نفوق قطة بالجمرة الخبيثة

الرابط المختصر

استدعى وجود عصيات الجمرة الخبيثة في قطة نفقت داخل حديقة منزلية امس الاول في حي الزواهرة (احد الاحياء السكنية في محافظة الزرقاء) اتخاذ اجراءات وقائية من قبل وزارتي الزراعة والصحة.
ويبعد هذا الحي المكتظ بالسكان نحو عشرين كيلو مترا عن منطقة الضليل التي سجلت فيها اصابة بقرة في احدى المزارع قبل نحو اسبوعين .



وكان احد المواطنين ابلغ مديرية الزراعة في محافظة الزرقاء عن وجود قطة
نافقة في حديقة منزله وتبين بعد اجراء التحاليل المخبرية في المختبرات
الرئيسية في مديرية البيطرة بوزارة الزراعة وجود عصيات الحمى الفحمية
(الجمرة الخبيثة) في العينات التي تم اخذها .

وابلغ المواطن وكالة الانباء الاردنية انه لاحظ نفوق ثلاث قطط ضالة في
حديقة منزله خلال الاسبوعين الماضيين وكانت جيفها منتفخة ومتصلبة مما اثار
قلقه خاصة وان ابنه /13عاما/ كان قد امسك باحداها بعد نفوقها دون ارتداء
القفازات واتخاذ اجراءات الوقاية اللازمة.

واضاف ان كوادر من مديريتي الصحة والزراعة في المحافظة قامت بالكشف
ميدانيا على موقع الحديقة واجرت عمليات التعقيم وتم تزويدنا بكميات من
المضادات الحيوية .

واكد مدير البيطرة في وزارة الزراعة الدكتور فارس البخيت ان الفحص المخبري
اثبت وجود المرض في القطة النافقة وانه تم التعامل معها كحالة ايجابية
مشيرا الى ان تقلبات الطقس في هذا الوقت من العام قد يعمل على تنشيط
جرثومة المرض وزيادة احتمالية ظهور بؤر مرضية جديدة بين الحيوانات التي هي
الهدف الاول لهذه الجرثومة .

واوضح ان الوزارة اتخذت جميع الاجراءات اللازمة في مثل هذه الحالة بما في
ذلك عملية رصد الحيوانات والمواشي الموجودة في حي الزواهرة على الرغم من
انها منطقة سكنية ولا يسمح بوجود الحيوانات فيها .

وقال ان الحالات التي تظهر هي حالات فردية ولم ينتشر المرض بشكل وبائي
خلال العشرين عاما الماضية لان اجراءات الوزارة كانت كفيلة بمحاصرة البؤرة
والسيطرة عليها وهي صادرة بموجب قانون الزراعة لعام 2002 والذي صدرت عنه
تعليمات حول كيفية التعامل مع الامراض الحيوانية المختلفة وتعليمات خاصة
بالتعامل مع الحمى الفحمية والاجراءات الواجب اتخاذها عند الاشتباه بوجود
هذا المرض.

وكانت بترا قد تابعت على مدى الاسبوعين الماضيين موضوع اصابة بعض
الحيوانات بمرض الجمرة الخبيثة حيث ظهرت للمرة الاولى في بقرة في احدى
مزارع الضليل تبعها نفوق قطة في المنطقة ذاتها .

وبين الدكتور البخيت ان وزارة الزراعة تسجل سنويا ما بين 18 - 25 حالة
اصابة بالجمرة الخبيثة بين الحيوانات الا انه لم نبلغ باي حالة اصابة
بشرية واحدة ولا توجد اي علاقة تربط بين مواقع الاصابة التي ظهرت العام
الحالي .

وبين رئيس قسم الثروة الحيوانية في مديرية الزراعة في الزرقاء الدكتور
وليد العكور ان كوادر المديرية قامت بانتشال جيفة القطة من حاوية القمامة
بعد ورود تبليغ من احد المواطنين وتم التعامل معها باشد اجراءات الوقاية
الييطرية حيث تبين لدى الفحص الاولي في المديرية وجود عصيات الحمى الفحمية
وتم ارسالها الى المختبرات الرئيسية في مديرية البيطرة حيث اثبت الفحص
المخبري ذلك .

وقال انه تم ابلاغ جميع الجهات المعنية وتعقيم المختبر الذي اجري الفحص
فيه وتحويل الموظفين الذين تعاملوا مع الحالة وعددهم 12 شخصا الى مديرية
الصحة مشيرا الى انه تم اعطاؤهم المضادات الحيوية اللازمة كاجراء وقائي .

وقال ان حدوث مثل هذه الحالات داخل المناطق السكنية يحتم على وزارة الصحة
اتخاذ اجراءات تشمل المنزل بل والحي باكمله وعدم الاكتفاء بتحصين وتعقيم
الحديقة فقط منوها الى ان التعامل مع اي من الامراض المشتركة التي قد تصيب
الانسان والحيوان هي من مسؤولية وزارة الزراعة اذا كانت داخل المزارع ،
اما اذا كانت في الاحياء السكنية فالمسؤولية تقع على عاتق وزارة الصحة
فيما يتعلق بتعقيم المنطقة واعطاء الارشادات اللازمة وتحصين الموقع اذا
لزم الامر .

مدير الصحة في الزرقاء الدكتور ضيف الله الدغمي قال ان المديرية وفور
اخبارها عن الحالة قامت بالكشف الميداني على الحديقة والمنزل واعطت علاجات
وقائية لكل القريبين من بؤرة العدوى وهم اصحاب المنزل وموظفو الزراعة
والصحة الذين قاموا باجراء الاستقصاء الوبائي .

واضاف انه تم اجراء عمليات التطهير والتعقيم للحديقة وارشاد صاحب البيت
وعائلته بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات والطلب منهم القيام بتنبيهنا
في حال وجود اي اعراض مرضية غير عادية لديهم .

واوضح ان مسؤولية وزارة الصحة تنحصر في مثل هذه الاجراءات ، اما متابعة
اسباب ظهور هذه الحالة في المنطقة السكنية ورصد اي حالة جديدة فهي من
مسؤولية وزارة الزراعة التي اصبح من واجبها الآن الكشف الميداني على
المنطقة واعطاء المطاعيم الوقائية للحيوانات بما فيها الاليفة والتي يتم
تربيتها لدى سكان المنطقة وابلاغنا عن اي طارىء. وقال اننا ننصح بشكل عام
سكان المنطقة بالمحافظة على النظافة العامة والشخصية وعدم التعامل مع
الحيوانات خاصة الضالة منها وتجنيب الاطفال بشكل خاص اللعب معها .

وقال ان عملية تشخيص هذا المرض لدى الانسان متوفرة في جميع مديريات وزارة
الصحة وان العلاج ايضا متوفر ولا داعي للقلق المفرط او فرض حظر صحي على
المنطقة او حتى تعقيمها وتطهيرها بالكامل .

يشار الى انه وفي قانون البلديات يمنع تربية الحيوانات داخل المناطق
السكنية ، اما بالنسبة للحيوانات الاليفة ، فالاصل ان تكون مرخصة من قبل
البلديات بموجب شهادات تحصين ضد الامراض الوبائية والمعدية .