هوس تزيين السيارات

الرابط المختصر

رغم كونها ظاهرة جديدة نسبياً على المستوى المحلي، تتزايد باطراد، لا سيما بين فئة الشباب، هواية تزيين السيارات بالاكسسوارات.

ملامح هذه الهواية تبدو في سعي الشباب إلى تحويل سياراتهم القديمة إلى حديثة، وبشكل أكبر في الحرص على تزيينها من الداخل والخارج بالكماليات والملصقات. أما الهدف، فهو إظهار التميّز، ولفت انتباه المارة في بعض الأماكن التي يتواجد فيها الشباب.

ويقول علاء الدين الخليل "تعجبني السيارات الشبابية المزينة (بالاكسسوارات) والإضافات الداخلية والخارجية التي تجعل أصحابها يقضون أوقاتا ممتعة داخل سياراتهم من دون أن يشعروا بالملل، من خلال توفير كل اللوازم التي يحتاجونها".

الخليل (28 عاما) الذي يحب تزيين سيارته بالإكسسوارات "لكي يراها الناس جميلة ومرتبة"، ويسعى "إلى تعديلها بشكل دائم، من دون مخالفة قواعد المرور"، يقر أن الأمر مكلف، لكن "من يحب الاعتناء بسيارته عليه أن يضحي لكي تكون سيارته ممتازة داخليا وخارجيا"، كما يقول.

ويكشف عماد (33 عاما) الذي يعمل في محل لزينة السيارات بالعاصمة عمان، أن أكثر الطلبات على الإكسسوارات تكون على الإضاءة، فيما تتشكل أغلبية الزبائن من "الشباب الذين يريدون تجديد كل شيء في السيارة". وهو ما يؤيده لؤي (26 عاما) الذي يعمل في محل آخر لزينة السيارات بعمان، موضحاً "ان الطلبات تختلف من شخص إلى آخر وبحسب الموسم".

إلا أن لعبدالهادي إسماعيل (30 عاما) رأي مختلف في إقبال الزبائن على شراء الاكسسوارات والاهتمام بالسيارة، إذ يشير إلى أن أكثر الزبائن ليسوا من الشباب فقط، إنما من مختلف الأعمار "فالكبير يأتي والشاب يأتي" كما يقول.

لكن ظاهرة "تجميل السيارات" تحمل أبعاداً متعددة مع تحولها لدى بعض الشباب إلى احتراف وفن يصلان حد الهوس، ويبذل لأجلهما المال والجهد لاحتلال الصدارة .

ويوضح الخبير الاقتصادي حسام عايش أن "من يعمل من هؤلاء المهووسين في وظيفة براتب قليل، يمكن أن ينفق راتبه كاملا في تزيين سيارته مما يضطره إلى أن يستدين حتى يشتري احتياجاته، لأن سيارته أصبحت أعز عليه من نفسه".

ويشير في الوقت نفسه، إلى أن هناك أناسا يبيعون بعض ممتلكاتهم وحاجياتهم لتوفير المبالغ المالية التي تلبي رغباتهم الشخصية في تزيين سيارتهم لتخرج في أحسن حلة.

ويفسر عايش هذا السلوك في عدم محاسبة الأب لابنه، وإعطائه المال من دون حرص، وكذلك الفراغ الزائد الذي يجعل الشاب يبحث عن متنفس له.

الأخصائي الاجتماعي د. سري ناصر يؤكد تركيز جهود بعض الشباب، وخصوصا العاطلين عن العمل، في "البحث عن التميز في عالم زينة السيارات لوضعها في سياراتهم، ولو دقق المرء في أحوالهم الاقتصادية لوجدها متردية".

ويذهب ناصر إلى أن "السيارات المتزينة بالألعاب والصور والأشكال التي تطغى عليها الألوان الفاقعة في الشوارع دُفع من أجل تزيينها مبالغ كان يمكن الاستفادة منها في أمور أكثر جدوى".

ولم تعد هذه الهواية مقتصرة على الشبان فحسب، إذ تشير رانيا (23 عاما) أنها تعشق السيارات وتهتم برياضة الفورميلا واحد، كما أنها "مهووسة بجمع صور أحدث العربات من المجلات المتخصصة ومواقع الإنترنت".

أما منى الطالبة في إحدى الجامعات الخاصة فتقول "أحببت أن أغير مظهر سيارتي من الداخل فغيرت الديكور الداخلي بالكامل بإضافة شاشات على المقاعد. وأصبحت السيارة تروقني أكثر بعد أن أضفت لمسات أنثوية عليها".