"همة شباب": جامعيون من البطالة إلى الريادة

الرابط المختصر

"بدأت فكرتي خلال جائحة كورونا، حين كانت الظروف صعبة علينا كطلاب جامعيين نعمل في المطاعم والمقاهي، جاءت الجائحة وأغلقت كل شيء، ووجدنا أنفسنا بلا عمل، بعد أن كنت أعمل في أحد المطاعم في مجال التنظيفات، وخرجت بفكرة إنشاء فريق "همة شباب " لخدمات التنظيف" بهذا الكلمات بدأ عبدالقادر رائد أبو خديجة، 27 عامًا، ومؤسس فريق "همة" شباب للتنظيفات والصيانة العامة حديثه لـ " صوت شبابي" حول فكرة الفريق وعمله.

في ظل أزمة كورونا التي أغلقت الأبواب أمام الكثير من فرص العمل، استغل مجموعة من الشباب الجامعيين التحدي وحولوه إلى فرصة واعدة. بهمّة وتنظيم، أنشأوا فريقًا لخدمات التنظيف والصيانة العامة، لخلق فرص عمل تنقذهم من شبح البطالة وتُعينهم وآخرون على متطلبات الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
 

ويضيف عبدالقادر الحاصل على بكالوريوس علم حاسوب: "قبل بدء المشروع، كنت أعمل في مطعم، وكنت أحب أعمال التنظيف، لكن لم أتصور يومًا أن شبابًا جامعيين مثلي يعملون في هذا المجال فخطرت لي فكرة العمل في مجال التنظيف، وقمت بكتابة منشور على فيسبوك حول فكرة تنظيم فريق من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل، لبدء العمل بهذا المجال، وتفاجأت بحجم التفاعل حيث وردني في اليوم التالي حوالي 400 اتصال هاتفي " .

ويتابع أن عدد الفريق الرسميين حوالي 8 أفراد، من حملة شهادة البكالوريس، أو على مقاعد الدراسة،  ويعمل الفريق بمجال تنظيف المنازل والحدائق والمحلات والشركات ونقل الأثاث وغيرها من أمور الصيانة العامة، مشيرا إلى أن هناك بعض التحديات التي تواجه الفريق وعمله،  خصوصا في بداية رحلة عمل الفريق من مثل نقص المعدات والمواد اللازمة للعمل، مؤكدًا أنه وبعد ثلاث سنوات من العمل، أصبحت قاعدة زبائننا تكبر كل عام، ونحن نوسع خدماتنا في مجال التنظيف، وعملنا أصبح محط نظر وثقة الزبائن باختلاف أنواعهم، نتيجة زيادة الخبرة والدقة في العمل والجودة العالية" .

ويختتم عبدالقادر حديثه لـ "صوت شبابي" بقوله :"رؤيتنا كفريق ريادي هي تطوير الفريق إلى أن يصبح لدينا مكتب مرخص ونكون شركة خدمات كبيرة تغطي جميع مناطق المملكة، مع توفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من شباب الوطن، موجها لأقرانه من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل "العمل ليس عيبًا طالما كان حلالًا، بغض النظر عن طبيعته، العيب هو الجلوس في البيت دون عمل".

فيما تحدث جمال محمود، 21 عامًا، وهو أحد أعضاء فريق "همة شباب" : "أنا طالب في جامعة العلوم الإسلامية، مع فريق همة شباب منذ ثلاث سنوات، وسبق لي العمل في شركة وسوبر ماركت، ولم اتوفق بعملي وطبيعة العمل في الفريق مقسمة على جميع الأعضاء حسب الورشة، وهذا يتناسب مع حياتي كطالب جامعي، مما يساعدني على التوفيق بين دوام الجامعة والعمل في الفريق و لم أواجه صعوبات كبيرة، فكل شيء يسير بشكل جيد سواء من حيث جو العمل أو التعاون بين أعضاء الفريق"، ورسالتي للشباب "لا تنتظر الوظيفة الحكومية،اسعَ وجاهد، واصنع لنفسك عملاً خاصًا بك، كوّن نفسك، وواجه التحديات لتصبح حياتك سعيدة" .
وفي حديثه لـ "صوت شبابي" يقول معاذ أبو خديجة، من محافظة الزرقاء، 25 عامًا ومن أوائل المنضمّين والداعمين للفريق، وحاصل على البكالوريوس في علم الحاسوب :"انضممت للفريق منذ بداية فكرة عبدالقادر، بعد أن أثبتنا أنفسنا في السوق بفضل عملنا المتقن وأمانتنا وصدقنا أمام الله، أصبح الإقبال على خدماتنا جيدًا والحمد لله وبعض الزبائن يعتمدون على الفريق بشكل مستمر، ولكن المؤسسات الرسمية والشركات لا تتعامل معنا بشكل دائم، لأننا لسنا شركة مرخصة ومن الصعب علينا العمل بنظام العقود". مشيراً إلى تحديات تواجه الفريق حاليا أهمّها "عدم استمرارية العمل بشكل يومي يؤدي إلى دخل قليل لأعضاء الفريق، الشباب يعملون بنظام المياومة. "

