هيكل يعود ليثير الجدل حول قادة الاردن
يعود الكاتب المصري حسنين هيكل مره للاضواء في الساحة الاردنية بعد ان افرد حلقة كاملة من برنامجه يوم الخميس 12 اذار 2009 على قناة الجزيرة للحديث عن الاردن وقيادته بحلقة جاءت تحت عنوان "عقد نفسية" قادت ملوك الأردن إلى إسرائيل.
هذه الحلقة تحدث بها هيكل عن تحليل" نفسي لمكونات شخصية كل من الملك عبد الله الأول، والملك طلال التي صاغتها الأحداث السياسية والعائلية التي عاصرها الملكان.
تحليلات هيكل هذه تصدى لها المحرر السياسي في جريدة الراي الذي اكد في مقالة له في عدد السبت من 14 أذار 2009م أن ما يورده هيكل من اراجيف وافتعالات يندرج في باب الردح وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير للأسياد الذين دفعوا ثمن ما يكتبه هذا الصحفي صاحب الدور المعروف في تخريب العلاقات العربية العربية منذ ستينات القرن الماضي وزادوا على الأرصدة التي سمحت لصحفي مثله ان يكون مليونيراً ينعم بالنزول في فنادق الدرجة الاولى ويدخن السيجار الفاخر ويسكن على النيل ويمتلك المزارع.
ويقول لسنا في صدد الدفاع عن الأردن عندما نشير الى تخرصات هيكل او اكاذيبه، فالدور الاردني في الدفاع عن قضايا الامة العربية مشهود ومعروف وكتبه التاريخ بحروف من ذهب وبخاصة ما سجله الهاشميون منذ عقود طويلة ولم تكن الثورة العربية الكبرى سوى الاشارة والدليل على الهدف الذي سعى اليه الهاشميون عندما وطدوا العزم على لم شمل العرب ووقف المؤامرة الاستعمارية التي استهدفت فلسطين ودفعوا الثمن الباهظ، جراء هذه المواقف التي ما يزال ضريح شيخ ثوارهم في فلسطين الشاهد والشهيد على ما ضحى الهاشميون في سبيله..
ويتابع المحلل السياسي لجريدة الرأي سيرة الأردن المضرجة بالدماء والدموع كتبها الأردنيون باصرار وعزيمة ونكران ذات من اجل فلسطين وشعبها، ومن اجل وحدة العرب وصوناً لترابهم القومي وأمنهم الذي حاول كثيرون التطاول عليه او التدخل فيه خدمة لمصالح عابرة ورغبة في الابقاء على الخلافات والتفكك..
ويزي المحلل السياسي ان محمد حسنين هيكل لم يجد من يصغي الى ترهاته وتجنيه وسعيه الدؤوب الى قلب الحقائق، فتزوير التاريخ ليس عملاً سهلاً والتاريخ لا يكتبه الفاسدون ومن وضعوا انفسهم في خدمة مشروعات الاستعماريين الذين لا يصفهم هيكل بغير الاصدقاء ويعتمد على ''رواياتهم'' التي نعلم انها من صناعة الدوائر السوداء الذي واصل هيكل وامثاله التقرب اليهم وتنفيذ اوامرها طمعاً في نيل رضاها ودائماً في التكسب من اعطياتها وما تجود به عليه من فترة الى اخرى.
هيكل بدأ حلقته بالحديث عن الملك عبد الله الأول (1882- 1951) الذي أسس المملكة الأردنية على أرض شرق الأردن بمساعدة بريطانيا عام 1921 تحت اسم إمارة شرق الأردن............. وكان من ثمار ذلك علاقات طيبة بين عبد الله والزعماء اليهود الذين أسسوا إسرائيل فيما بعد، وكان أول العرب الداعين إلى حل المشكلة بين العرب واليهود سلميا عام 1946 ثم الداعين إلى القبول بقرار تقسيم فلسطين بين الجانبين.
غير أن الملك عبد الله -بحسب هيكل- فوجئ بما اعتبره "خيانة" من الإنجليز له عندما دعموا تنصيب أخيه الأمير فيصل الهاشمي ملكا على العراق بدلا منه، خاصة أن شرق الأردن كان فقيرا جدا مقارنة بخيرات العراق، ومن جانب آخر كان ينظر إلى السعوديين على أنهم من طردوه من الحجاز ليتولوا هم إمارتها،........ وكان كذلك يكره المصريين لأنه اعتبرهم حلفاء للسعوديين.
وعن الملك طلال يقول هيكل: إنه ورث "قلق أبيه وخوفه وكراهيته لعائلة الملك فيصل في العراق وللسعوديين والمصريين والشوام وغيرهم، وزاد على ذلك ...........حتى تحولت بداخله إلى عقد مرضية، أدت به أحيانا إلى محاولة إلقاء أحد أبنائه من النافذة؛ وهو ما أدى لعزله قبل مرور عام على حكمه، وإسناد الحكم لولده حسين رغم أن الأخير لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من العمر".
ويقول هيكل عن الملك حسين: إن الخلفيات التي ورثها عن جده وأبيه، وطبيعة الظروف التي تولى فيها الحكم، إضافة إلى سنه الصغيرة .......كانت شخصيته "متقلبة وتحمل تناقضات كثيرة، رأيتها بنفسي مرات كثيرة"، بحسب ما يشهد هيكل.
