هل للمزاجية مخالفة !

الرابط المختصر

إذا حاولت أن تنتقي الركاب انتقاءً يا سائق، فتأكد أنك ستتخالف، ولن يتضرر من المخالفة سوى جيبك، "لأن صاحب المكتب لن يدفع عنك المخالفة"، في حين يقول حال بعضهم "من حقي أن أحمل من أريد، إضافة إلى أن حالات عديدة يمر بها السائق يكون مضطرا لعدم الوقوف لأحد".

هل أنت مزاجي يا سائق، وهل أنت انتقائي بوقوفك للركاب، فالكثير من الركاب يشكون من مزاجية السائق، وخصوصاً بفصل الصيف، "يقطع فينا السائق رغم أنه لا يحمل أحداً هذه المزاجية ينتقي الركاب انتقاءً".

وحال كهذا يدفع الكثير من السائقين بتحميل الركاب المسؤولية، "لماذا السائق هو المسؤول وهو المزاجي والراكب هو البريء".

السائق فراس يقول للوهلة الأولى من سؤالنا له "لا لست مزاجياً أبداً، أركب المواطنين جميعاً بمجرد الإشارة لي". وعند الحديث عن ممارسات بعض السائقين، أخذ يعلق "مجموعة من السائقين الشباب يقفون للصبايا فقط لأجل التسلية والمعاكسة، وهو ما انعكس علينا جميعاً".

وبذات الوقت يردف "من حقي أن لا أحمل أحداً لأني أعود إلى بيتي متعب وأريد الراحة".

وليد أنيس يقول: "أنا مزاجي بشكل، لكن الجميع مزاجي وليس السائق فحسب، وأذكر الراكب الذي صعد قبلك ولم يكن لديه فكه من المال، اضطررت البحث عن فكه وهو جالس في السيارة، فأين المزاجية عندي أم عنده!

ويتابع وليد "أدرك أن هناك فئة من السائقين مختصين للجنس الناعم، ولا أنكر ذلك ومن حق الشرطة أن تخالفهم".

أما عمر قدري يقول "كثيرون خالفتهم الشرطة أمامي، بسبب مزاجيتهم، لكن بعضهم مظلوم لأنه كان لديه خصوصيات جعلته لا يركب أحداً وهنا الشرطي لا يدرك ذلك أبداً".

بنسبة أقل من واحد بالمائة حدثت مع محمد عرفة مخالفة كان سببها المزاجية، ويضيف على ما جاء به زملائه "نعم هناك مزاجية لبعض السائقين وهي تتعلق بعدة أسباب أذكرها: أولاً التربية فالسائق المحترم يدرك ويقدر وبالتالي إما يقرر بصعود الراكب أم لا، ثانيا مسافة الطلب لها دور، فليس من حرج على السائق أن يعتذر للراكب الذي يريد الوصول إلى مكان لا يبعد عن مكان وقوفه بضعة أمتار، والثالثة التعليم وهي تعتمد على ذكاء السائق في التعامل مع الطرقات بحنكة ما تجعله لا يتهم بالمزاجية في الوقوف للركاب أو تحديد الطريق الذي سيأخذ الراكب منها".

ويعتبر السائق حمدي أن السائق المزاجي لا يريد أن يعمل، إنما يبحث عن التسلية، ويضيف: "وعلينا أن ندرك أن السائق بني آدم وله احتياجات ومن حقه الذهاب لبيته للقيلولة والغذاء كأي مواطن؛ لي ظرفي الخاص وهو ما لا يدركه المواطن".

من جانب دائرة السير، فيقول الملازم محمد الإبراهيم من المعهد المروري التابع للدائرة، "من ناحية قانونية لا توجد مخالفة على الدافع من وراء الفعل، لكن السائق رفض أن يقف للركاب وهنا يكون قد ارتكب خطأ لأنه من المفترض أنه يخدم المواطن بالنقل، وبالتالي يقوم الشرطي بتحرير مخالفة بناءً على هذا النص".

ويضيف: "لا يمكن للشرطي أن يخالف سائق بدون سبب، لأن السائق سيقول له أن مستعجل لدي ظرف طارئ، لك نرفضه الوقوف للركاب بحد ذاتها هي مخالفة قانونية ويخالف عليها السائق".


على ماذا تعتمد إدارة السير عند تحرير المخالفة من قبل شرطي السير في موضوع المزاجية؟

يجيب الملازم محمد: "عند مشاهدة الشرطي الحدث أمام أعينه أو من خلال شكوى يقدمها الراكب، وقناعة الشرطي في تصديق السائق هي ما تعتمد بالنهاية".

ويتابع "تقديرا للموقف تتم المخالفة وليس للمزاجية بحد ذاتها، وكما يتم الشكوى على السائق وتحرير مخالفة عليه، يتم ذلك تماما على الشرطي الذي يتم الشكوى منه وبالتالي تقوم إدارة السير بمسائلته مبدئياً ثم محاكمته وكل ذلك تبعا للموقف الذي كان فيه وما حصل به".

