هل يؤثر غياب الاخون المسلمين على نسبة الاقتراع في الانتخابات؟

هل يؤثر غياب الاخون المسلمين على نسبة الاقتراع في الانتخابات؟

وصف مراقبون مقاطعة الإخوان للعملية الانتخابية بأنه إفساد لها؛ يتمثل في عدة محاور منها؛ صورة الأجواء السياسية على الساحة الأردنية، وغياب أكبر المعارضين، ولعل أبرز التداعيات هو تأثير المقاطعة على نسبة المشاركة في الانتخابات.

مراقبون اعتبروا أن الجزء الأكثر تأثيرا بغياب الإخوان يكمن في محافظات؛ عمان والزرقاء واربد.

في الزرقاء والتي تعتبر أحد أهم معاقل الإخوان المسلمين والتي يسيطر عليها تياري الوسط والصقور بحسب محللين؛ تعتبر المحافظة الأبرز والأكثر تأثراً في مقاطعة الإخوان للانتخابات وذلك بالنظر لما سينعكس على الشارع المحلي وحجم مشاركة المواطنين في الانتخابات.

النائب السابق في المجلس الرابع عشر عن الدائرة الأولى في الزرقاء؛ حياة المسيمي ترى أن مقاطعة الأخوان للانتخابات لاقى قبول شعبي واسع ولم يقتصر فقط على استفتاء قواعد الإخوان بالمقاطعة.

وتضيف المسيمي بأن مقاطعة الإخوان سوف يؤثر على حجم مشاركة مواطني الزرقاء خاصة في القصبة؛ حيث يندفع المواطنون في قصبة الزرقاء لصناديق الاقتراع بالنظر لحجم تأثير الإخوان عليهم.

وهو ما أيده رئيس فرع حزب جبهة العمل الإسلامي في الزرقاء الدكتور محمد عواد؛ حيث يرى في أن لمواطني الزرقاء دور مهم في الحياة السياسية؛ وهو ما سيؤثر على حجم مشاركة المواطنين في الانتخابات بالنظر لمقاطعة الإخوان.

ويضيف عواد أن المواطنين في الزرقاء يتحركوا في اتجاهين؛ اتجاه نحو انتخاب العشيرة، والاتجاه الثاني نحو انتخاب الإخوان المسلمين.

وحول نسبة شعبية الأخوان في الزرقاء بالنظر لحجم انتخابهم لمرشحي الإخوان في الانتخابات السابقة؛ يرى عواد أنه يصعب تحديد ذلك بالنظر للتزوير الذي لحق بهم في انتخابات عام 2007.

بينما ترى المسيمي في الانتخابات النيابية القادمة؛ انتخابات نزيهة وذلك بالنظر لمقاطعة الإخوان لها، وهو ما سيخفف العبء عن الحكومة في تزوير الانتخابات لاستبعاد مرشحي الإخوان.

أما بالنسبة لنسبة استفتاء قواعد الإخوان في الزرقاء نحو المقاطعة؛ فيضيف عواد أنها قد وصلت إلى ثمانين بالمئة من حجم قواعد الإخوان في المملكة؛ وذلك بالنظر للقناعة التي أصبحت مترسخة لديهم بعدم إفراز انتخابات نزيهة أو حتى مزورة بنسبة معينة.

الدكتور محمد أبو رمان والمختص في شؤون الحركة الإسلامية؛ يرى في الزرقاء أحد معاقل الإخوان المهمة في الأردن؛ بالنظر لحجم النواب الإسلاميين الذي يخرج من محافظة الزرقاء.

ويرى أبو رمان أن مقاطعة الإخوان سينعكس على حجم الإقبال على الانتخابات، حيث سيترتب عليه انخفاض مشاركة مواطني الزرقاء في الانتخابات، خاصة أن الإخوان هم الخيار السياسي لهم.

ويضيف أبو رمان أن محافظة الزرقاء من أكثر المحافظات التي ستتأثر في غياب الإخوان عن الانتخابات، وقد يحد مرشحو العشائر من هذه الظاهرة، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن حجم المشاركة لن يكون كالسنوات السابقة إلا في حال تغير المناخ السياسي العام.

أما ردود فعل الحكومة على مقاطعة الإخوان؛ فقد خرجت مباشرة بعد إعلان الحزب بالمقاطعة‬ على لسان الناطق باسم الانتخابات النيابية‬ سميح المعايطة‬ الذي أكد‬ أن المقاطعة غير مبررة وتعد استحقاقاً للخلافات الداخلية في الحركة.

وأضاف المعايطة أن قوى عديدة أخرى ومنها المعارضة؛ أعلنت مشاركتها في الانتخابات.

تأثير مشاركة الإخوان على الانتخابات، طرحه العديد من المراقبين على أنه خسارة فادحة للحكومة وإفساد للعملية الديمقراطية؛ ولكن الحكومة أشارت بشكل واضح أن لا تفاهمات مع الحركة لأنها تشكل إخلالاً بنزاهة الانتخابات وأضاف المعايطة أن قرار المقاطعة خيار ديمقراطي"وليس نهاية العالم".

مقاطعة الإخوان سيف ذو حدين؛ فبالرغم من أن القرار خيار ديمقراطي ويعبر عن وجهة نظر سياسية، إلا أنه يفقد شريحة كبيرة من المواطنين وتحديداً في الزرقاء ممثليهم في البرلمان القادم.

ومن الجدير بالذكر؛ أن الإخوان قد قاطعوا الانتخابات النيابية في عام 1997 احتجاجاً على قانون الانتخابات لعام 1993، بينما شاركوا في الانتخابات النيابية في الأعوام 1989، 1993، 2003 وعام 2007.

أضف تعليقك