وضرب مثالا على ذلك بأن الملك حسين كان معجبا جدا بجمال عبد الناصر في بداية قيام الثورة عام 1952، حتى إنه كان يضع صورته في غرفة النوم، وكان من أوائل الحكام العرب الذين زاروا القاهرة عام 1954؛ ظنا منه أن مصر الثورية ستبتعد عن السعودية والعراق، إلا أن الأمر تحول تماما بعد معركة 1956؛ حيث تصور أن النظام المصري رغم انتصاره في المعركة على إنجلترا وفرنسا وإسرائيل سيتلاشى قريبا بعد أن دخلت الولايات المتحدة حلبة الصراع في الشرق الأوسط.
واتهم هيكل الملك حسين في هذا الصدد بأنه دخل في تحالفات مع المخابرات البريطانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) ضد مصر.......... ودبر انقلابا ضد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما شارك في تدبير إنهاء دولة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961؛ وهو ما أساء لعلاقته مع الحكومة المصرية بشكل كبير.
هذه التحليلات لهيكل يصفها المحلل السياسي في الراي بالافتراءات والاكاذيب ويزيد على ذلك "دأب هذا الصحفي الذي ظن انه كبير وأنه لامع، على اختراعها بين الفينة والاخرى لأن خريف العمر قد داهمه ولأن العصر الذي راكم فيه الثروة والحظوة قد انقضى فراح يعتاش على المهنة الوحيدة التي اتقنها وهي صناعة الأكاذيب وتزوير الحقائق والاتكاء على أحاديث ووقائع من مخيلته وخصوصاً ان معظم إن لم يكن كل الذين يستند اليهم هذا المهرج الكبير هم من الأموات الذين لا يستطيعون تفنيد ما يقوله الصحفي الكبير كما يحب ان يوصف اضافة الى ان الوثائق التي يعتمدها في أحاديثه المتلفزة أو مقابلاته الصحفية المرتبة أو محاضراته التي تفيض نرجسية وغروراً وادعاء، انما هي وثائق مزيفة ومشكوك في صحتها ومطعون في مصداقيتها وهو غالباً ما يلجأ الى الزعم انه يمتلك النسخة الوحيدة، ما يعني ان الرجل ودّ أن يبقي نفسه في مأمن من اكتشاف التزوير والتجني والاساءة الى الأموات والأحياء وبخاصة الى التاريخ الذي يجب ان يكتب بنزاهة وتجرد واخلاقيات بعيدة عن الرشاوى والتملق والتزلف والتزوير"..
ردود فعل اردنية
رئيس الوزراء السابق الدكتور معروف البخيت إن "هيكل وهو يتحدث في برنامجه يسعى بشكل مستمر إلى تعظيم نفسه، وبث مغالطات تاريخية".
رئيس الوزراء السابق والعين الدكتور فايز الطراونة إن "قدر هذا البلد وقيادته الهاشمية أنهم تحملوا ما لم يتحمله أحد، ذلك أن هناك فهما خاطئا وترصدا كونهم نموذجا مختلفا عن كثير من القيادات والأنظمة وهو أمر ثابت تاريخيا".
الكاتب د.مهند مبيضين : يملك هيكل حسا صحافيا جيدا، لكنه ليس هو من يملك التاريخ وتفسيره بقدر ما سمحت له علائقه وأدواره السياسية التي لعبها في امتلاك صورة المشهد من دون ان يملك الإطار، فصار هو المندوب للتاريخ العربي يحاكم هذا ويدين ذاك وله ان يختار ما دامت فرصة بث "الحقائق" مدفوعة بأغلى الأثمان.
صحيفة الغد
الكاتب عبد الله ابو رمان: من حيث المبدأ؛ لم يعد يمكن القبول بممارسة مهمّة التأريخ على أنها هواية أو انطباعات شخصيّة، تأتي من تجربة ما.. التأريخ هو، أوّلا، علم. وهو قبل كل شيء خلق. ولم يُعرف عن السيّد هيكل أنه درس مناهج التاريخ، ولا تخصّص فيها؛ مثلما لم يُعهد عنه الخلق المطلوب، كحدّ أدنى، لمن ينبري لهذه المهمّة السامية؛ فالمؤرّخ، هو في أحد أوجه مهمّته: قاض، يتعاطى مع الأدلة القاطعة، والحقائق الدامغة.
الكاتب خالد محادين:لسنا مطالبين بتقديم كشف حساب بمنجزات الاردن البلد المعدم حتى من الماء وليس من الثروات والنفط وحسب، وخلال الفترة الكريمة والطويلة التي كان الحسين يقود هذا البلد تحقق وحقق له ما جعل الاردنيين فخورين ببلدهم وقيادتهم وجعل الاشقاء العرب -ولهم فضل دعمنا والوقوف معنا- ينظرون الى تجربتنا باعتزاز وتقدير واعجاب، اما الاصدقاء فان الاردن بالنسبة لهم نموذج يجب الاحتذاء به في انجاز الكثير بالقليل من الموارد والثروات، ومع الأمة كنا دائما في خنادقها مهما كان الثمن، وعندما حاول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر منع الحسين من المشاركة في حرب حزيران 1967، رفض جلالته واقتحم صفوف العدو بقدراته المتواضعة وخسر الحرب مع اخوانه المصريين والسوريين والعراقيين ولكنه ربح نفسه واثقا ان ما نزرعه من شجاعة واصرار على الصمود سيذهب في نتائجه الى قلوب ورؤوس الابناء والاحفاد شجاعة وتخطيطا لمواجهة بل مواجهات كثيرة مع عدونا.
صحيفة الراي











































