هذه تفاصيل ما يجري في جمعية تحفيظ القرآن

الرابط المختصر

يستمر أردنيون بإطلاق حملة لدعم جمعية المحافظة على القرآن الكريم، إثر تعديلات مشددة على عملها أصدرتها وزارة الأوقاف تحت عنوان "تنظيم عمل أندية الطفل القرآني". ورأى معلّقون في وسائل التواصل أن من شأن تلك التعديلات "إغلاق الأندية وليس تعديل عملها".

 

الحملة بدأت بعد أصدرت الوزارة نظاما جديدا عمل أندية الطفل القرآني خلال آذار الماضي بهدف ما أسمته "تنظيم العمل" بينما  واعتبره معلّقون أن من شأن التعديلات "إغلاق الأندية وليس تعديل عملها". الا أن الحملة بدأت قبل أيام بعد تسريب التعليمات الجديدة عبر شبكات التواصل.

 

وحددت التعليمات الجديدة لنادي الطفل القرآني لسنة 2022 جملة شروط؛ أبرزها تعيين مدير ومعلمين متفرغين، وفترة دوام لا تزيد على 9 ساعات أسبوعيا ضمن الفترتين الصباحية والمسائية، وحصول المعلمين والمعلمات على إجازة في التلاوة من وزارة الأوقاف.

 

ويستهدف نادي الطفل التابع للجمعية الأطفالَ من 3 إلى 5 سنوات، واشترطت الأوقاف تخصصها بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وقيم الإسلام العليا من دون تدريس أي مساقات تعليمية أخرى.

 

وتدير جمعية المحافظة على القرآن الكريم 1050 مركزا قرآنيا. وهي مراكز موزعة على مناطق المملكة، وتضم 163 ناديا لتحفيظ وتدريس القرآن الكريم للأطفال.

 

الجمعية نعمل تحت الشمس

وحسب رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم الدكتور نضال العبادي أن جمعية المحافظة على القرآن الكريم تعمل منذ 30 عاماً تحت الشمس، وعلى أعين الدولة ووزارة الثقافة آنذاك، وفي ظلّ القوانين المعمول بها، ولم يسجل في حق الجمعية أي قضية فساد أو جريمة أو جنحة.

 

وأضاف العبادي بأن الجمعية تعتقد بأن بعض الاشتراطات الواردة بتعليمات النوادي القرآنية، التي أقرت من قبل وزير الأوقاف مجحفة، ونطالب بتعديلها، وقد قمنا بعقد اجتماع مع وزير الأوقاف لمناقشتها واستثنى مشكوراً حينها شرط تفرغ مدير المركز القرآني، وعندما رغبنا باستكمال الحوار والنقاش لم نر هناك استجابة من الوزارة والوزير بهذا الخصوص.

 

نافيا وجود مخالفات جسيمة، وأن الجمعية تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة منذ 26 سنة، وبعض أنشطتها تمّت برعاية أميرية سامية، مؤكدا أن الجمعية قامت بتقديم كافّة ملفاتها بزمن قياسي وضمن المهلة الممنوحة.



الأوقاف تتحدث عن تجاوزات مالية وتتهم الإخوان

 

 هذا ونفت وزارة الأوقاف الأردنية إغلاق أية أندية صيفية تابعة للجمعيات والمراكز الإسلامية. وقالت إنها تعمل على دعم الأندية التي تسهم في تنمية المواهب واستغلال الأوقات بتعلم القرآن ومكارم الأخلاق.

 

ووجّهت الوزارة، في بيان لها قبل أيام، اتهامات لجمعية المحافظة على القرآن بـ"عدم الالتزام بقانون الجمعيات ماليا وإداريا، وبجملة من التجاوزات المالية والإدارية في فروعها لم يجرِ تصويبها".

 

وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، الأحد، إن الوزارة تدعم جميع الجمعيات والمراكز الإسلامية التي تعلم القرآن الكريم وتهتم بها "لأنها باختصار تلتقي مع الوزارة في أهدافها".

 

وأضاف أن "الوزارة تتفق تماما في الأهداف والغايات والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن تحكمنا أنظمة وقوانين، وكذلك الجمعية تحكمها أنظمة وقوانين".

 

وأشار الخلايلة إلى أن "الوزارة تشرف على 28 جمعية ومركزا إسلاميا، و27 جمعية من هذه الجمعيات ومنها جمعيات كبيرة جدا لا يوجد أي إشكاليات بينها وبين الوزارة، ولم تعطل الوزارة لها أي أعمال، ولم تسمع الوزارة من هذه الجمعيات أي نقد".

وأكد أنه "للأسف جمعية واحدة، وهي جمعية المحافظة على القرآن الكريم تتبع تيارا معينا؛ وللأسف هذه الجمعية منذ أن صدر نظام المراكز الإسلامية وحتى من قبله، لا يوجد استجابة لها، رغم تشكيل لجنة تدقيق على الجمعية وكانت بطلب مني ومن وزير التنمية الاجتماعية".

