هل الكنائس جاهزة لاستقبال ذوي الإعاقة؟

الرابط المختصر

وأنا بمشي بقيس تلقائيا وين الباب بيجي، لحد ما أوصله وأدخل الكنيسة” يصف صليبا حدادين أحد الأشخاص المكفوفين طريقه للوصول للكنيسة القريبة منه، في ظل عدم وجود التهيئة الكافية لها.

يقول حدادين لـ “ملح الأرض” “بس لو يكون في علامة خشنة أو لون بارز ومختلف لضعاف البصر، للدلالة على مدخل الكنيسة”، موضحا أنه كشخص كفيف يستطيع تحديد موقعه من خلال مقاعد الكنيسة المقسومة شمال ويمين والوسط الفارغ، لكن وجود علامات عند بداية المقاعد ونهايتها  تساعده  أكثر على معرفة الاتجاهات.

صليبا حدادين

كيف تكون الكنيسة جاهزة لاستقبال ذوي الإعاقة؟

وعن التهيئة المناسبة لذوي الإعاقة في الكنائس يتحدث سامي أيوب لـ “ملح الأرض” وهو صاحب مركز قلبي المعني بالعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة “لا نستطيع تهيئة الكنائس بدون أشخاص مؤهلين ومدربين للتعامل معهم”، لذلك علينا تحبيبهم في الصلاة، دمجهم في المجتمع داخل الكنائس، وتهيئة المكان بيئيا”.

يشير أيوب لـ ملح الأرض” أنه هيأ كنيستين فقط لذوي الإعاقة الحركية بتوفير الرمبات)المنحدرات) الخارجية من خلال مشروع لإعادة تهيئة الكنائس، موضحا أنه يستطيع تهيئة أي كنيسة تطلب منه ذلك، بأقل التكاليف الممكنة.

الدافع الشخصي قد يكون سببا للتغيير، سامي أيوب الذي بدأ مبادرة قلبي قبل أن تصبح مركزا في عام 2008، بسبب وجود أخيه المصاب بمتلازمة داون.

فحسب المادة 32 من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أنه على وزارة الأشغال العامة والإسكان بالتنسيق مع أمانة عمان الكبرى والبلديات ومن في حكمها وضع خطة وطنية لتصويب أوضاع المباني والمرافق ودور العبادة والمواقع السياحية التي تقدم خدمات للجمهور المنشأة قبل العمل بهذا القانون لتطبيق إمكانية الوصول، على أن يبدأ بتنفيذ هذه الخطة خلال مدة لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ نفاذ أحكام هذا القانون ولا يتجاوز استكمالها (10) سنوات.

ما هو دور الكنيسة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة؟

يقول الأرشمندريت بسام شحاتيت النائب الأسقفي العام للروم الكاثوليك لـ ملح الأرض” كبداية دور الكنائس من دور السيد المسيح، الذي كان مع الأشخاص الضعيفين، المهملين، لذلك رسالة المسيحي والكنيسة هي أن تكون إلى جانب الشخص الضعيف”.

الأرشمندريتت بسام شحاتيت

موضحا أنه ” في كنائسنا هناك مكان خاص لدخول الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة لمتطوعين يساعدوه للدخول للصلاة،” من لا يستطيع الحضور للكنيسة، بإمكانه أن يحضر الصلاة بالبيت من خلال البث الإلكتروني”.

يلفت شحاتيت في حديثه لـ “ملح الأرض”أنه لديهم جمعية اسمها إيمان ونور، تعتني بالأشخاص ذوي الإعاقة، ولديها فروع بدول كثيرة حول العالم، هدفها أن تكون مع  الشخص المحتاج ببيته، ووفرت متطوعين لإحضار ذوي الإعاقة لتقضية يوم كامل خارج المنزل، ودمجهم مع المجموعات، بالإضافة لتوفير كتب ترشد الناس كيف تتعامل معهم.

من جهته يثني القس يوسف حشوة راعي كنيسة الاتحاد المسيحي، جبل عمان على كلام الأرشمندريت شحاتيت  ويقول لـ “ملح الأرض”  نُعامل الإنسان كإنسان، سواء كان لديه محددات جسدية أم لا، نحن نخدم الإنسان جسدا، ونفسا، وروحا”.

