نور وسنوات الضياع.. جرعة إدمان تركية

نور وسنوات الضياع.. جرعة إدمان تركية
الرابط المختصر

بات المشاهد الأردني والعربي على موعد يومي مع مسلسلات تركية مبدلجه بدأت تشق طريقها بسرعة كبيره لتنافس الدراما العربية،

بل وتتفوق عليها للشعبية الهائلة التي حازت عليها بين مختلف الطبقات الإجتماعية.

هذا الشغف الكبير بهذه المسلسلات دفع أصحاب المكاتب السياحية لتضمين برامجها أماكن وثقتها المسلسلات التركية لزيارتها حيث مسرح شخوصها.
 
"سنوات الضياع"، "نور"، بالإضافه إلى  فيلم "فرار ميومياء"، واحدث هذه المسلسلات التركية مسلسل سيعرض على قناة الـ mbc قريبا تحت اسم "بعد الساعة الثانية عشرة إلا ربعا ليلا"، هذه القناة كانت السباقة باقتحام عالم التمثيل التركي وتمريره إلى المشاهد العربي، جرعة من الدراما التركية تميزت بأحداث تفصيلية لحياة عائلات تركية المتمثلة يعرضها ممثلون ميزتهم الواضحه: الجمال، في مسرح طبيعي من المناظر الخلابة لبلد مثل تركيا مشهور سلفاً بجمال مناطقه السياحية.

وهي ظاهرة يصفها البعض بأنها انهت ما يزيد عن 100 عام من الجفاء بين الثقافة العربية والتركية التي كانت قبل ذلك مرتبطة بقوة عبر سيطرة الدولة العثمانية على الوطن العربي.
 
هذا الإقبال على المسلسلات التركية يعيد غلى ذاكرة المشاهد العربي إلى الوراء عدة سنوات عندما كانت الدراما المكسيكية هي الأولى على قائمة اهتماماتهم  التلفزيوينة، فأشهرها كان مسلسل كساندرا الذي باتت شخوصه بما فيهم البطلة كاساندرا، متوفرين كاسماء تجارية للعديد من المنتجات الغذائية لا سيما الخاصة بحلويات الأطفال، والمحلات التجارية وبعض الملابس.
 
لكن المسلسلات التركية امتازت عن مثيلاتها من ا المسلسلات المكسيكية  بأنها أكثر قربها إلى المشاهد العربي من كل الأعمار الأعمار ربما بسبب دبلجتها بلهجة سورية اعتدنا على تميزها في مسلسلات سورية مميزة بالإضافة إلى قربها إلى بيئتنا بعكس اللغة العربية التي يجد البعض صعوبة في استساغتها خاصة في المشاهد اليومية..

نور، مهند، أنور، دانا هي شخوص مسلسل نور التركي.. الذي دبلج إلى اللغة العربية، ولميس، يحيى، عمر هي شخوص مسلسل سنوات الضياع.. الذي دبلج أيضا إلى اللغة العربية..هذان المسلسلان أصبحا كزائر يومي يدخل إلى البيوت العربية خاصة الأردنية منها فارضة نفسها بالقوة عبر جهاز التحكم.. وشاشة التلفزيون.

مهند.. وبس!
تعتمد هذه المسلسلات في اغلبها على اختيار أبطال تغلبهم الوسامة عند الرجال والجمال لدى النساء .. فمهند عارض الأزياء وملك جمال تركيا، فاغلب الفتيات يتابعن المسلسل لأجله.. ومنهم من يتابعه لطبية نور ابنة الريف من أفيون التي تقع بحب مهند ذا الشاب الغني، ومنهم من يتابعه لجمال المناظر الطبيعة في تركيا التي تصل بين أوروبا والشرق ، فمسلسل نور حقق صيت واسع الانتشار مقارنة مع سنوات الضياع.

ربى 26 عاما تعمل في أحدى الشركات، وصل بها الأمر لدرجة الإدمان على متابعة مسلسل نور التركي، فهي تتابع أيضا حلقاته المعادة في اليوم الواحد 4 مرات، وتردف قائلة:" منذ أن بدء عرض المسلسل وأنا مواظبة على المتابعة، الممثلون رائعون كمهند الجميل، فلدي فضول كبير لمعرفة ما هي نهاية القصة حيث اظهر المسلسل الجانب الآخر من الطبقات في المجتمع إلا وهي الغنية وكيف أيضا تعاني هي الأخرى من ظروف سيئة وليس فقط الطبقات الفقيرة".

ربى توضح في حديثها أن هذه المسلسلات أصبحت تلعب دورا كبيرا فهي تجدها بأنها اقرب إلى الواقع في طبيعة المواضيع المطروحة مقارنة بالمسلسلات العربية.

عايدة هي الأخرى توافق ربى الرأي فهي ترى أن هذه المسلسلات مشوقة لأنها تحتوي على مغامرة رومانسية مفرطة مقارنة بالمسلسلات العربية، على حد تعبيرها.

