... وعـادوا خـائبين

الرابط المختصر

عادوا الى بيوتهم مخذولين، بعد أن التغت جلسة النواب، تلك التي خصصت بعد تأجيل طويل لمناقشة قضية أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال، إنهم أهالي الأسرى الأردنيين في إسرائيل، حضروا ليعرفوا ماذا سيتحدث النواب عن أبنائهم.الأهالي كانوا موجودين هناك في مجلس النواب، بقلوبهم وبصبرهم وأعصابهم النافذه، جاءوا قبل بدء الجلسة بساعات، وانتظروا ما لم يأتِ.



إحباط ولكن..

والد الأسير عبدالله غالب الجمل المحكوم بـ 67 مؤبداً كان من بينهم، وقال لـ عمان نت "كنت موجوداً في مجلس النواب، وسمعنا أن النواب لا يريدون حضور الجلسة، وأنهم لا يريدون للجلسة أن تكتمل، انتظرنا حوالي ساعتين، علمنا أثناءها أن بعض النواب هاتفوا بعضهم حتى لا يأتوا الى الجلسة ولا يكتمل النصاب، بعدها حولونا لحضور المؤتمر الذي أعلنوا فيه إلغاء الجلسة".



"هناك بعض النواب لم يقصروا وتكلموا في الموضوع، وبعضهم وضعوا الحق على النواب الذين تغيبوا، ويبدو أن للحكومة يد في هذا الموضوع والله أعلم" يعلق والد عبدالله على الموضوع.



قد ينفذ الصبر أما الأمل فلا، ومعنويات الآباء والأمهات تبقى عالية باهتمام الحكومة أو بعدمها، ويقول والد عبدالله الجمل "أصابنا الإحباط، ورغم كل ذلك فمعنوياتنا عالية والحمد لله ومتوكلين على الله، والذين كانوا موجودين لم يقصروا ووعدونا أن يعرضوا ملفاتنا على الحكومة وعلى النواب الذين تغيبوا".



وطالب أبو عبدالله النواب عقد جلسة جديدة كي "نكون على بياض إما معنا وإما علينا، ونعلق أملنا على الله وعليكم أنتم الإذاعة والصحف".



خيبة أمل...

لكن أم رأفت العسعوس عبرت عن خيبة أملها الكبيرة في الحكومة، والتي كانت تظن أنها تختلف عن سابقتها فتقول "كان أملنا كبيراً بهذه الجلسة، وأحسسنا أنهم مهتمين بأسرانا وكنا جميعا ننتظر، وبصراحة أصبنا بخيبة أمل، وبإحباط، الموضوع ليس سهلاً والمفروض أن يعطوه اهتماما أكثر".



وطالبت الحكومة "أن تتحرك، أصلاً كنا نتأمل الكثير من الحكومة الجديدة على أساس أن الحكومات السابقة لم تفعل شيئاً، فكان أملنا كبيراً بهم وخيبوا ظنوننا، وأملنا الكبير في الملك عبدالله بأن يكون اهتمامه مباشر بالقضية".



"ماذا سيكون شعور إنسان أقبل على خير له، وأتاه الرد خائباً" هكذا عبّر والد الأسيرين طلب وأمين الصناع وتابع "هناك من أهالي الأسرى ممّن حضروا الجلسة صاروا يبكون بكاءاً، لأنهم كانوا يتأملون أن تُرجع الجلسة أبناءهم لهم، إبني له الآن 16 سنة في السجن ولم أترك باباً إلا وطرقته".



حكاية الوعود..

وتابع كلامه متحسراً "قبل سنتين جمعنا مروان المعشر أيام كان سفيراً في إسرائيل، وقال لنا (عهد علي خلال 3 أشهر سيكون أبناءكم عندكم) وها نحن ولم يحدث أي شيء، كما اجتمعنا مع رئيس الحكومة الجديد وكله بلا أي فائدة، لم نستطع أن نجد احداً يتعاون معنا".



وقال والد طلب وأمين الصانع المعتقلين قبل اتفاقية السلام، "هؤلاء أبناء الأردن وليس أبناءنا، حينما يسجن شخص إسرائيلي يقيمون الدنيا، أما حينما يسجن أحدنا فلا يفعلون شيئاً، الملك الراحل حسين قال بمقولته التاريخية إن الإنسان أغلى ما نملك، أين ذهب هذا الإنسان؟".



"نريد من الحكومة أن تعيد لنا أبناءنا لأنهم أُسروا قبل السلام، وكان المفروض أن يطلقوا سراحهم بعد السلام مع إسرائيل، هؤلاء النواب لو كانوا مكترثين لوقفوا وقفة صحيحة، لكنهم غير مكترثين وليسوا متبعين الطريق الصحيحة والجادة، أكثرهم والقليل منهم مهتمين بالقضية".



