هل تعود مكاتب حماس إلى الأردن؟
تتجه أنظار حركة المقاومة الاسلامية حماس إلى الأردن باعتبارها الحاضن الأول لمكاتبها، رغم استبعاد كثيرين هذه الخطوة.
وسنارة فتح الملف في الإعلام، لاقى حذرا من قبل قادة الحركة الذين أكدوا في أكثر من تصريح صحافي أنه لا توجد مستجدات في هذا الملف.
فأمام الحركة عدة بلدان عربية قد ترحب بطلب فتح مكاتبها فيها واستضافة قادتها السياسيين من حيث المبدأ، وهذا ينطبق تحديدا على مصر التي تغير نظامها ما يعني بالنسبة للحركة بالفرصة السانحة لها.
وأمام ما تشهده سورية من ثورة هناك، بات من المؤكد أن مكاتب الحركة في مأزق الاستمرار فيها، خاصة وأن أرضية الحوار مع النظام السوري شبه منقطعة.
صفحة جديدة
الصفحة الجديدة مع الأردن قد يكون أحد أشكالها إعادة المكاتب من جديد والذي يمثل لدى حماس بالطموح الكبير، لأسباب يجملها لنا المحلل السياسي محمد بني سلامة: أولا الأردن الأقرب إلى المناطق الفلسطينية، وثانيا ديمغرافيا فالأردن الأكثر ترحيبا عن باقي الدول، حيث شعبية الحركة بين أوساط الأردنيين كبيرة.
وفرصة فتح ملف عودة المكاتب من جديد إلى الأردن قد يكون أحد اركانه حكومة الدكتور عون الخصاونة الذي صرح مؤخرا بخطأ ابعاد مكاتب الحركة سياسيا ودستوريا، لكن بني سلامة غير متأكد من ولاية الحكومة في هذا الملف.
الحركة ووفق تصريح قادتها فإن رئيس المكتب السياسي فيها خالد مشغل على استعداد تام لزيارة الأردن رسميا وفتح ملف العلاقة مع الأردن من جديد لكن الزيارة تحتاج إلى ترتيبات أكثر وفق ما صرح به .
إسلاميو الأردن
محليا، عبر صراحة الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر لعمان نت أنهم سيسعوا إلى لقاء مشعل في حال زيارته الأردن، وإن كان ذلك فلن تكون له الحرية في لقاء الحركة الإسلامية.
لكن رئيس المكتب السياسي في جبهة العمل الإسلامي، زكي بن ارشيد كان أكثر وضوحا في تصريحه بأنهم على أتم الاستعداد في التوسط ما بين حماس والحكومة في مجال التسهيلات والترتيبات، ويقول: "إذا كان هناك من لزوم فقد نبادر إلى تعزيز تلك العلاقة".
“حماس هي مستقبل الشعب الفلسطيني، ولها عنوان وحضور وتأثير في الداخل والخارج الفلسطيني ومن هنا فثمة مصالح عليا أردنية للتحاور من جديد خاصة وأن الحكومة الجديدة كانت إيجابية في تصريحها بشأن مكاتب الحركة"، يقول بني ارشيد.
لكن بني سلامة من جانبه، يرى أن ثمة مصلحة أردنية مع حماس خاصة وان الأخيرة بما نفذته من صفقة تبادل الأسرى رفع من رصيدها والأقرب إلى الممثل الشرعي للفلسطينيين "بالتالي ليس من الحكمة أن يغلق الأردن قنواته مع حماس".
أما عن بحث حماس عن مكاتب لها خارج دمشق ما هو إلا جس نبض البلدان في تقبلها لذلك، كما يقول ابو بكر والذي قلل من أهمية ملف المكاتب على اعتبار أن دمشق لم تطلب رسميا من الحركة إغلاق مكاتبها.
يعارض بني سلامة القيادي الإسلامي أبو بكر، فاستمرار مكاتب الحركة في دمشق "يلفه الضبابية" وإحراج مستمر للحركة امام ما يمارسه النظام السوري من سفك دماء السوريين هناك.
إعادة خارطة العلاقات
وتابع المحلل السياسي أن "على الدبلوماسية الأردنية ان تنوع من قراءاتها وتغير من خارطة دورها خصوصا وأن الحكومة الإسرائيلية المتشددة والتي لم يألوا جهدا بعض قادتها من أخذ مواقف عدائية تجاه الأردن".
يعود ويستدرك بني سلامة أن أي حراك أردني سيبقى منسجما مع الدول الكبرى مثل السعودية ومصر والولايات المتحدة الأميركية ما يتطلب تنسيقا وانسجاما بين المواقف كافة.
المحلل السياسي حمادة فراعنة لا يرى في فتح مكاتب حماس بالجديد طالما أن هناك علاقات أردنية حمساوية أمنية لم تنقطع أبدا، "كان محمد نزال وغيره من قادة حماس يزورون الأردن لأسباب امنية سرية وهذا تنسيق مستمر".
تكريس حماس كفصيل
ويتابع فراعنة أن الأردن يتحفظ وما يزال نحو حكومة حماس ويرفض استقبال أعضاء حكومة غزة من حيث أنه يعترف فقط بمنظمة التحرير كسلطة وحيدة ممثلة للشعب الفلسطيني، أما عن تعاملها مع حماس فهي تؤكد دوما أنها كأي فصيل مثل باقي الفصائل الفلسطينية كالجبهة الشعبية أو الديمقراطية.
ويذكر فراعنة أن لقاء سلام فياض في مؤتمر دافوس مع الملك ورئيس الوزراء عون الخصاونة ما كان إلا رسالة واضحة من الأردن على تكريس أن السلطة ممثلة بحكومة فياض هي الممثل الوحيد للفلسطينيين.
ومع زمن التحولات العربية وصعود الحركات الإسلامية في بلدان عربية وتواصل وتفاهم ما بين أميركا وأوروبا مع الحركات في مصر وتونس، ما يفرض على الأردن معيطات جديدة، "ومن هنا أن عليها أن تتفاهم مع الحركة الإسلامية في الداخل الأردني والخارج سواء المصري أو الفلسطيني”.
وكانت تصريحات رئيس الوزراء عون الخصاونة حيال الخطأ السياسي والدستوري في إبعاد قادة الحركة ومكاتبها من الأردن، أحيت من جديد العلاقات السياسية بين الأردني وحماس وتحديدا في عودة بعض قادتها إلى الأردن مع شروط تحدد في حينها.