قال المحلل السياسي، الدكتور عامر السبايلة إن الإمارات تسعى إلى أن تتجاوز عقدة الجغرافيا التي تعاني منها، "فهي تملك رؤى طويلة الأمد لهذه المنطقة، لكن الجغرافيا الإماراتية لا يمكن أن تخدمها في هذه الرؤى إلا إذا استطاعت أن تبني تحالفات مع جغرافيا تصل بها إلى البحر الأبيض المتوسط، وهنا نتحدث عن سوريا واتفاقية السلام مع إسرائيل."
أضاف السبايلة أن "الأردن هو حليف بالنسبة للإمارات ويمكن استثمار الجغرافيا عبر المشاريع الكبرى المتعلقة بالنقل والطاقة والتنمية، ولمثل هذا التحالف يمكن أن يخدم رؤى طويلة الأمد لمشاريع طموحة ترغب الإمارات مستقبلاَ القيام بها."
وجاء حديث السبايلة، تعقيبا على زيارة وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الأردن، حيث استقبل الملك عبد الله الثاني، اليوم، بن زايد في قصر الحسينية وجرى بحث آخر التطورات في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات فيها. وتم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي مباحثات مع نظيره الإماراتي، إذ الحرص المشترك على إيجاد آفاق أوسع للتعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والدفاعية وغيرها، واتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتحقيق ذلك.
وجاءت زيارة ابن زايد إلى الأردن، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، يوم أمس، حيث وصل على رأس وفد إماراتي، إذ يرى السبايلة أن الإماراتيين في المقام الأول هدفهم دمشق.
ويرى أن "الجغرافيا من الممكن أن تكون هي التي حكمت هذه الزيارة ولو أنها كانت هذه الزيارة إلى الأردن لبدأت من الأردن ثم انتقلت إلى دمشق."
"تظهر المواقف الأردنية والإماراتية في الفترة الأخيرة تقارب في قضية سوريا، وكيفية الانفتاح على سوريا ومحاولة إعادته للجامعة العربية قبيل الاجتماعات القادمة"، يقول السبايلة.
وأشار السبايلة إلى أن الإماراتيين هم من أبقوا على العلاقة مع سوريا منذ 2018 رسميا، وأعلنوا عن فتح سفارتهم في دمشق وهم على تماس مباشر بعد أقل من ثلاث سنوات من الأزمة السورية، وقد كان هناك تحول لافت في الموقف الإماراتي تجاه سوريا.
وأشار إلى ان الطيران بين دبي ودمشق استمر على مدار الأزمة، ووفرت الإمارات إقامات لكبار رجال الأعمال السوريين، وهذه "إشارات على الصعيد الإنساني أنه ليس هناك مواقف معادية."
وبين أنها "بدأت تتحول وتترجم فعليا عندما دخلت الإمارات في مواجهة مع منتجات ما يسمى الربيع العربي عندما وصل الإسلاميين إلى السلطة من جهة وفي الدور التركي في المنطقة وكان موقفهم مختلف تماما وأوضح من الموقف الأردني في السنوات الماضية تجاه سوريا."