هيلاري كلينتون تتهرب من سؤال عمان نت حول العقاب الجماعي لاهل غزة
حظيت بفرصة حضور مؤتمر أعمار غزة الذي عقد في شرم الشيخ بحضور 74 دولة و الذي حصلت فيه غزة على خمسة مليارات دولار لاعمارها. و لقد تابعت وسائل الإعلام أولا بأول الأخبار من مكان المؤتمر ونقلتها للجمهور. أما في مقالتي هذه فاخترت ان أركز على الكواليس و التي غالبا ما تحمل في ثناياها حقائق مهمة.
منحت فرصة لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لوقت قصير جدا و طلب مني طرح سؤال واحد فاخترت ان أسالها بعد ان تحدثت كلينتون بقوة عن حق أطفال و أمهات فلسطين في العيش الكريم. (هل أنت مستعدة لانتقاد العقاب الجماعي الذي انتهجته إسرائيل بحق أبناء غزة؟) فرفضت السيدة كلينتون الخوض في الموضوع واضعة اللوم على حماس وصواريخها.
ومما يختص بمشاركة السيدة كلينتون لوحظ التردد عليها فلم تتحدث بحرية عن السياسة الجديدة لإدارة اوباما في الشرق الأوسط. كما أنها لم تقدم للصحفيين الأمريكيين المرافقين لها أي إجازة في الرحلة من أمريكا (و التي توقفت في ايرلندا للتزود بالوقود) ولا حتى مساء الاحد قبل بدء المؤتمر. بعض الصحفيين ارجعوا ذلك لعدم وصول السيدة كلينتون لمستوى الخطوات الواثقة والثابتة في المنطقة.و كان أول لقاء أجرته كلينتون فور صولها الى شرم الشيخ مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل. الأخير كان المتحدث الرئيسي في لقاء الرباعية حيث أكد على ضرورة تثبيت الهدنة ودعم الوحدة الفلسطينية شريطة الالتزام بحل الدولتين وضرورة تنشيط المفاوضات السورية مع إسرائيل. و في لقاء خاص أجريته مع ميتشل قال لي انه ينوي فتح مكتب دائم في القدس وسيكون لديه عدة مساعدين لمتابعة كافة الأمور الأمنية والسياسية.
على الصعيد الأمريكي السوري لم يكن مقررا أي لقاء بين الجانبين و عند سؤال احد الصحفيين الأمريكيين وزير الخارجية السوري وليد معلم إذا كان سيتحدث مع كلينتون أجاب "لم تتصل بي وما جرى لقاء مصافحة في غرفة الطعام و الأمريكيون يقولون انه صدفة وهناك من يقول انه مرتب".و من الملفت ان عددا من الصحفيين الأمريكيين انتقدوا حكومة بلادهم لأنها قدمت ثلثي مساعداتها للضفة الغربية والسلطة الفلسطينية و الثلث الباقي لإعادة اعمار غزة بشروط كثيرة ومعقدة.
أما كارين أبو زيد المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين فقد أعطيت ثلاث دقائق فقط للحديث في الجلسة قبل الأخيرة.و في لقاء خاص أجريته معها قالت أبو زيد ان موظفي الوكالة الأجانب والعرب كانوا أبطال حقيقيون يستحقوا التكريم للمخاطر الحقيقية التي خاطروا بها لمساعدة المواطنين.
أما الوفد الفلسطيني برئاسة سلام فياض فقد حظي بمديح عال من الوفود المشاركة وقد وزعت كلمة سلام فياض عبر الانترنت باللغتين العربية والانجليزية مع العلم ان كلمة كلينتون وزعت بعد ساعة من إلقائها أمام المشاركين.
أردنيا فقد كانت هذه المشاركة الأولى لناصر جودة كوزير الخارجية الجديد الذي لم يكن حضوره ملفتا في المؤتمر. هذا بالإضافة الى مشاهدة العديد من وزراء الخارجية العرب و المسؤولين وهم يتجولون في ردهات المؤتمر دون أي اهتمام بما يجري و منهم على سبيل المثال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري و وزير خارجية فلسطين رياض المالكي ومدير وكالة الإنماء الأمريكية للتنمية في الضفة والقطاع هاورد سمكا. كما قوبلت مشاركة الحكومة الكندية بازدراء المشاركين لعدم تقديمها أي دعم جديد لاعمار غزة.
كما تجدر الإشارة هنا الى ان الحاضر الغائب عن المؤتمر كان حركة حماس وإسرائيل. و رغم ان هذا المؤتمر لم يدم أكثر من ثماني ساعات إلا انه حظي بتغطية أكثر من 700 صحفي من مختلف أنحاء العالم مع العلم ان الصحفية تغريد الخضري مراسلة نيويورك تايمز في غزة هي الوحيدة التي خرجت من القطاع الجريح للمشاركة في المؤتمر و من الملفت انه عند الإعلان عن المبلغ النهائي للتبرعات هنأها الزملاء الصحفيون وكأن المبلغ سيكون تحت تصرفها الخاص.
و انتهى المؤتمر بتوزيع أحد المسؤولين المصريين كتابا على الصحفيين العرب يتحدث عن مصر والقضية الفلسطينية.
في المحصلة إدارة أمريكية جديدة تأتي الى المنطقة بوزيرة خارجية خطواتها متثاقلة ربما لان المنطقة مليئة بألغام خطرة خلفتها الإدارة السابقة. و بحكومة فلسطينية مدعومة خارجيا وتعاني من قصر يدها في الداخل الفلسطيني. و ا إقصاء لحماس عن المشاركة في اعمار غزة إذا لم تلبي شروط المانحين و خلاف عربي ظاهر في المنطقة و معابر تغلقها إسرائيل التي تتشدد في مسالة دخول الأموال الى غزة خوفا من استخدامها لأغراض عسكرية. معطيات ربما تقف بقوة أمام إنجاح الأعمار و تتطلب تحركا سياسيا قويا من كافة الإطراف.حتى لا توضع نتائج المؤتمر وانجازاته على الرف بانتظار الانفراج.











