"أتابع مسلسل نور لروعة القصة، فضلا عن الممثلين الذين يتمتعون بحسن المنظر كمهند وغير ذلك فهي اقرب إلى الواقع من المسلسلات العربية، وأنا لا أضيع حلقة واحدة علي حتى زوجي أصبح مثلي مدمن على متابعتها".
 
أما بالنسبة لسناء رغم تشبيها لهذه المسلسلات بالقصص الهندية إلا أنها مصرة على متابعتها لمعرفة نهايتها، وتضيف بقولها:" هذه المسلسلات بها نوع من التغيير عن المسلسلات التي أعدتنا على مشاهدتها وخصوصا أنها طويلة تدفعنا إلى التعلق بها، ولكنها ليست أفضل من المسلسلات العربية".
 
حضارة تركية...
إذا كان ذلك هو حال الفتيات ماذا عن الشباب الذين أصبحوا هم كذلك متابعين لهذين المسلسلين بكل شغف، محمد 39 عاما من متابعي نور وسنوات الضياع باستمرار، يضيف" مسلسل نور جميل فهو يطلعنا على المجتمعات التركية الغنية وكم المشاكل الهائلة التي تواجهها وخصوصا أنها تأتي من منطلق أن النقود لا تجلب السعادة في اغلب الأحيان، ناهيك أنها تبهرنا بجمال الحضارة التركية فضلا عن إظهارها لمدى عاطفية الشعب التركي ورومانسيته".
 
واقعية...
هيثم 25 عاما من شدة تعلقه في مسلسل سنوات الضياع، فجعل أغنية المسلسل نغمة تصدح من جهازه الخلوي، فهو يعتبر أن هذه المسلسلات أجمل وبها نوع من الاختلاف عن المسلسلات الأردنية والسورية والخليجية.
 
ويضيف هيثم الذي أصبح متابعة لهذه المسلسلات من خلال عائلته التي تواظب يوميا على مشاهدتها" هذه المسلسلات تتجنب المظاهر بعكس المسلسلات الخليجية التي يظهر فيها البيوت والسيارات الفخمة، فهي اقرب إلى واقعنا".

مهند في الأردن!!
أوردت أحدى المواقع الالكترونية الأردنية (اجبد) أنة من المنتظر أن يزور الأردن مطلع شهر تموز المقبل أبطال مسلسل نور التركي، وسوف تبلغ تكلفة زيارتهم إلى الأردن مليون دينار بسبب الجدول الحافل الذي سيقام احتفاء بقدومهم!.


دراما صابونية!.
من جهته اعتبر الفنان الأردني جميل عواد، أن هذا النوع من الدراما هو دراما صابونية-أي كفقعات الصابون-تفتقر إلى الطرح القوي في مضمونها.

 "بين الحين والآخر تتحفنا هذه الشاشة بمثل هذه الموجات التي تمتص اهتمام الناس، حيث أنها تعتمد على جذب الجمهور من خلال جمال الفتيات ووسامة الشباب وطبيعة الملابس التي تلفت الجمهور إلى متابعتها بعكس المسلسلات العربية".
 
وألقى عواد اللوم على الجهات التي تستورد هذا النوع من المسلسلات" فهي تغطي سوق البث الخاص بها بإعمال تركيا بينما الإنتاج العربي يرتمي في الأرفف ويهمل وأي عمل إبداعي أو تلفزيوني لا يلامس مجتمعة اعتقد انه لا يستحق كل هذا الاهتمام ولا يمثل ناسه الذين يشاهدوه ولكن على ما يبدو أصبحنا متعودين بالانجذاب إلى الغريب أكثر من القريب".
 
واعتبر عواد أن هذه المسلسلات تعيدنا إلى الحقبة القديمة وقصص النساء وكيف كانت المراة "عبدة البيت".
 
رحلة سياحية..
مدير النصوص والتطوير في المركز العربي للإنتاج الفني ياسر قبيلات بين أن المركز أصبح يفكر مليا بإنتاج الأعمال الطويلة وكسر الأطر الذي اعتاد المشاهد العربي عليها، وأضاف" هذه المسلسلات أصبحت موضة أي كرحلة سياحية في مجتمع آخر، إضافة إلى أن هذه المسلسلات المدبلجة تتميز بطابع درامي طويل وهذا الأمر ليس موجود في مسلسلاتنا العربية كون مسلسلاتنا قصيرة المدة فلا يوجد وقت حتى يتآلف الجمهور مع الشخصيات مقارنة بالمسلسلات الطويلة".

ومن الملاحظ أن  الحركة السياحة بدت أكثرنشطة هذا العام إلى تركيا، بعد عرض هذا الكم الهائل من المسلسلات التركية حيث دأبت بعض مكاتب السياحة والسفر في الأردن بإدراج زيارة بيت أبطال مسلسل نور ضمن جدول الرحلة لزيارة الأماكن التاريخية والأثرية في تركيا.