هل ستبقى "فزاعة الإسلاميين" عائقا أمام قانون الانتخاب؟

هل ستبقى "فزاعة الإسلاميين" عائقا أمام قانون الانتخاب؟
الرابط المختصر

في الوقت الذي خرجت به خلافات الحركة الاسلامية بين (تيار حماس والمعتدلين) من جدران مقر جبهة العمل الاسلامي في منطقة العبدلي لتصبح عناوين رئيسة في الصحف الاردنية، خرجت تسريبات اعلامية ايضا تقول بإن "الدولة تفكّر جدّيا في خيار تأجيل الانتخابات النيابية المفترض إجراؤها منتصف 2007 لمدة سنة على الأقل, بسبب مؤشرات رسمية تشير إلى أن حماس تتمنى أن تتمخض الانتخابات النيابية والبلدية في الاردن عن فوز كبير للإسلاميين, لتلتقي بعدها أهدافهم مع أهداف حماس".


"فزاعة الاسلاميين" وضعت في السابق امام الاجندة الوطنية التي أصابها الحيره في نقاشها لقانون الانتخاب الذي لم يحسم امره ، وبعد فوز حماس بالسلطة طالبت العديد من الاصوات بالتراجع عن فكرة قانون انتخاب جديد ولمحافظة على قانون الصوت الواحد " المثير للجدل" والاستمرار بتحجيم الحركات الإسلامية وتخويف السلطة وجعل فوز حماس فزاعه للحكومة لعدم المضي قدما في برنامج الإصلاح السياسي".

حماس المنشغله بأزمتها الداخلية لم تخفي رغبتها بأن تخرج الحكومة في الاردن من رحم الحركة الاسلامية، اذ يقول رئيس الكتلة البرلمانية لحركة حماس صلاح البردويل " نتمى نحن كحركة ان تكون الحكومة الموجودة في الاردن هي حكومة تنطلق من الحركة الاسلامية وتكون رافعه للشعب الاردني في ظل المملكة الاردنية وان يكون الوضع مستقر .

وعلى الرغم من رغبة حماس غير المخفية بوصول الإسلام السياسي الى السلطة في الدول العربية، الا ان البردويل اكد ان الحركة غير معنية في الشان الداخلي للدولة المحيطة حركة حماس قبل وصلها الى الحكم اكدت من فلسفتها ان لا تتدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة وان تقوم علاقتنا مع اي دولة على الاحترام المتبادل وهي لا ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة كانت وحتى على مستوى الحركات الاسلامية في الخارج لا تتدخل في شؤونها علما ان هنالك ترابط وثيق بين هذه الحركات خصوصا الحركة الاسلامية في مصر والاردن الا انه عند نقطة الشؤون السياسية الداخلية تبتعد الحركة بعدا شديدا نظرا للحساسية كما ان حركة حماس من فلسفتها ان لا تنقل اي صراع خارج فلسطين لانها ترغب في تكثيف نشاطها داخل فلسطين لذا لا يمكن الاعتقداد اننا يمكن الاضرار بالاردن بحال من الاحوال" .


وترى الصحفية رنا الصباغ في مقالتها ان " هناك قلق حقيقي من أن يتفاعل تردي المستوى المعيشي وغلاء الأسعار مع حالة الإحباط السياسي بسبب تقاطع السياسة الرسمية للدولة مع مشاعر الشارع المناوئ لأمريكا وإسرائيل بعد الحرب على فلسطين والعراق ولبنان, مع احتمالات وقوع مواجهة بين إيران وأمريكا حول الملف النووي. كل ذلك سينتج ظروفا طارئة, وغير مواتية لإجراء انتخابات نيابية في موعدها, قد تفرز مجلس نواب متشدد يعكس الوضع الطارئ وليس الأحوال العادية".

وتتابع الصباغ " لكن السبب الحقيقي والأساسي وراء سيناريو التأجيل يعود إلى بروز مخاوف عميقة من أن أجندة حركة حماس- المتحالفة مع إيران ودمشق وحزب الله اللبناني في محور التشدد في مواجهة مصالح واشنطن وحلفائها العرب- باتت تروّج على أن الظروف الإسرائيلية والفلسطينية الراهنة, لا تساعد على إعلان قيام دولة فلسطينية مستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب الشروط التي ترتضيها حماس التي لا تعترف أصلا بحق إسرائيل في الوجود, أو باتفاقات السلام السابقة " .

اما الحكومة لم تعط جواب شافٍ عن نيتها تاجيل الانتخابت البرلمانية من عدمه، فحول هذا الموضوع قال الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة " حاليا لم يتم بحث موضوع تاجيل الانتخابات مجلس الامة باقي من عمره دورة ونتعامل مع الوضع كما هو عليه والخيارات الموجودة بالدستور مختلفة".

وفي العودة الى الحركة الاسلامية في الاردن يعاني " تيار حماس" والمتمثل بامين عام حزب جبهة الاسلامي زكي بني رشيد من ضغوطات من داخل الحركة وخارجها للتنحي عن قيادة الحزب بسبب العلاقة المتوترة التي مرت بها الحركة مع الحكومة بعد توليه لمنصبه، وبسبب الخط المفتوح – حسب مسؤولين حكومين- بين حزب جبهة العمل ومكتب حماس في سوريا.

حماس كما الحركة الاسلامية في الاردن تقول ان " لا علاقة تنظيميه بين الطرفين وان لا انعكاس لفوز حماس بالسلطة على الحركة الاسلامية في الاردن" ويقول صلاح بردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية " علاقتنا بالحركة الاسلامية علاقة طبيعية فكرية ثقافية فجميع الحركات في مصر والاردن وفلسطين هي حركة اخوان مسلمين وبالتالي لا توجد علاقة تنظيمية وهذا امر واضح لان لكل وطن تنظيمه ولا يمكن بحال من الاحوال ان يكون هناك وحدة تنظيم لاننا لا نريد ان نربط الامور بعضها ببعض وان تتشابك اكثر من اللازم وان نتدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة وكل تنظيم في دولته يتعامل حسب المصلحة الداخلية لبلدة لانه بالنهاية لا نريد ان تتاثر علاقاتنا سلبا بالحركات الاسلامية".

ويحذر الصحفي عريب الرنتاوي من استخدام الإسلاميين كفزاعة لعرقلة العملية الإصلاحية من قبل قوى الشد العكسي ويقول " قانون الانتخابات سيحدث نقله في الحياة السياسية، لذا يكفي التخويف بالإسلاميين كفزاعة حيانا نقول إنهم سيكتسحون الشارع وأحيانا أخرى نقول إنهم لا يمثلون احد" .
ومنذ قرار فك الارتباط القانوني والإداري بين الأردن والضفة الغربية منذ عام ,1988 حتى اليوم ظهرت حماس كفصيل فلسطيني يتحدث باسم الفلسطينيين ويعترف بمنظمة التحرير، ويرفض اوسلو والسلطة والمجلس التشريعي لأنها محصلة اتفاق تنازل عن الحقوق والثوابت، ثم عادت الحركة وشاركت بالانتخابات واصبحت اغلبية في مؤسسات "اتفاق اوسلو"، اي ممارسة لفك الارتباط والاستفادة من آثاره.

أضف تعليقك