"قد يكون رجل الأمن العام مسائلاً أكثر من السائق، لأنه يخضع قبل عمله لدورات كثيرة في العلاقات العامة ودورات تعقد في المعهد المروري وإدارة السير، ويكون مؤهلا في التعامل الأمثل مع السائقين ورسالتنا في الأمن العام هو المحافظة على الأمن العام، وليست المخالفة هدف، إنما رادعة لسلوك خاطئ ينبغي عدم القيام به مرة أخرى".

السائق إبراهيم خليل يعلق "أنا لست مزاجيا بقدر أن بعض الظروف تضطرني بأن أكون مزاجياً. أبحث عن رزقي هل أرفضه".

ويتحدث عن حالات معينة تضطره لعدم الوقوف "يؤشر لي الراكب ومعه حمولة كبيرة، ولا تستطيع أن تركبه في سيارتك، بمقابل حدث وأن كان ثلاثة سائقين واقفين وجاء إليهم شرطي وأخذ رخصهم وقال لهم الحقوا بي إلى دوار المدينة، أليست هذه مزاجية من الشرطي أيضاً".

الشابة بثينة تعلق "المزاجية موجودة عند الجميع، ولكن بالنهاية نرجعها لضمير السائق في تقديره للركاب، لكن هناك سائقون يحددون المسلك الذي يوصلني لمكاني وهذا ما يزيد العبء المادي علي".

ويعتقد نقيب السائقين العموميين، إبراهيم القيسي أن السائق غير مزاجي، "يريد السائق أن يحصل ضمان سيارته ويصرف على بيته". ماذا تقدم النقابة في حالة وأن قدم السائق شكوى لها تتحدث عن مخالفته لمزاجية الشرطي، يجيب القيسي: "بداية هناك نص بقانون السير عدم الامتثال ورغبة لتحميل ركاب، ولا يوجد تكسي تابع لمكتب لا يريد تحميل ركاب".

السائق محمد الحسبان يقول "حسب القوانين كما أعرفها أن السائق الذي يتخذ مسرب الشمال ولم يقف لأحد لا تجوز مخالفته، أما إذا كان ينتقي الركاب هنا تجوز المخالفة لأنه مزاجي، لكن الحالة الأولى يبغي مراعاتها لأن إنسان".

ويتحدث الحسبان عن حادثة حصلت معه، "كنت مستعجلا في رمضان ومعي أغراض وخضار، وأوقفني الشرطي وأصر على مخالفتي رغم أنه رأى السيارة ممتلئة بالحاجيات، وتمت مخالفتي وأنا لم أكن هنا انتقائياً ولا مزاجياً إنما مستعجل للعودة للبيت".

ويوضح السائق خليل أنه لا توجد مزاجية في تحميل الركاب إنما هناك عدة أسباب تضطره لعدم الوقوف إليهم وهي "أولاً عائلة كاملة تريد أن تصعد بالسيارة وعددها يتجاوز الخمسة فأين سيجلس الباقي، وإن قلت له أطلب تكسي ثاني أيضا يقول لا أريدهم جميعا في السيارة، وهنا قد يأتي الشرطي ويخالف على حمولة زائدة، ثانياً الأطفال يدمرون السيارة من الحلويات والمأكولات التي يحملونها بأيديهم".

الكثير من السائقين حّمل هيئة تنظيم القطاع النقل العام، مسؤولية "المزاجية" عند السائقين "لأنها تمنح التراخيص بأعداد كبيرة، ما أدخل عددا من السائقين إلى قطاع النقل لا يبحثون عن لقمة العيش إنما عن التسلية والاستمتاع"، ويبدي المدير المالي والإداري في الهيئة هارون الشخاترة استغرابه من ما يتحدث عنه السائقين "السائق الأردني غير مستورد من الخارج هو أبن الوطن، وإذا كان أحدهم مزاجي لا يجوز أن نعمم حالته على جميع السائقين".

وحمل السائق جميل عنزات المواطن مسؤولية المزاجية، لأنهم "يقفون بجانب بعضهم ويتشاجرون عندما يدخل أحدهم للسيارة وهنا يتفقون على أن السائق هو المزاجي وبتالي هو الخاطئ".

المزاجية..سلوك لا يعاقب عليه، ولا يجد السائق نفسه إلا ضحية عندما يخالف من عدم تحميله الركاب، ولأن فئة باتت ليست قليلة من سائقين باحثين عن اللهو والتسلية في شوارع عمان ما عكست سلبا على صورة البقية الذين يعانون أصلاً من نظرة غير سليمة، ومن هذه الأحوال تجد هيئة تنظيم قطاع النقل العام بالتحذير من وجود فائض للتكاسي في الأردن فرصة لتنبيه المسؤولين بالحد من إعطاء الرخص بطرق عشوائية لمن يقدمها فقد وصل عدد التكاسي إلى 15600 تكسي حتى هذه اللحظة؛ فهل هذا كاف أم لا.

أضف تعليقك