هتافات المسيرات .. قضايا المنطقة مادتها

الرابط المختصر

" من غزة لبيروت اسرائيل لازم تموت"، " لا سفارة صهيونية على ارض اردنية"، " الموت لامريكا الموت لاسرائيل" هذه بعض الهتافات التي تطلق في المسيرات،فتكاد لا تخلو مسيرة او اعتصام من ترداد للهتافات والشعارات اللذان يعتبران الشريان الرئيسي المحرك لمشاعر المشاركين.

وتستمد مادة الهتافات والشعارات من الاحداث الدائرة في المنطقة عنوانها، ولعل القضية الفلسطينية هي الاكثر نصيبا من هذه الهتافات ففي اغلب المسيرات الاحتجاجية ضد الاحتلال الاسرائيلي و الامريكي، تردد الهتافات الممجدة للمقاومة والمستنكرة للاحتلال مع اللقاء اللوم على الانظمة العربية، ومن هذه الهتافات " سيري سيري يا حماس جهادك يرفع الرأس".

ومؤخرا دخلت لبنان على ساحة الهتافات لتحصل على نصيب الاسد في المسيرات، فقد دوت اصوات المشاركين تمجد الصمود اللبناني في وجه العدوان الاسرائيلي مع الاشاده بالامين العام لحزب الله حسن نصر الله قائلة " نصر الله ياحبيب دمر فجر تل ابيب".

ولم تكن صواريخ الكاتيوشا غائبه ايضا، فقد طالبت الهتافات بالمزيد منها على المدن الاسرائيلية، واعتبرتها رمزا لسلاح مقاومة لا يمكن قهره، ومن هذه الهتافات " صواريخ الكاتيوشا ما في حدا يحوشا".


وللقضايا المحلية نصيب من الهتافات لكنها لا ترقوا لنصيب القضايا الخارجية، ولعل ارتفاع اسعار المحروقات على اكثر من مره ترك بصمة واضحة على هذه الهتافات " ارفع في سعر البنزين وعبي الخزنة بالملاين".

وبحسب سمر محمود احدى الناشطات في المسيرات من حزب حشد فان "الهتافات مهمه جدا في تعبئة المشاعر" ، وتضيف سمر التي لا تفوت اي مسيرة دون المشاركة بها " الهتافات مهمة في تعبئة الشارع وايصال موقف سياسي معين وهي تنبع من ايمان الشخص بمواقفه السياسية، ناهيك عن دور الهتافات في رفع مستوى الوعي الشعبي".

وعن الية صياغة الشعارات والهتافات تقول سمر " قبل اي مسيرة يكون هناك ورشة عمل للتحضير لمادة الهتافات حيث يكون اختيار الشعارات بجهد جماعي في اغلب الاحيان، لكن هناك اشخاص محددون يقومون بكتابة هذه الشعارات التي تعبر عن موقف الحزب السياسي من قضية معينة حيث يستنبطون من المواقف السياسية كلمات الهتافات".

ويبرز في كل مسيرة شخص معين يمتاز بالصوت العالي توكل اليه مهمة ترداد هذه الهتافات التي قد تتكرر في اكثر من مسيرة واعتصام خصوصا اذا تعلق الموضوع " بعدوان سرائيلي" اذ نسمع الهتافات نفسها.

وبالاضافة للهتافات والشعارات التي تُغنى في المسيرات لا ننسى تلك التي تخط على لقماش او الكرتون، فقد أنعش العدوان على لبنان سوق الخطاطين على الرغم من شكوى الخطاط ابو يزن من "ركود السوق"، فقد خط يافطه واحده فقط منذ بداية العدوان على لبنان ويقول ابو يزن " لم يزد الطلب على الخطاطين بعد العدوان على لبنان، وذلك لاسباب عدة منها ان بعض الفعاليات الشعبية تخط شعاراتها بنفسها، وثانيا كثرة عدد الخطاطين مع قلة عدد المسيرات".


الا ان بعض الهتافات والشعارات قد تسبب بعض المشاكل الاصحابها بما تحمله من سقف عال من الحرية، وحسب سمر فقد حصل هذا الامر مع عدد من رفاقها الذي اوقفتهم الجهات الامنية بسبب هتافاتهم على الرغم من كون المسيرة مرخصة من قبل الحكومة.

لا احد ينكر اهمية الكلمة وما تحمله من معانٍ الا ان المواطن العربي يطمح الى اكثر من ترداد للهتافات وهذا بدأ واضحا في هتافاتهم ايضا التي تطالب بتحريك الجيوش العربية وعدم الاكتفاء بالاستنكار والشجب.

أضف تعليقك