وصفات أردنية لإعادة صياغة الخطاب العشائري

الرابط المختصر

يعيد الأردنيون هذه الأيام صياغة خطابهم العشائري بمحاولات ينظر إليها بأنها تسير في اتجاه يتلاءم مع التوجهات العامة في دوائر صنع القرار التي تدفع باتجاه المشاركة السياسية العصرية في الانتخابات........... البلدية والنيابية التي سيشهدها الأردن هذا العام.
سيطرة الطابع العشائري على العملية الانتخابية تاريخياً هي من أكثر الانتقادات حدة التي تتعرض لها المسيرة الديمقراطية في الأردن، لذا يبدو أن الأردنيين بطريقة أو بأخرى لجأوا إلى التحايل على هذا الانتقاد، بإعادتهم توصيف العشائرية بأكثر من طريقة.
في مدينة الرمثا شمال الأردن برز ما يسمى " المؤتمر العام للعشيرة "تميناً بالمؤتمر العام للحزب وربما يعود ذلك إلى ما عرف عن أبناء إقليم الشمال في الأردن بانتماءاتهم الحزبية المبكرة.
أما في الشونة الجنوبية فقد تردد مصطلح العشائرية المنظمة كبديل للصورة البدائية لها والتي كانت واضحة بسيطرة قلة من المتنفذين من شيوخ العشائر في للعائلات البدوية الثرية الكبرى هناك.

سكان مدينة الرمثا البالغ عددهم 120 ألف نسمة، أرسو عرفاً محلياً، بأن تجري الانتخابات على "قانون العشيرة" الذي قسم السكان إلى "زعبي وفلاح" وهو فرز لانتماءاتهم العائلية فكل شخص من عائلة أو فرع ليس من عشيرة الزعبي فهو فلاح.

ويوضح بسام السلمان صحفي ينوي ترشيح نفسه لرئاسة البلدية في الرمثا" أن الجانبين يعقدان اجتماعات أولية قبل الانتخابات بفترة زمنية كافية ليحددوا خياراتهم من أبناء عشائرهم والذين يتوفر فيهم الشروط التي تؤهلهم ليكونوا ممثلين لهم في المجالس البلدية أو النيابية، وتلي تلك الاجتماعات -التي أفرزت مجموعة متفق عليها- عقد اجتماع كبير يضم ممثلين عن جميع العائلات في العشيرة الواحدة يسمى اصطلاحاً "المؤتمر العام للعشيرة" يتعهد فيه الحاضرين نيابة عن أنفسهم وعن عائلاتهم الالتزام بقرار المؤتمر العشائري للتصويت للشخص المرشح في الانتخابات القادمة"
ووصف السلمان الصحفي والناشط في العمل التطوعي العشيرة بالنهاية بأنها "مصدر قوة للمرشح "، مؤكداً " أن أي مرشح ينوي خوض الانتخابات لا بد له من الحصول على هذا الإجماع العشائري بشكل مبدئي وتمر عليه الإجراءات اللاحقة من اجتماعات مغلقة وضيقة وصولاً إلى المؤتمر العام الذي يجعل فرصه الفوز كبيرة جداً بل وأكيدة في كثير من الأحيان"

والى لواء الشونة الجنوبية "الأغوار"حيث بادر مئة شاب جامعي هناك إلى الأخذ بزمام المبادرة واغتنام الفرصة في دعم الشباب للمشاركة في الانتخابات من أعلى مراكز صنع القرار في الأردن، وقرر هولاء الشباب بأن يكون مرشح باسمهم في الانتخابات البلدية القادمة هناك.

وتم الاتفاق بأن يكون مشهور العدوان "مرشح الشباب" وهو بالاتفاق مع زملائه يؤكد أنهم "لن يستطيعوا دخول المجلس إلا من بوابة العشيرة" لذلك تم اختياره كواحد من أبناء كبرى العشائر هناك، مشيراً إلى" أن حزب العشيرة سيد الموقف حيث لا يوجد لدى أفراد المجتمع وعي بالانتخابات، وان بعض المنتمين إلى العشائرية لهم العديد من السلبيات أثرت على اللواء لذلك رأينا أنه ربما نستطيع نحن تغيير الصورة فكلنا جامعيين وشباب ولكن لا بد لنا الاستناد إلى عشيرتنا"
تقول دينا (18 عاما) طالبة في أحدى مدارس الثانوية العامة في عمان "أنا اختار قريبي في الانتخابات لأنه من العائلة، فلن أصوت لأحد غيره لكن في نفس الوقت عليه أن يهتم بالمصلحة العامة ويبتعد عن الشخصنة ويحاول أن يعرف عن الأمور التي تؤثر على المواطنين".

وهذا بالتأكيد تعبير عن رغبة أكيدة من الشباب لخلق توازن مطلوب في المنظومة العشائرية التي تحكم قبضتها على المجتمع الأردني الذي يصفه البعض "بالكثير من العشائرية والقليل القليل من الأشياء الأخرى..." وبين سعي هذا المجتمع الفتي لحياة سياسية حداثية واعدة.

أضف تعليقك