نهر الأردن... المخربون مطالبون بإعادة التأهيل
طالبت جمعية أصدقاء ارض الشرق الأوسط الحكومة والدول المجاورة المعنية بإعادة تأهيل نهر الاردن نظرا للأهمية المائية والبيئية والدينية التي يمثلها النهر.
وجاءت المطالبة بالتأهيل بناء على دراسة لتقييم اﻻضرار البيئية الواقع على النهر أعدتها الجمعية و أشارت نتائجها إلى ضرورة مشاركة الدول المشتركة بضفاف النهر (سوريا،" إسرائيل"، فلسطين، الاردن) بإعادة التأهيل قياسا بحصتها من التخريب.
وقال نائب رئيس الجمعية عبد الرحمن سلطان "لعمان نت" أن أسباب تلوث النهر والضرر الحاصل للمناطق المحيطة تعود إلى الأضرار الناتجة عن تحويل كميات كبيرة بنسبة 92% من جريان مياه النهر إلى الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى إلقاء المياه العادمة ومياه برك الأسماك الإسرائيلية والمخلفات الزراعية، ما احدث ضرر بنسبة 52%
وبحسبه بلغت نسبة تلوث النهر في الجانب الأردني 20% والسوري 24% والفلسطيني 2-3%”.
وأشارت الدراسة بحسب سلطان "إلى فقدان50% من التنوع الحيوي في النهر، إضافة إلى ارتفاع مستوى الملوحة في المياه الجوفية المحيطة بالنهر التي كان النهر يساهم في تحلية هذه الأحواض المالحة،مع انخفاض كميات المياه المستخرجة من الأبار الجوفية والتي تعمقت بشكل ملحوظ”.
وحول كمية المياه التي يجب توفرها في النهر، قال سلطان "قدرت الدراسة انه يجب أن تبلغ الكمية 460 مليون متر مكعب، مشيرا إلى أن كمية المياه تقل الان عن 60-70 مليون متر مكعب معظمها ملوثة".
وخاطبت الجمعية الجهات الحكومية والممثلة بكل من وزارة المياه والري والصحة والبيئة إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني بهدف العمل على إعادة تأهيل النهر.
وأشار سلطان إلى تجاوب الجهات المختلفة مع الدعوة التي وجهتها الجمعية منتقدا في الوقت ذاته بطؤ الإجراءات حيث قامت وزارة المياه بالمساعدة في إجراء الدراسة والتحاليل المائية والاقتصادية.
وفي السياق، اكد مدير إدارة اﻻغوار الشمالية والوسطى في وزارة المياه والري المهندس قيس عويس لـ "عمان نت" ان إعادة تأهيل نهر الأردن مطلب اردني ووطني ودولي وأضاف " يجب معالجة النهر وضفافه من حيث الكمية والنوعية"، مؤكدا على ضرورة وجود إقليمي لوجود أطراف مشاركة ساهمت في تدني التدفقات والنوعية في النهر.
وتابع عويس القضية طرحت وهي ما زالت قيد الدراسة والعمل جاري مع المنظمات الدولية والعالمية، مشيرا إلى أن الاتحاد اﻻوروبي طرح مشروع لإعادة تأهيل النهر من خلال مشاركة الدول المتشاركة في إحداث الضرر للنهر.
وأشار سلطان إلى أن الجمعية تواصلت مع الجهات الخارجية الداعمة حيث تم توجيه نداء للجهات المانحة في الخارج والتي أبدت استعدادها للمساعدة في عملية إعادة تأهيل النهر، وبحسبه ابدى الاتحاد الاوروبي الاستعداد الكامل لإعطاء منحة مالية، إضافة إلى وضع امريكا قوانين أيدت فيها فكرة إعادة تأهيل النهر على اعتباره منطقة ارث عالمي.
وقال انه تم مخاطبة الجانب الإسرائيلي الذي عرض ضخ 20 مليون متر مكعب من المياه إلى النهر، معتبرا ان ما عرضه الجانب الإسرائيلي يمثل قطرة، مشيرا إلى أن الكمية التي يجب على الجانب الإسرائيلي ضخها تتراوح بين 200 إلى300 مليون متر مكعب.
وبحثت لجنتا الصحة والبيئة والمياه والزراعة النيابيتين مطلع حزيران مع جمعية اصدقاء الشرق الأوسط اعادة تأهيل نهر الاردن، ووعدت اللجنة بطرح الموضوع للنقاش في الدورة الاستثنائية ودعوة الوزراء المعنيين للمجلس لمناقشة الموضوع.
وتقدر الكلفة المالية للمشروع بمئات الملايين، على ان تكون على عدة مراحل، تتثمل في إعادة تأهيل النهر بشكل كامل من بناء البنية التحتية وإنشاء محطات تنقية وشبكات صرف صحي إلى جانب تطوير القطاع الزراعي في منطقة اﻻغوار.
إستمع الآن