أما عن الأشخاص ذوي الإعاقة المترددين للكنيسة يشير القس حشوة في حديثه لـ “ملح الأرض”إلى أن عددا قليلا يحضر لدينا في الكنيسة لديهم إعاقات جسدية، بالنسبة لكنيستنا مهيأة لهم، فنحن لدينا درجة وحدة في الكنيسة تؤدي  للمصعد حتى للوصول للطابق الثاني، مبينا ضرورة  دمجهم من خلال الاهتمام الشخصي بتلبية احتياجاتهم.

وعن الأمور الواجب توافرها في الكنيسة لتكون مهيأة يقول” يحب أن يكون المكان مريح من خلال وجود رمبات، مصاعد لذوي الإعاقة الحركية، بالإضافة لوجود متطوعين لمساعدة ذوي الإعاقات الأخرى، حتى يكونوا مرتاحين بالتحرك في المكان، لافتا أن كنيسة الاتحاد  تتعاون مع هيئة تمد ذوي الإعاقة الحركية بكراسي خاصة، مصممة حسب احتياج الشخص. “استطعنا سويا، توزيع كراسي لمئات من ذوي الإعاقة”.

القس يوسف حشوة راعي كنيسة الاتحاد المسيحي

وتشير المادة (41) من القانون أنه على وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ومجالس الكنائس وغيرها من الجهات الدينية الرسمية والوطنية بالتنسيق مع المجلس القيام بتوجيه الخطاب الديني بما يعزز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقبولهم باعتبارهم جزءاً من طبيعة التنوع البشري.

بدوره يقول رأفت الزيتاوي الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة لـ “ملح الأرض”  إن المجلس الأعلى يراقب أداء جميع  المؤسسات العامة، ويتأكد أنه تم تنفيذ التهيئة المطلوبة أم لا، مشيرا إلى دور المجلس بتقديم الدعم الفني، كإرسال مهندسين وفنيين للكنائس لعمل فحص لمبنى الكنيسة، وتحديد ما هي المرافق التي بحاجة لتهيئة.

رأفت الزيتاوي

ويوضح الزيتاوي أن هناك نوعين من المباني قديم وجديد، الجديد هي المباني يتم تهيئتها منذ البداية، بحيث كوداتها مطابقة لكودات الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرا أنه لا يتم إعطاء رخصة بناء إلا إذا كانت مهياة.

 أما المباني القديمة فهي تكون إما ممكن تهيئتها، أو من الصعب تهيئتها، ومباني ممكن تهيئتها من خلال بدائل، مثل “أن تصبح الخدمات في الطوابق السفلى في حال كانت تقدم بالطوابق العليا، أو المبنى صعب نوفرله مصعد”، مؤكدا أن المجلس يقوم بزيارة ميدانية للمكان ليحدد ما يجب توفره، وإمكانية حل العوائق أمام الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفيما يتعلق بالمباني الدينية يبين الزيتاوي لـ “ملح الأرض”أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ألزم كافة المؤسسات بتهيئة المباني، “والملزم هنا بموجب القانون هم مجلس رؤساء الكنائس ووزارة الأوقاف”، من خلال  تطابق البناء بكودة البناء الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.

مضيفا أن الكودة تحدد متطلبات أساسية لكل المباني والمرافق العامة من تهيئة مرافق السيارات، رمبات (منحدرات) للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، بما فيها المرافق الدينية مثل الكنائس والمساجد”.

يشير الزيتاوي لـ “ملح الأرض” أنه لديهم خطة عشرية وضعتها وزارة الأشغال دخلت حيز التنفيذ عام 2019، في خلال عشر سنوات  يجب أن تكون نسبة كبيرة من المباني مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة، “نلاحظ أنه هناك ازدياد في المباني المهيأة، لكن ليس كما نأمل، حتى يكون الموضوع ملموس، يجب أن ننتظر فترة، لذلك جاءت خطة العشر سنوات حتى نرى النتيجة”.

تدريب ميداني مع طلبة متلازمة داون على مهارات التعامل مع النقود -مبادرات من مركز قلبي

المزيد تابع مجلة ملح الأرض