نواب يمارسون (البلطجة) على الصحفيين في جلسة خطاب الموازنة

الرابط المختصر

تصلح عبارة "بلطجة في المجلس" عنواناً لجلسة
النواب صباح الاثنين التي قاطعها مندوبي
الصحف اليومية الأربعة احتجاجاً على إهانة نواب للصحفيين وشتمهم.

وكان أبرز النواب الذي تمادوا في مخاطبتهم للصحفيين والمصورين
حاتم الصرايرة وغالب الزعبي الذي قال "أخرجوا يا كلاب ما بتكتبوا إلا ألأشياء
السيئة عنا"، بالإضافة إلى تعرض النائب مفلح الرحيمي لمصور صحيفة "العرب
اليوم" بالضرب وقيام نواب بتكسير الكاميرات.

العنف النيابي ومصادرة أفراد الأمن في المجلس للكاميرات
الفوتوغرافية وأشرطة التسجيل للكاميرات التلفزيونية للمحطات الخاصة جاء بعد
تصوريهم لمشاجرة بالأيدي وبكاسات الماء بين النائبين عبد الثوابية ومحمد العدوان
يرجح أنها كانت على موضوع محاصصة اللجان أشعلها شتم أحدهما للآخر بالقول "يا
حرامي".

الاحتقان النيابي تجاه الإعلام بدا واضحاً في بداية
الجلسة التي بدأها رئيس المجلس عبدالهادي المجالي بمعاتبة شديدة اللهجة للنائب
جعفر الحوراني على تصريحاته الصحفية التي انتقد فيها موضوع تأشيرات الحج التي منحت
للنواب من قبل وزير الأوقاف استجابة لمطالب نيابية كان على رأسها المجالي الذي مارس
أقصى درجات "عرفيته" عندما رد على قول الحوراني بأنه نائب ويحق له
التعبير عن رأيه بالقول "إذا عندك انتقاد أحكيه في المجلس وليس في الصحافة".

حرارة ما حصل غطت على خطاب الموازنة العامة للدولة للسنة
المالية 2007 الذي ألقاه نائب رئيس الوزراء وزير المالية زياد فريز، وحتى على
إعلان المجالي خلال الجلسة للحريق الذي شب في سيارة أحد الأعيان والتي تحمل رقم 49
في ساحة المجلس.

ولدى اتصالنا مع النائب حاتم الصرايرة نفى أن يكون شارك
في الاعتداء وإنما طلب من المصورين الخروج من الجلسة، أما النائب مفلح الرحيمي
فرفض التصريح.

وللمفارقة فإن المشاجرة بدأت قبل أن يبدأ وزير المالية
بخطابه ولم يعير كل من النائبين الثوابية أو العدوان الاهتمام لبدء الجلسة ولا حتى
لمحاولات وزير المالية البدء بالخطاب واستمرا بالتراشق بالشتائم وزجاجات المياه،
أما المصالحة بينهما فتمت أثناء إلقائه للخطاب بعد وساطات نيابية حثيثة، ولوحظ أن
غالبية النواب كذلك لم يعيروا فريز انتباهاً يذكر.

إلا أنهم صوتوا على تحويل خطاب الموازنة ومشروع قانون
الموازنة للعام 2007 إلى اللجنة المالية والاقتصادية.

بعد ذلك استكمل المجلس انتخاب باقي لجانه الدائمة
بالتزكية تحت عنوان يشبه التهديد الضمني لنواب رشحوا أنفسهم لعضوية اللجان "تنسحب
وإلا نجري انتخابات" وهي عبارة كررها المجالي كثيراً تخللها محاولات خجولة
منه لإقناع نواب بالانسحاب، بالإضافة إلى محاولات النائب حاتم الصرايرة المكوكية
أثناء الجلسة للوصول إلى عدد الأعضاء في باقي اللجان إلى 11 نائباً حسب المادة 175
من النظام الداخلي للمجلس وعدم اللجوء إلى الانتخاب.

ولم يخف على الجميع أن محاولات الإقناع أخذت شكل الإجبار
الخجول لكثير من النواب وخاصة النواب السيدات فالنائب زكية الشمايلة احتجت على
إعلان المجلس انسحابها من لجنة التربية والثقافة والشباب في جلسة مساء أمس رغم أنها
كانت خارج القبة ولدى عودتها أصرت على ترشيح نفسها، وأبدت النائب أدب السعود
امتعاضها لاضطرارها مرغمة على الانسحاب من لجنة الصحة والبيئة، كما قالت، وأعلنت
انسحابها بالقول إن هذه الطريقة تدفع على الانسحاب من جميع اللجان".

أضف تعليقك