نقابة الصحفيين .. والوحدة الوطنية
بعد توجيه خطاب الملك عبد الله الثاني ملاحظات على العمل الإعلامي، وبعد لقاء رئيس الوزراء بالصحف الأربع، عقدت نقابة الصحفيين جلسة نقاشية صباح الأحد، للبحث في عدد من المحاور المتعلقة بحرية الصحافة والقوانين الناظمة والصحافة الالكترونية ودور الصحافة المجتمعي.أدار الجلسة نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات بحضور عدد من رؤساء التحرير والإعلاميين، ووسط مقاطعة بعض الصحف وعدد من الإعلاميين.
وجاءت المقاطعة من قبل إعلاميين رأوا في البيان الصادر عن النقابة ترديدا لوجهة نظر الحكومة، وسعيا متدرجا لسن تشريعات جديدة تعدل قانون المطبوعات والنشر، وتنظم عمل المواقع الالكترونية، التي تتوجه إليها اتهامات متعلقة بمخالفة الضوابط المهنية للصحافة، والمساس بالوحدة الوطنية.
وأثارت قضية الوحدة الوطنية جدلا واسعا في الفترة الأخيرة بعد تناول بعض الصحف اليومية لقضايا شائكة كالوطن البديل وسحب الجنسية، والضغوطات الخارجية على الأردن تجاه هذه القضايا، الأمر الذي أعقبه لقاء رئيس الوزراء نادر الذهبي بالصحف اليومية الأربع، واستثناء بعض الصحف.
وحول محور الوحدة الوطنية، رأى بعض الصحفيين عدم الخوض في هذا الموضوع الشائك لكي لا يتضخم، كمدير تحرير جريدة المحور محمد البدوي، الذي اعتبر أن "الحديث عن تطوير الصحافة هو أكثر أهمية لأننا لا نعاني من مشكلة وحدة وطنية".
بينما أكد مدير عام وكالة الأنباء الأردنية، رمضان الرواشدة، على مدى أهمية الوحدة الوطنية التي اعتبرها خطا أحمر لايجوز الاقتراب منه، واتهم من أسماهم " أصحاب المصالح" بأنهم هم من يثيرون الفتنة الداخلية بنقلهم "أية مشكلة في أصغر ملعب إلى فضاء الإعلام".
وانتقد الرواشدة عدم تحرك النقابة لمعالجة الفتنة التي ثارت في الفترة الأخيرة، إلا بعد خطاب الملك في قيادة الجيش والقوات المسلحة وحسمه للأمر.
كما رأى الرواشدة ضرورة إعادة النظر في ميثاق الشرف الصحفي، وتطوير الصحافة بالتدريب والتأهيل ومواكبة التطورات والمستجدات التقنية، لما للإعلام من أهمية في تشكيل صورة الوطن.
وبخصوص الصحافة الالكترونية، دعا الرواشدة العاملين في المواقع الالكتروتية، إلى تنظيم أمرهم بأنفسهم دون أية تدخلات من الخارج، والعمل على تنظيم عملهم، وذلك بتشكيل ميثاق شرف للجهات التي لا تشملها مظلة نقابة الصحفيين.
من جهة أخرى، حمل رئيس تحرير صحيفة الميثاق الأسبوعية جمال الشواهين، الحكومة مسؤولية ما يحدث في المواقع الالكترونية من إساءات، مشيرا إلى أن معظم الكتاب الذين اتهموا بالإساءة للوحدة الوطنية هم من "حضن الحكومة".
وفي السياق ذاته، اتهم رئيس تحرير المدينة نيوز عمر عبنده، "بعض الجهات المسؤولة بالوقوف وراء استئجار مواقع الكترونية بهدف المساس بالوحدة الوطنية"، ورأى أن خطأ النقابة هو بعدم العمل على شمل الصحافة الالكترونية تحت مظلتها، وتساءل عبنده : "كيف تحافظ الصحافة على الوحدة الوطنية وهي خاضعة لوصاية من خارجها؟"
واستنكر عبنده في بداية حديثه موقف بعض الصحفيين الداعي لمقاطعة النقاش الذي تنظمه النقابة، معتبرا أن المقاطعة هي موقف سلبي لتصويب الوضع الراهن للإعلام.
رئيس تحرير جريدة الغد موسى برهومة، تناول بعض السلبيات التي تقوم بها بعض المواقع الالكترونية من تشويه للحقائق واختلاس المعلومات والأخبار دون أن تنسبها لمصادرها، وعدم الاهتمام بمصلحة الوطن سعيا منها وراء الشهرة الزائفة، واستخدامها وسائل كالتعليقات المنفلتة وغير المنضبطة لجذب الجمهور.
وعلى صعيد المعارضين لسياسات النقابة، رأت الكاتبة رنا الصباغ في مقال لها، أن " ليس من العدل أن تحاسب النقابة الإعلاميين أو تهدد من وصفهم بيانها بمن يستغلون بعض المنابر لاختراع الاشاعات وتضخيم الأخبار والخروج عن الثوابت الوطنية".
واعتبرت أن بعض هذه الثوابت كـ"الوحدة الوطنية" هي مفردات مطاطية تحتاج إلى توضيح قانوني يقطع الشك باليقين".
ودعت الصباغ النقابة إلى "تطوير المهنة إلى إعلام دولة ودستور وقوانين ومجتمع، ويفتح باب النقاش الحر وتبادل الأفكار لمصلحة الوطن، لا أن يكون إعلام حكومة ووزراء وأجهزة ومسؤولين".
وسادت الجلسة أجواء لإلقاء مسؤولية الملاحظات السلبية حول الإساءات التي طالت الوحدة الوطنية على عاتق الصحافة الالكترونية، مما يظهر نية باتباع تعاط جديد مع هذه الصحافة التي تناولت تلك القضايا الكبرى والتي تهم مختلف شرائح المجتمع الأردني.
وتناولت حلقة النقاش محاور أخرى، كالمرئي والمسموع، الذي تناوله مدير الإذاعة والتلفزيون فيصل الشبول، والمسؤولية المهنية، الذي تناوله الصحفي عرفات حجازي.











































