نظرة المجتمع العقبة الأكبر بطريق زواج الأشخاص ذوي الإعاقة

نظرة المجتمع العقبة الأكبر بطريق زواج الأشخاص ذوي الإعاقة
الرابط المختصر

ربما ما حدث  لمحمد فاروق الذي يعاني من فقدان البصر يعتبر تغيرا في نظرة المجتمع لفئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمت الموافقة عل زواجه من الفتاة التي اختارها دون النظر إلى إعاقته التي قد تمنعه من تأدية واجباته الزوجية كما يعتفد البعض.

 العقبة الاكبر

 ولكن في الحقيقة يواجه العديد من الأشخاص من ذوي الإعاقة الرفض التام عند تقدهم لزواج أو الارتباط، يقول مفيد السرحان مدير جمعية العفاف الخيرية :"إن نظرة المجتمع و البنية على أسس و قواعد خاطئة متوارثة عبر الأجيال، وأصبح لها تأثير على المجتمع مما يؤثر سلبا على حقوق هذه الفئة من الناس".

 وأضاف السرحان :"إن الأشخاص ذوي الإعاقة  لهم حقوقهم كما للأشخاص الأصحاء، ومن هذه الحقوق حق الزواج والارتباط، و هذا ما نسعى له نحن في جمعية العفاف منذ عام 1998، ومنذ ذلك الحين واجهنا العديد من الصعوبات فبعض أصحاب الإعاقات يعتقد أنه ليس له الحق بالزواج، والبعض الآخر لا يفكر بالموضوع بسبب نظرة المجتمع".

 تتفرع عدة مشاكل من نظرة المجتمع  السلبية لشخص ذوي الإعاقة، منها نظرة البعض على أن الأشخاص ذوي الإعاقة غير قادرين على تأدية واجباتهم الزوجية، و أنه سينجب أبناء يعانون من الإعاقة ذاتها، وأن الشخص من ذوي الاعاقة غير قادر عل تأمين الجوانب المادية  لعائلته.

 يؤكد  السرحان أن "العديد من الآباء  الأصحاء أنجبوا أطفالا ذوي إعاقة، لذلك نحن ننادي بالفحص الطبي قبل الزواج للأشخاص ذوي الإعاقة أو الأصحاء منهم لتجنب أكبر قدر من المشاكل الوراثية التي تنقل للأبناء".

 

تجارب شخصية

 كان محمد فاوق الذي يعاني من إعاقة بصرية متخوف من الارتباط بالفتاة التي أحبها خوفا من رفض عئلتها له بسبب إعافته، إلا أنهم كانوا متفهمين أن الإعاقة التي يعاني منها لن تمنعه من أداء واجباته كزوج لابنتهم .

 كما بين محمد :"إن  أهم المشاكل التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة عند الارتباط هي حكم الأهل على الإعاقة و إهمال كل الجوانب الإيجابية التي قد يتمتع بها الشخص من حيث مستواه الثقافي و التعليمي أو حتى إن كان يعمل بوظيفة جيدة".

 أما أحمد أبو دامس الذي يعاني من إعاقة بصرية فقد رزق بمولود من زوجته التي لم تمانع من أن يكون زوجا لها برغم إعاقته، وقال "في البداية لم أكن متفائلا من موضوع الزواج  لخوفي من أن أرفض بسبب اعاقتي، ولكن نحن الآن عائلة سعيدة وأعتبر نفسي كأي شخص مبصر يتمتع بجميع جوانب حياته".

 كان لنجمة التي تعاني من إعاقة حركية بسبب حادث سير تجربة أخرى: "لقد تعرفت على زوجي بعد إصابتي بالإعاقة، وبرغم من معارضة أهل زوجي لزواجنا و عدم تقبل الفكرة من قبل عائلتي إلا أننا تزوجنا و أنجبنا ثلاثة  أبناء.

 رأي المجتمع

 وفي استفتاء لعمان نت عن رأي المجتمع بالارتباط بأشخاص ذوي الإعاقة قالت إحدى الفتيات "أنا ارفض أن يكون شريك حياتي يعاني من إعاقة، لعدة أسباب أهمها عدم تقبل المجتمع الذي أنتمي  له لهذه الفكرة، وهو لن يكون قادرا على تأمين متطلبات الحياة الزوجية، فبنظري أن تزاوج الأشخاص من بعضهم أفضل لإدراك كل منهم إعاقة الأخر".

 أما إحدى الأمهات فكان لها رأي معارض فقالت :" انا كأم لن أمانع أن يرتبط أحد أبنائي بشخص من ذوي إعاقة ولكن لا تكون إعاقة عقلية، فهم أثبتوا للمجتمع أنهم قادرين على التفوق في جميع المجالات التي يعملون بها، وهذا يؤكد قدرتهم على خوض كل تجارب الحياة، ولكن مجتمعنا الشرقي لا يرحم هذه الفئة من الأشخاص "

 إلا أن مفيد السرحان يرفض زواج الأشخاص ذوي الإعاقة من بعضهم إلا اذا كان بتوافق الطرفين، وذلك لأن هذه الفكرة تتعارض مع الهدف من دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع كأي لون من ألوان الحياة، وأضاف أنه كصاحب جمعية تحث الشباب على الزواج، وتشارك الأشخاص ذوي الإعاقة في حفلات الزواج الجماعي التي تقوم بها جمعية العفاف.