هل الكهرباء بديل المواطنين عن المحروقات؟

الرابط المختصر

لجأ
المواطن الأردني بعد ارتفاع أسعار المحروقات، إلى اقتناء صوبات الكهرباء كبديل عن
صوبات الغاز والكاز،ذلك لتخفيف العبء المادي الذي أصبح يثقل كاهله بعد مسلسل
الارتفاع في الأسعار المحروقات الذي بدأته الحكومة الأردنية منذ سنة.


وفي
هذا الوقت، كشفت مصادر حكومية لوسائل الإعلام أن برنامج تحرير أسعار المشتقات
النفطية يسير حسب ما هو مقرر سابقا وان تحرير الأسعار سيكون في نهاية آذار وسيتبعه
رفع بسيط في أسعار بعض المشتقات النفطية، الأمر الذي زاد من إقبال المواطنين على الصوبات
الكهربائية، من باب "توفير التكلفة" واختصارا "لشراء المحروقات".


على
أرض الواقع، الأمر يبدو مختلفا تماما، فالتكلفة عند المواطن أبو سامر مرتفعة جداً،
رغم انه متضرر، فالمهم لديه "الدفء لعائلتي".


"تكلفة استخدام صوبات الكهرباء، أعلى بكثير من
وسائل التدفئة التي تعمل على المشتقات النفطية". وهذا ما أكده الناطق
الإعلامي باسم شركة توزيع الكهرباء أيمن أبو شنب.


وقال لعمان نت "إقبال المواطنين على شراء صوبات
الكهرباء كبديل عن الصوبات التي تعمل على المشتقات النفطية كالغاز و الكاز
والسولار ، يأتي ذلك بعد الارتفاع الذي طرأ على أسعار المحروقات، ما ساهم في
ازدياد الأحمال على الطاقة الكهربائية".


وأضاف أبو شنب : "هناك أسباب جديدة للزيادة
الملحوظة على استهلاك الكهرباء، منها الزيادة الطبيعية التي تنشأ من سنة لأخرى بسبب
زيادة عدد السكان، ودخول استثمارات جديدة للمملكة".


وأكد أن شركة الكهرباء لديها القدرة لمواجهة الازدياد
المطرد في الاستخدام، حيث إن العدادات التي تمنحها الشركة للمشتركين الجدد على
اختلاف فئاتهم تأتي في إطار خطة تضعها الشركة آخذة فيها الاحتمالات العليا
المتوقعة للاستهلاك من قبل هؤلاء المشتركين.


وتابع أبو شنب أن المواطن الذي يستهلك الكهرباء للتدفئة
بشكل طبيعي ومشروع يعرف أن تكلفة الكهرباء للتدفئة عالية جداً، أي يصبح من أصحاب
الفئة العليا للاستهلاك والتي يعتبر فيها سعر الكيلو واط عالياً جداً مقارنة بالفئات
الأقل.


هذا، وقد انتشرت أحاديث بين المواطنين تشير إلى أن
استخدام الطاقة الكهربائية للتدفئة اقل تكلفة من استخدام المشتقات النفطية، في حين
يجد البعض أن استخدامهم لصوبات الكهرباء أدى إلى مضاعفة فاتورتهم الكهربائية، فقد لوحظ
في محال بيع الأجهزة الكهربائية انتشار الصوبات التي تعمل على الكهرباء وبأسعار
مغرية للمواطن.


ويقول المواطن أبو محمد الذي استغنى عن استعمال صوبات
الغاز والكاز ولجأ إلى استخدام صوبات الكهرباء "عندما كنت استخدم صوبات الغاز
والكاز كنت ادفع شهريا ما يقارب 600 دينار أما الان فادفع حوالي 150 دينار شهري
على الرغم أنني استعمالها يوميا من الصباح حتى المساء، وبالنسبة لي أوفر".


أما المواطن أبو سامر فيستعمل النوعين من اجل دفء منزله
ويقول: "بعد استعمالي لصوبة الكهرباء ذات 2300 واط والتي استعمالها حوالي
أربع ساعات يوميا أصبحت فاتورة الكهرباء تصل إلى 50 دينار شهريا مقارنه مع السابق
كانت فاتورة كهرباء تصل إلى 33 دينار لكن ماذا نريد أن نفعل!".


في حين لا يستعمل المواطن جورج صوبة الكهرباء لماذا ؟ يجيب:
" إذا أردت أن استعمل صوبة الكهرباء فان الفاتورة ستزيد من 50 دينار إلى 100
دينار شهريا أي الضعف وهذا مستحيل علّي".


أما المواطن علي وجد بديلا رخيصا ومن السهل توفيره في
هذا الزمن وبثمن بخس، يقول : " ليس لدي النقود الكافية من اجل توفير صوبة
الكاز والغاز أو الكهرباء لذلك استعمل الحطب، فهو أوفر وارخص بالنسبة لي".


من جهته، أوضح صاحب محل كهربائيات في وسط البلد، م. محمود
جمعة أن إقبال المواطنين على شراء صوبات الكهرباء أكثر من السنوات السابقة، ويبين آلية
عملها " صوبة الكهرباء تعتمد على الشريحة، أي أن الكيلو واط يبدأ لدينا في
المنازل من 4 قروش ونصف وعندما يستهلك الشخص أكثر ترتفع كلفة الواط بحوالي 6 قروش
، أي الذي لدية صوبة كهرباء واحدة تكون فاتورته منطقية أما إذا يتم استعمال أكثر
من صوبة في البيت تأتي الفاتورة كلفتها عالية وأحيانا تصل إلى الشريحة الثامنة
يصبح السعر ضعفين ، والمهم هي الشريحة ومدى استهلاك الناس لها ".


وتابع جمعة " كل صوبة يكون استهلاكها حسب حجمها 800
واط مختلف عن 1000 و2000 واط وهكذا ، بالإضافة إلى أن استخدام صوبة الكهرباء ارخص
وتوفر جهدا وقتا على الشخص".


وعلى الرغم من ذلك، يبقى المواطن الأردني مجبرا على
التعاطي مع الارتفاع الكبير في أسعار الوقود ووسائل الطاقة المختلفة. وهنا قد يبقى
الخيار الأقل كلفة عليه هو العودة إلى وسائل التدفئة القديمة.

أضف تعليقك