هروب الفتيات انهيار أسرة ام أزمة اجتماعية

الرابط المختصر

تخرج احدى الفتيات التي تبلغ من العمر 15 عاما من منزل والدها وتتغيب عن المنزل عدة ايام بعد ان ضاقت بها الحياة ولم تعد قادرة على العيش مع زوجة ابيها .

خروجها جاء نتيجة رغبتها بالبحث عن والدتها التي تركتها منذ سنوات وتزوجت من جديد ، لكن خروجها من المنزل كاد يكلفها الكثير لولا لجوئها الى الجهات المختصة التي حولتها بدورها الى الجهة القادرة على التعامل مع هؤلاء الفتيات واعادتهن الى اسرهن .
قضية خروج الفتاة من منزلها وتغيبها عنه لفترة من الوقت احدى المشاكل الاجتماعية التي بدات تظهر في العديد من الاسر في ظل غياب الحوار و التفاهم بين الابناء والاباء اضافة الى التفكك الاسري الذي يغيب رقابة الوالدين على ابنائهم ويترك هذه المهمة لاشخاص اخرين .
مديرة دار الوفاق الاسري امل العزام اشارت الى ان هذه القضية من القضايا الاجتماعية الهامة التي تتعامل معها الدار التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية .
واضافت ان تغيب الفتاة من عمر ( 14 - ما بعد العشرين) عن منزلها تكرر في الاونة الاخيرة بسبب العديد من المشاكل الاسرية واهمها غياب لغة الحوار داخل الاسرة ومعاملة الفتاة معاملة سيئة مشيرة الى انه بالرغم من تكرار هذه الحالات الا انها تبقى حالات محدودة لم تصل الى حد تسميتها بظاهرة جديدة في المجتمع .
وبينت العزام انه في العام الماضي تعاملت الدار مع ما يقارب ( 65 ) حالة لفتيات خرجن من منازلهن بحيث تم اعادة هؤلاء الفتيات الى اسرهن وحل الخلافات التي كانت وراء خروجهن من المنازل .
قضية خروج الفتاة من المنزل لا تقف عند حدود معينة بل قد تؤدي الى اثارة غضب افراد اسرتها بشكل كبير ودون محاولة لتفهم الاسباب التي دفعت بها للخروج فيتسبب هذا الامر بالحاق الاذى بالفتاة سواء من قبل اسرتها التي ترى ان هذا الامر ما زال محرما او من خلال وجودها في الشارع خاصة اذا لم تلجا للجهات المعنية لتوفر لها الاقامة الامنة .
اخصائون اجتماعيون يرون ان فكرة خروج الفتاة بهذا العمر من منزل اسرتها فكرة مرفوضة يجب ان تتم معالجتها والتعامل معها بجدية كبيرة .
واضافوا ان الفتاة في هذا العمر لا تدرك مخاطر ما تقوم به فتعتقد ان خروجها من منزل والدها او شقيقها او احد اقاربها سيمنحها الحرية و يحقق لها ما تريد الا انها سرعان ما تكتشف الخطا الكبير الذي وقعت به .
وبينوا ان تعامل دار الوفاق الاسري مع هذه الحالات امر ايجابي خاصة بعد نجاحها باعادة الفتيات الى اسرهن ومحاولة الاصلاح وازالة أسباب الخلاف بين الفتاة واسرتها .
وترى العزام ان التفكك الاسري يعتبر احد الاسباب الرئيسية لتغيب الفتاة بهذا العمر من منزلها فهي تفتقد الرعاية والرقابة المطلوبة .
واضافت ان وجود الفتاة مع زوجة الاب وعدم متابعة الاب لشؤون بناته يساعد في تفاقم الخلافات وخروج الفتاة للبحث عن والدتها او للتخلص من الضغوطات التي تعيشها مؤكدة ان هذه الامور ليست مبررا لخروج الفتاة من منزلها الا ان الفتاة بهذا العمر تعيش مرحلة ( المراهقة ) التي تؤثر عليها ولا تجعلها تدرك ما تقوم به بحيث تعتقد ان هذا هو الحل الامثل .
واكدت العزام اهمية تفعيل لغة الحوار والاستماع للأبناء داخل الاسرة وعدم الاكتفاء باعطاء الاوامر او فرض العقاب دون سماعهم و تفهم ما يفكرون به وما يعانونه خاصة وان هذا الامر يؤثر عليهم سلبا ويدفعهم للقيام بسلوكات خاطئة .
وتلجأ بعض الاسر الى القيام بطرد ابنائها كنوع من فرض العقاب مما يدفعهم لقضاء اوقاتهم بالشارع ويعرضهم لمشاكل كبيرة فالابن ايضا معرض لمخاطر نتيجة وجوده خارج نطاق اسرته وهو في عمر المراهقة .
وترى العزام ان الامر ليس سهلا ، فافراد الاسرة في البداية لا يتقبلون فكرة غياب ابنتهم عن المنزل وهو حق طبيعي لكل اسرة لكن من خلال الحوار وتقديم الحقائق عن مكان وجود ابنتهم وعدم تعرضها لاي اذى يبدأون بالتعاون وتفهم الامر .
واضافت ان اعادة الفتيات الى بيوتهن انجاز نعتز به مشيرة الى ان دار الوفاق الاسري تسعى الى الحفاظ على الاسرة وتماسك افرادها وحل الخلافات التي تؤدي الى سلوك غير سوي .
واشارت الى اهمية التركيز على طرق تعامل الاباء مع الابناء في هذا العمر والحفاظ على كيان الاسرة من أي تفكك بين الازواج الذي لا بد ان يؤثر سلبا على الاولاد ويغيب دور الام والاب في حياتهم .
فان تغضب الفتاة من اسرتها او ان تشعر بالاسى لوجودها بعيدة عن والدتها امر طبيعي قد تتعرض له أي فتاة عاشت بعيدة عن اجواء الاسرة الطبيعية ، لكن تغيبها عن المنزل ولجوئها الى الشارع امر يبقى محاطا بمخاطر كبيرة قد تنجو منها تارة وقد لا تتمكن من حماية نفسها تارة أخرى مما يتطلب تفعيل لغة الحوار مع الابناء في هذا العمر وعدم ترك الخلافات بين الازواج تسيطر على حياتهم وتقودهم الى حياة مليئة بالهموم و المتاعب وهم في هذا العمر بدلا ان تنضم هذه القضية الى قضايا العنف الاسري التي تكلف المراة حياتها بعد المها ومعاناتها جسديا ونفسيا .