وأطلق الصانع نداءاً الى الملك "ان يتدخل شخصياُ لإطلاق أبناء الأردن، ولكل من له كلمته في القضية ان يتدخل".



عبارات الآباء والأمهات تقول ما لا تستطيع قوله كلماتنا، فالمثل يقول (الذي يده بالنار ليس كالذي يده بالماء)، والغصة في حلوق الآباء تحكي كل شيء.



سلطان..

"لم يأتوا، جرجرونا الى عمان لنحضر الجلسة، ولنعرف ماذا سيقولون عن أبناءنا وكيف سيرفعون معنوياتنا، (حطمنونا تحطيم) وجرجرونا من الساعة 2 ظهرا ونحن ننتظر، ومن ثم لغوا الجلسة إنهم يلعبون لعباً، (مسخرة يمة مسخرة جعلونا مهزلة)... بهذه الكلمات استهلت أم سلطان العجلوني المحكوم بـ 100 مؤبد كلماتها، لتعبر عن ألم وحرقه.



"الحكومة حطمتنا، 16 سنة وهي تضحك علينا وتعدنا وكل مواعيدهم كاذبة، ضحكوا علينا حتى شبعوا وعملونا مسرحية".



وتعيد سرد ما قاله الصنّاع "المعشر قال قبل سنتين (لبنان ليست حكومة، نحن الحكومة نحن سنطلق أسرانا) ولم يفعل شيء".



وتحكي "الملك حسين رحمه الله قال الإنسان أغلى ما نملك، وسلطان لم يذهب لاجل منصب أو مصاري سلطان راح من اجل وجه الله سبحانه والله لن يتخلى عنه الحكومة مقصرة و(بهدلتنا بهدله) كم مرة وعدونا؟ أجيبوني.. القنصل زار سلطان، يوم في السجن الإنفرادي ويوم في المستشفى وعرفتم يوم ضربوا إبني، ماذا فعلت الحكومة؟ ماذا فعلوا بجلساتهم في العقبة والبحر الميت؟ ماذا فعلوا لنا؟ لا شيء، لم يفعلوا شيئاً..."



أبو سلطان

زوجها، ذلك الرجل الذي خف بصره وسمعه من أثر الكبر، ومن أثر الهم على ولده الذي لا يستطيع رؤيته، لكنه تحامل على المرض والكبر وعلى الهم والألم، وذهب مع الذاهبين الى مجلس النواب وسرد مرارته قائلاً "ذهبنا الى مجلس النواب ظناً منا أن هناك أناس يشعروا بنا وبظلمنا، وبالعكس ظلمونا أكثر من اللازم، أحرقوا بالنا وأعصابنا".



"ليس لدي سوى لساني وفكري، فلست أرى أو أسمع لكني والحمد لله صابر وليصبرنا الله، الآن أصبح أولادنا الأسرى غير مواطنين، هم الذين ذهبوا لوجه الله والوطن".



"ونسأل كل ضمير حي أن يشعر بنا وبظلمنا وبعذابنا، لكن الحكومة خذلتنا وخذلت الناس كلها" هي كلمات قد تشفي غليلهم وهم يناشدون... ويطلبون نصرة الحق، وهودة فلذات الكبد.



ويتحرق أبو سلطان بكلماته "نسائل كل إنسان لديه ضمير حي، منذ عام 1994 ونحن ننتظر أن يخرجوا أبنائنا ولم يفعلوا لأن ليس هناك أحد يطالب بخروجهم بالشكل الصحيح، إن كان هناك حكومة تشعر بشعبها فنحن نستلهم هممهم، ونوكل أمرنا الى الله، كنا نظن أننا مواطنين بحكومة تدافع عنا وبعكس ذلك جعل منا النواب (مضحكة) فماذا نقول؟ سنقول اللهم إهدي الجميع وليرحموا ضعفنا فقط".



ويناشد العجلوني "كل إنسان، يهودي أو نصراني أو مسلم، أن يتدخلوا ويراعوا حقوق الإنسان وإن لم يكن هناك من يشعر معنا، فأمرنا الى الله".



و... "كلّ حكومة تدافع عمّن لها، وحكومتنا مهملة بنا وتجيد استقبال الوفود وتوديع الوفود ومن ثمّ يجرجرونا يمينا ويساراً".



المناشدة والدعوات، هي كل ما يستطيعون، وبالكلمات والدموع يعبرون عن ألمهم وهم آباء وأخوة وزوجات صار غياب (غواليهم) عليهم همّ العمر وعودتهم وعد الحياة الكاذب.

أضف تعليقك