نفايات سياح رم تحجب "وادي القمر"
وادي رم، أو كما يعرف "وادي القمر"، وجهة سياحية أردنية تشوه معالمها أكوام النفايات المتكدسة قرب المخيمات السياحية المنتشرة في أرجاء الصحراء، وسط تقاذف الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحال الذي وصل إليه الوادي.
تحتضن محمية رم الطبيعية (شمال العقبة) 200 مخيم سياحي، ينتج عنها أطنان من النفايات يوميا، تبقى مكدسة لأيام، بسبب عدم قدرة وصول ضاغطات النفايات الوصول إلى المخيمات، فالضاغطات (شاحنات نقل النفايات) لا يمكنها السير في رمال الصحراء.
بلغ إجمالي أعداد السياح القادمين إلى المملكة العام الماضي 2.35 مليون سائح، 8.2% منهم (194 ألفا) زاروا منطقة وادي رم، بنسبة ارتفاع 79.9% عن العام 2020.
المصدر: وزارة السياحة والآثار
يقول سليم الزلابية، صاحب مخيم القرية الهادئة "مخيمي يبعد عن أقرب منطقة لإلقاء النفايات 8 كيلومترات، ويوما بعد يوم أنقل 10 - 15 كيس من النفايات بسيارتي على حسابي الشخصي، بتكلفة شهرية تصل إلى 100 دينار".
ويطالب الزلابية سلطة العقبة الخاصة -بحكم تبعية منطقة رم لها- بتوفير موقع لإلقاء النفايات فيه لأن "أغلب المخيمات تنقل نفاياتها في سيارات خاصة إلى القرية (رم) وتطرحها في أي حاوية، وفي بعض الأحيان نلقيها في الموقف الرئيسي بمدخل رم".
لا يختلف الحال بالنسبة لعبد الرحمن الزوايدة (مالك مخيم الزوايدة في رم). يقول: "أصبحنا نخصص غرفة نجمع المخلفات بها، وصباحا ننقلها بثلاث سيارات إلى قرية رم، وللأسف عدد الحاويات المخصصة للأهالي غير كافية، وأيضا الضاغطات لا تدخل إلى موقع المخيمات بسبب طبيعة صحراء رم، كم أن تواجد سلات النفايات في الموقف المخصص للسيارات في مدخل رم هي مشكلة أخرى بسبب ضيق مساحة الموقف فضلا عن المنظر المسيء للسياحة".
وعن كميات النفايات في مخيمه، يقدرها الزوايدة بـ 200 كيلو يوميا، تكلفه 30 دينارا لكل سيارة نقل تخرج من المخيمات، كون "المخيم يبعد عن أقرب نقطة للنفايات 10 كيلو متر، وبعض المخيمات تضطر الى حرق النفايات وهذه كارثة".
الاسم
عبد العزيز الزوايدة
عدد غرف المخيم
60 غرفة
المسافة بين المخيم وأقرب نقطة للنفايات
40 كيلو متر
آلية نقل النفايات
مركبة خاصة
كمية النفايات/ يوميا
حوض سيارة بيك اب كامل يوميا
مسح كميات النفايات الناتجة عن 7 مخيمات في وادي رم، استبيان مع أصحاب المخيمات
وأمام تزايد كميات نفايات المخيمات السياحية، تلجأ بعض المخيمات إلى إلقاء نفاياتها في قرى مجاورة، مثل بلدية الديسة. يقول فيصل مطلق، رئيس وحدة التنمية في البلدية إنه تم رصد أربع بؤر "قذرة" أصبحت مكبا للنفايات ومكرهة صحية على أطراف القرى المجاروة لمنطقة رم، ما يزيد الأعباء المالية على البلدية.
ولحل المشكلة، يقول مطلق إن بلديته خاطبت سلطة العقبة المسؤولة عن منطقة رم، لحل مشكلة نفايات المخيمات من دون تلقي أي رد. "إما أن تحرق النفايات أو أن يعمد أصحاب المخيمات إلى إنشاء مكبات (عشوائية) في مناطق متفرقة"، وفق مطلق.
سلطة العقبة ترد
لكن مفوض السياحة والبيئة في سلطة العقبة الخاصة نضال المجالي، يلقي بمسؤولية جمع النفايات على أصحاب المخيمات، إذ "أنها مسؤولة عن رفع النفايات ونقلها إلى مركز الزوار في مدخل محمية رم، وهو الموقع المحدد من قبل السلطة لتجميع نفايات المخيمات السياحية، لتقوم شركة النظافة بنقلها بعد ذلك".
يشير المجالي إلى أن شركة النظافة في منطقة رم هي نفس الشركة المسؤولة عن النظافة في منطقة العقبة الخاصة، وتضم 11 موظفا يعملون طيلة أيام الأسبوع مع استمرارية الضاغطة برفع النفايات يوميا.
ولدى مواجهته بصور أكوام النفايات، رد المجالي بأن "الصور الملتقطة تكون قبل وصول الضاغطة بنصف ساعة أو ساعة"، واعتبر أن الشكاوى "مكررة وكيدية إما لغاية تعيين شخص في شركة النظافة أو للإساءة، لأن الضاغطة تنقل النفايات يوميا".
في الفترة القريبة، ستقوم سلطة العقبة باستحداث نظام لتصنيف المخيمات، لإجبار أصحابها على دفع رسوم سنوية بدل خدمة نقل النفايات مثل الفنادق، "منذ وجود المخيمات لم يدفع أصحابها أي دينار مقابل جمع النفايات"، يقول المجالي. وهذا معناه، أن التغيير الذي سيطرأ هو دفع الرسوم، مع استمرار أصحاب المخيمات في نقل نفاياتهم بسياراتهم الخاصة.
تداعيات بيئية
تضم رم ذات الطبيعة الخلابة العديد من الكائنات الحية والنباتات التي أصبحت مهددة بفعل أزمة النفايات، وفق القائم بأعمال المدير التنفيذي للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، محمد الطواها. يقول إن "تواجد النفايات في بعض المواقع البيئية، قد يشكل تهديدا حقيقيا لها، كالقضاء على بعض أنواع النباتات أو الأعشاب أو الأزهار، كما أن تواجد بعض النفايات الطبية مثل الحقن قد يكون له عواقب وخيمة".
لا يبدو في الأفق حل قريب لأزمة نفايات المخميات السياحية في رم، وسط تبادل الاتهامات بين أطراف المسؤولية. مشهد طغت على طبيعته الساحرة أدخنة حرائق النفايات مع هبوط الليل.
أنتجت هذه القصة بالتعاون مع أريج وبدعم من سفارة مملكة هولندا-مشروع 100 واط