هناء تعيش الصدمة منذ دهس أخوها مرتين
تعيش الطفلة هناء (عشرة أعوام) حالة من الصدمة النفسية لرؤيتها شقيقها مالك "15عاما" في غرفة العناية الحثيثة في احد مستشفيات عمان إثر تعرضه "للدهس مرتين" يوم الاربعاء الماضي في منطقة خريبة السوق، كما يقول والدها علي عامر لوكالة الانباء الاردنية.
ويضيف إن "صدمتها تلك" حالت دونها والمحيط الخارجي " رغم انها اجتماعية " كما منعتها بشكل شبه تام عن الطعام والذهاب الى المدرسة اذ تقضي جل وقتها بالبكاء والسؤال عن مالك الذي "وعدت نفسها" بأن لا تفتعل معه المشاكل" وان تطيعه عندما يعود للبيت معافى".
ويشير الوالد الى ان "مصيبته " بتعرض ابنه للدهس مرتين وفرار المتسببين بالحادث تاركين فلذة كبده على الطريق غارقا بدمائه" كبيرة جدا، ولكنها لا تقل عن حجم ما يعانيه وأسرته المكونة من ستة افراد من حالة طفلته هناء التي انقلب حالها رأسا على عقب بمجرد رؤية شقيقها "مكبلا بالبرابيش" في المستشفى حيث يرقد بعد ان كانت تدرس معه وتشاكسه وتختلف معه على ابسط الاشياء.
ومنذ يوم الحادثة كما يوضح الوالد عزلت هناء نفسها وانقطعت عن الدراسة رغم " فترة الامتحانات" وفقدت الكثير من وزنها ولا تنفك عن السؤال.. هل سيقضي مالك بقية حياته "معوقا " ام سيعود لنختلف ونتفق مثل بقية الاشقاء.
ويعيش الوالدان حالة من الارباك والتوتر بسبب "مصيبتهما " لما حل بمالك وهناء في توقيت " قاتل" (فترة الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي) ..انهما محتاران بين كيفية اخراج طفلتهما من حالتها الصعبة وبين سهرهما على مالك وانقطاع ابنهما البكر "عامر 18 عاما " عن التحضير والدراسة لامتحانات الثانوية العامة وانشغالهما عن ابنتهما الصغرى "رغد 7 اعوام".
استاذ الارشاد النفسي/ كلية التربية في جامعة اليرموك الدكتور قاسم سمور يؤكد ان " حالة هناء مرضية " ولا بد من خضوعها لعلاج ورقابة اذ ان ما تمر به هو نوع من "الخوف المرضي" نتيجة ارتباطها الوثيق بشقيقها وخوفها من فقده.
ويعود والد مالك ليروي بصوت "مخنوق" ما حل بابنه حيث يقول .. ضربت ابني سيارة وهو في طريقة لاداء صلاة المغرب بعد ان انتهى من دراسة مادة الاجتماعيات حيث قذفته تلك السيارة "التي لاذ صاحبها بالفرار "من جانب الطريق حيث يقف الى عرض الشارع لمسافة 15 مترا لتصدمه سيارة اخرى " وتجره " لمسافة لا تقل عن 17 مترا.
يقول استشاري الجراحة في مستشفى جبل عمان الدكتور نزار العوضات ان الحالة الحرجة التي وصل بها المريض الى المستشفى اثارت استغراب الفريق الطبي " من كثرة الجروح والكسور وشدتها " غير انه سرعان ما تبدد بمجرد علمه انه تعرض للدهس من سيارتين موضحا ان مالك كان يعاني من تهتك بالكلية اليمنى ومن ثلاثة كسور في الحوض وكسور في عظمة الفخد اليمنى والفك السفلي والصدر والاسنان وتدني العلامات الحيوية مثل النبض والتنفس والضغط وانسلاخ وجروح نازفة في فروة الرأس اضافة الى نزف في الرئة اليمنى.
وفي حين يوضح الدكتور العوضات ان مالك تعدى الان مرحلة الخطر بعد ان تم استئصال كليته اليمنى واجراء عدة عمليات وحاجته لاحقا لعدد من التداخلات الجراحية يعرب والد مالك عن امتنانه للفريق الطبي العامل في المستشفى لتعاطفه مع حالة ولده ومعاملته "الانسانية" له.