاً للآلات الوترية الشرقية؛ لذلك استحق التكريم استحق الاهتمام وبالتالي استحق النجاح في مهرجان ينازع لأجل الاستمرار.