آراء الزبائن:
وتروي السيدة أم زيد من ضاحية الأندلسية لـ "صوت شبابي" تجربتها مع فريق همّة شباب قائلة: "استدعيت الفريق لتنظيف حديقتنا بمساحة 700 متر بعد انتهاء الورشات، وكانت النتيجة مذهلة، والأسعار ممتازة والجودة رائعة، والتنظيم أكثر من رائع. الشباب يعملون بضمير وإخلاص، حتى أنني اضطررت للخروج من المنزل لظرف طارئ وتركتهم يعملون بمفردهم وتوقعت أن أعود وأجد العمل غير مكتمل، لكن الحق يُقال، الشغل كان بجودة مذهلة.

وتؤكد أم زيد "لا أرى أي عيب في العمل بأي مجال، حتى لو كان خارج تخصص الشخص، بل أعتقد أن هؤلاء الشباب سيكونون أفضل شركة تنظيف في الأردن، ويجب دعمهم ولن أتعامل إلا معهم من الآن
فصاعدًا." خصوصا بعد تجربتها مع أربع شركات أخرى وصفتها بالغش والخداع.

السيدة عروبة عوجان، المقيمة في عمان، أبدت إعجابها ورضاها عن خدمات الفريق، قائلة: "الشباب قدّموا لنا خدمات شاملة من تنظيف وفك وتركيب الأثاث ونقل الأغراض، بالإضافة إلى تركيب الثريات. كانت الأسعار مناسبة والجودة المقدمة تستحق الثناء، وتابعت فكرتهم منذ بدايتها وكنت وما زلت معجبة بها، وأدعو لهم بالتوفيق وأشجعهم بشدة. أتمنى أن يكونوا نموذجًا يحتذى به من قبل الشباب الآخرين لخفض معدلات البطالة في البلاد.

وأردفت: "إلى جانب احترافيتهم في العمل، يتميزون بالنخوة والشهامة، ويعاملوننا وكأننا جزء من عائلتهم. إنسانيتهم واضحة في تعاملهم. أوجه لهم شكري وأتمنى لهم النجاح الدائم، لأنهم حقًا يستحقونه."
وأعرب المهندس أسامة عن تقديره لفريق "همة شباب"، قائلاً: "قام الفريق بتنظيف الكنب والفرشات لدينا بمستوى ممتاز، وكانت الأسعار تنافسية. أكن لهم الاحترام الكبير لالتزامهم بالعمل وجهودهم المثابرة لتحقيق النجاح في مهامهم."
ويؤكد ماهر خزوز من عمان- أحد زبائن الفريق- بضرورة دعم المشروع وتوجيه الفريق لتطوير عمله من نواحي مهنية وإدارية، وفكرة الفريق ممتازة ومن المهم جدا تبني أفكار الشباب الريادية لخلق فرص عمل سواء من الجهات المعنية أو الدعم على مستوى الأفراد في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

إحصائيات
بحسب دائرة الإحصاءات العامة فقد بلغ معدل البطالة في المملكة (21.4%) خلال الربع الأول من عام 2024. حيث بلغ معدل البطالة للذكور (17.4%)، فيما بلغ معدل البطالة بين حملة الشهادات الجامعية 25.8% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى وأشارت النتائج إلى أن 61.5% من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، و%37.9 كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي. وبالنسبة للمشتغلين في المملكة فقد كانت لمن يحملون ثانوي فأعلى ما نسبته 43.6% مقارنة مع 47.1% أقل من ثانوي و8.8 % ثانوي.