 

وقال ان جماعة الإخوان المسلمين تشن "هجمة شرسة" على الوزارة بسبب الشروط الجديدة لتنظيم عمل دور تحفيظ القرآن الكريم.

 

 بدوره أعرب معاذ الخوالدة – الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين عن استغربه من “التصريحات التي صدرت عن وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، التي اتهم من خلالها جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الحملة التي تستهدف وزارة الأوقاف والوزير، فيما يتعلق بموقف وزارته من جمعية المحافظة على القرآن الكريم”.

 

ووصف الاتهامات بـ”الباطلة”، تجاه الجماعة، وأضاف الناطق الإعلامي باسم الإخوان: “نعتقد أن حديث وزير الأوقاف جاء في سياق منهج تأزيمي تتسم به هذه الحكومة التي تستقوي على مؤسسات الدولة الإعلامية الممولة من جيب المواطن الأردني للنيل من القوى الحية في مجتمعنا، وفي المقدمة منها الحركة الإسلامية”.

 

ردود فعل 

انتقد الكاتب والمحلل السياسي فايز الفايز إجراءات وزارة الأوقاف ضد نشاطات مراكز تحفيظ القرآن في الجمعية المذكورة وغيرها، واشتراط وجود مُدرّس يحمل شهادة ‏اعتماد من الوزارة، وألا يقل المؤهل العلمي لمقدمي دورات تحفيظ القرآن عن الماجستير، فضلا عن اشتراط الحصول على ‏موافقة رسمية إن كان المدرس عاملا في القطاع الحكومي، وهو ما يراه الكثيرون مخالفة شرعية "وتحقيقا لإملاءات خارجية".

 

ودعا الفايز الوزارة للعدول عن قرارها، و"ترك المجتمع الديني يتعامل مع المراكز بعيدا عن التجاذبات السياسية.. فالقضية هي تحفيظ القرآن لا ترويضه لغايات أخرى".

 

وأضاف "ألم يقرأ مشايخنا الأجلاء أن أول كلمة نزل بها القرآن هي "اقرأ"، و"إنا له لحافظون"، فكيف نحكم على الفضيلة بتسخيف المشهد وحشره في زاوية الريبة؟".

 

وكتب النائب السابق عساف الشوبكي على فيسبوك قائلا "ما ظل غير تسكروا مراكز تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات المحافظة على كتاب الله العزيز.. ليش ما تسكروا النوادي الليلة والمراقص والبارات والخمارات ومراكز الفجور؟؟  ليش داخلين بحرب مع الله؟ .. سوّد الله وجه كل منافق ينفذ أجندة خارجية ويخدم أهداف الأعداء".

 

وكتب رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان الأردني "رحيل غرايبة" في حسابه بفيسبوك "في ظل الانهيار القيمي والتغير الثقافي ومعالم الثورة الرقمية القادمة المرعبة.. الانشغال في تحجيم جمعية المحافظة على القرآن الكريم يحمل رؤية قاصرة وقدرا من التعسف كبير وواضح".

 

في حين علق الناشط إبراهيم المنسي على قرارات وزارة الأوقاف عبر وسم "كلنا مع الجمعية" في موقع تويتر، قائلا إن الآلاف من مدرسي التربية الإسلامية وآلاف الأئمة والخطباء لا يحملون دورة تمهيدية في التلاوة، "وتأتي الأوقاف على 500 معلمة في نوادي الطفل القرآني لتشترط عليهن إجازة قرآنية، وهنّ يدرسن رياض أطفال، وإلا سيتم إغلاق 163 ناديا، علما أن أقل مدة لأخذ الإجازة القرآنية سنتان".

 

أما المختص النفسي باسل الحمد كتب قائلا "كلام وزير الأوقاف صحيح تماماً من الناحية التربوية والنفسية حيث لا يجب في هذا العمر زج طفل الخامسة في مراكز تحفيظ القرآن الكريم!الطفل في هذا العمر لديه حاجات نمائية وتعليمية أكثر بساطة من ذلك.

 

وتابع في منشور أخر له عبر الفيس بوك "لما بحكي عن إنه القرآن الكريم مش علاج للأمراض النفسية بندخل بنفس الجدال لما نحكي إنه تحفيظ القرآن لطفل الخامسة ليس له علاقة بحاجاته النمائية والتربوية في هذا العمر.الفرضيتين واضحات ولا علاقه لهما بالعقيدة أو ما اؤمن به أو أنني لا اقرأ القرآن أو أنني لا أريد لابني أن يقرأه ويتدبر ويتفكر فيه في مرحلة ما من حياته.وليس لهما علاقة بإنه أولادك أو تجربتك غير ذلك. وذلك ليس له علاقة بما تقوم به مراكز تحفيظ القرآن من أنشطة لا منهجية تنمي من شخصية الطفل".