واشنطن بوست: العلاقات الأردنية السعودية "الوضع غير مسبوق"

واشنطن بوست: العلاقات الأردنية السعودية "الوضع غير مسبوق"
الرابط المختصر

حذر الكاتب المعروف ديفيد إغناطيوس الرئيس دونالد ترامب من التعامل مع الأردن على أنه حليف مضمون وأشار للتحديات التي تواجه الأردن بسبب حالة عدم الاستقرار حوله.

وقال إغناطيوس، في مقالة كتبها أثناء زيارة له إلى العاصمة الأردنية عمان ونشرتها “واشنطن بوست”، إن العلاقة الوثيقة بين الأردن والولايات المتحدة تجسدت من خلال الدور الذي لعبته المخابرات الأردنية العامة. ويعبر مقرها، “منطقة الصفر” للتحالف بين البلدين وعلمها الأسود المثير للرهبة ويرفرف بداية “شارع الشعب”، عن الدور الذي لعبه الأردن كصديق عربي خاص لأمريكا.

 ويقول إن أجيالاً من عناصر المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) بنوا سجلهم العملي وهم يديرون عمليات مشتركة لملاحقة الجماعات الفلسطينية والقاعدة وتنظيم “الدولة”. وما تميزت به المخابرات الأردنية هو قدرتها على تجنيد عملاء في أماكن لم تكن الولايات المتحدة قادرة على الوصول إليها وهو ما يجعلها شريكاً قوياً في مكافحة الإرهاب. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الأردن لا يزال ساحة انطلاق للعمليات الأمريكية في المنطقة. ولكن هناك حالة من التوتر في العلاقات بين الطرفين رصدها الكاتب خلال زيارته التي استمرت أربعة أيام.

ويرى إغناطيوس أن التوتر نابع من الأزمة الاقتصادية، فالأردن يملك جيشاً ومخابرات قوية لكنه لا يستطيع موازنة البندقية مع السمن. فالجيش والمخابرات يستطيعان حماية البلد والحفاظ على استقراره لكنهما لا يستطيعان خدمة الدين العام. وكان أول شيء سمعه في دائرة المخابرات العامة هو حاجة الأردن لاتفاقية مساعدات عاجلة مع صندوق النقد الدولي.

ويضيف إغناطيوس أن الأردن منذ إنشائه عام 1921 مارس سياسة حذرة بالمنطقة ولكنه اليوم محاط بالمشاكل من كل جانب. فنظامه التعليمي وخدماته الاجتماعية تعاني من ضغوط كبيرة بسبب الأزمة السورية و 1.3 مليون لاجئ سوري كما أن الدول المحيطة به، معظمها دول فاشلة تعيش حروباً أهلية ونزاعات.

وتشهد العلاقات مع السعودية والإمارات توترا جديدا. ونقل عن مسؤول أردني بارز قوله: “الوضع غير مسبوق” مضيفا “الأحداث تتصاعد والتحالفات تتغير والغموض هو سيد اللعبة”.

 ومن هنا كان الدعم الأمريكي مسانداً للأردن والفضل يعود في هذا إلى توافق الحزبين في الكونغرس والدعم القوي من سي آي إيه والبنتاغون والخارجية. وسيتواصل هذا الزخم عندما يوقع الطرفان في 13 فبراير/شباط “مذكرة تفاهم” تمدد الدعم المالي الأمريكي إلى خمسة أعوام وزيادته إلى مليار ونصف المليار دولار عن المساعدة الحالية وهي 1.275 مليار دولار.

وحتى في ظل المساعدة الإضافية فالتعاون العسكري يظل هو جوهر العلاقة. وتخطط وزارة الدفاع تخصيص نفقات لتوسيع قاعدة “موفق السلطي” في وسط الأردن وبناء “أتش فور” جديدة قرب الحدود السورية والتي ذكرت تقارير إعلامية أنها ستكون مقراً لعمليات انطلاق عمليات طائرات بدون طيار.

وفي الوقت نفسه يتواصل التعاون الأمني بين المخابرات الأمريكية والمخابرات الأردنية العامة التي تقول إنها أحبطت العام الماضي 45 عملية خارج البلاد. ويقول الكاتب إن موقع الأردن كصديق أبدي لأمريكا يواجه تحديًا جديدًا من السعودية.

وتقوم إدارة ترامب وبتشجيع سري من إسرائيل التقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويشعر الأردنيون بأنهم شريك موال لكن محبتهم منسية. فبن سلمان يتحرك لمنافسة الأردن على المكان الذي ظل يحتله. وهو يحاول إعادة تغليف المملكة وتقديمها كصوت للإسلام المعتدل، والذي كان مهمة الأردن الخاصة. ويقدم بن سلمان نفسه كصوت تغيير في العالم العربي وهو الموقع الذي احتله الملك عبدالله الثاني. ويدعم بن سلمان وإن بطريقة هادئة “صفقة القرن” التي يدعو إليها ترامب لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني رغم شكوك الأردن منها.

وما يخيف الأردن هي دبلوماسية ترامب التخريبية التي يرمز إليها قراره في ديسمبر/كانون الأول الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وهو قرار سيؤدي لمشاكل داخلية في الأردن التي يعيش فيها أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وعندما شجب الزعيم الفلسطيني محمود عباس فالأردن يخشى أن تصله الشظايا. ويأتي حماس البيت الأبيض لمحمد بن سلمان في وقت تشهد العلاقات بين عمان والرياض برودة.

ويرى مسؤول أردني بارز أن السبب يعود لرفض الأردن إرسال قوات لدعم الحملة العسكرية في اليمن. وتردد الأردن باتخاذ موقف واضح من الأزمة مع قطر خاصة ان هناك 50.000 أردني يعملون فيها وأخيراً عدم موافقة الأردنيين لملاحقة السعودية الإخوان المسلمين إذ تعتقد أن احتواء المخابرات لهم أكثر فعالية.

ويختم الكاتب في المقال الذي ترجمته القدس العربي، بالقول إنه من السهل التعامل مع الأردن كحليف مضمون، فقد عقد معاهدة سلام مع إسرائيل وانفتح على العالم المدني العلماني ولكنه يبدو أنه يسير مثل الطائرة التي تعمل على المحرك الآلي. ولكن لو تفكك الحكم الهاشمي مثل ما حدث للجيران فستكون آثاره كارثية – وليس أقل من إسرائيل القريبة منه.

رابط المقال الأصلي (هنا)

أضف تعليقك