نضرة على فوز برشلونة بـعرش اوروبا
انقسم العرب عربين ليس حباً في مانشستر يونايتد مع انه يملك جماهيرية وواسعة ولكن نكاية في برشلونة، والسبب ان ريال مدريد هو غريم الكاتالوني ملك اوروبا ومنافسه اللدود على الالقاب الاسبانية.
هكذا ،فهمنا، وهكذا تأكد لنا، حين كنا نسمع من وسائل الاعلام وتحديداً الفضائيات في تناقلها وتعليقاتها وتوقعاتها قبل بدءالمعركة.
اما الرأي العام الاردني تحديداً، فقد وجد نفسه امام مشاهد عديدة ، كانت تلقي بظلالها حول المشهد الاخير من البطولة التي ليس للعرب ولا الاردنيين فيها ناقة ولا جمل، ومع هذا كان المشهد يحشد الجماهير العربية على اتساعها ، وهو مشهد، انتظر متعته العالم، ونحن من هذا العالم.
بدأت المشاهد بالتسخين الاعلامي المرئي والمقروء والمسموع، والتناقل عبر احاديث مباشرة في مختلف الاماكن، ومع العد التنازلي ،ارتفعت قرائح المتعصبين وتزايدت الرهانات ، قبل ان تنتهي بالولوج الى المقاهي وبعض الاندية والمنازل والمؤسسات المشتركة مع القناة الناقلة للحدث.
الشوارع خالية، والمقاعد حجزت قبل ساعات من بدء العرض، وظل الحديث عن الحدث يتجاذبه المشاهدون من الرجال والنساء ومن قبلهم الشباب والشابات، وحتى الصبايا، وكأن عامة الناس اصبحت في حضرة الملك المنتظر ! فمثلما كان العالم يتجه بأنظاره الى العاصمة الايطالية روما، ومن اسعفه الحظ منهم بالقدوم الى (ستاد اوليمبكو) كان المشاهدون الاردنيون وغير الاردنيين على هذه الارض الوادعة، تأخذهم اقدامهم صوب تلك الاماكن، ومضى الناس زرافات كلاً في طريق، فمن لا يشاهد البطل والوصيف في بث حي ومباشر، فان المشاهدة عند التسجيل يصبح كمن يقبل على مائدة لذيدة حفظت في ثلاجة او فات اوان التهامها وهي ساخنة طازجة.
في الاردن اختلط المشجعون والمشجعات وانقسموا الى حزبين لا ثالث لهما، حزب يتعصب للاسباني ممثلاً بالبرشا وآخر للانجليزي ممثلاً بالشياطين الحمر الذين ارتدوا الفانيلة البيضاء وهي لون القميص الذي يرتديه ريال مدريد، فهل اكثر من هذه نكاية حتى يصّرح مدرب ما نشستر عبر الفضائيات لماذا ارتدى تلامذته قمصانهم هذا اللون؟ فيرجسون الطاعن في الخبرة خسر الرهان على اللون الابيض، مثلما سقط نجم الفريق كريستيانو رونالدو في ثقته الزائدة وهو يصرح قبل المباراة بأنه نجم العالم الاول وليته توقف عند هذا، وهو يزعم بأنه النجم الاوحد اذ لا مكان لنجم من نجوم العالم قاطبة يأتي في المركز الثاني او الثالث! فكان ان ظهر في المباراة ظلاً لنجوم برشلونة ولا يظل زملاءه من وهجمعركة حامية الوطيس، فلم يجد الا ان يتعمد الخشونة وكأنه لاعب في بلد نام وليس نجماً ذاع صيته وسطع.
نزوح عشاق كرة القدم وغيرهم الى المقاهي لمشاهدة مباراة تجمع فريقين لا يمتان الى العرب بصلة حتى ولو بتمثيل لاعب عربي واحد مع احد الفريقين، يكشف حقيقة، الشباب وتعلقهم بالرياضة رغم ما يقال هنا وهناك من مغامرات شبابية وافعال وسلوكيات، وضعت الشباب في صورة غير طيبة في نظر المجتمع بكل اسف.
ولكن السؤال الذي يطرح :لماذا يتابع المشجعون والمشجعات بهذا الكم في المقاهي، دون غيرها من الاماكن ؟ ربما وجد الشباب ان متنفساتهم تتوفر في المقاهي كونها توفر لهم الحرية في التعبير من جهة ومتطلبات الجلوس رغم التكاليف التي تبدو عالية،عند طلب المشروبات الساخنة والتسالي وغيرها من الطلبات السريعة ما يشير الى ان معظم روادها من طبقة تتمتع بالقدرة الشرائية ولديها سقف عال من حرية السلوك، وجميع هذه المتطلبات لا تتوفر في كثير من الاماكن والتي تبدو في نظر الشباب تضييقاً عليهم.
من الملفت للنظر ان تكون نسبة الحضور لحدث رياضي من الشابات الى الشباب 40% كما كشف عنها مشاهد في احد المقاهي وهي نسبة بالتأكيد عالية جداً، ولها ابعاد، ولكن الخوض فيها يحتاج الى وقت طويل ومساحات اكبر، دون الوصول الى اسباب هذه الظاهرة التي تستحق الدراسة، وخصوصاً ان نسبة الشباب في المجتمع الاردني تزيد على 70% وهي النسبة التي تدنو منها في الوطن العربي كما تبين كثير من الدراسات.
اما الذين فاتهم مشاهدة الحدث وهو لا يقل عن مشاهدة نهائي كأس العالم ، فكان يفترض ان تكون مؤسسات مثل وزارة الاعلام والتلفزيون الاردني والمجلس الاعلى للشباب واللجنة الاولمبية، ان تتنادى الى تنسيق تسويقي مع الشبكة الناقلة للحدث بحيث توفر هذه المؤسسات شاشات عملاقة في المرافق الرياضية والشبابية وغيرها من الاماكن التي تضع المواطن الاردني ولو لساعة ونصف الساعة من المتعة.
رأي خبير
يقول الخبير الاردني المعروف د.محمد خير مامســـــر في الجانـــــب الاعلاني الرياضي ان الاعلان الرياضي من اغلى الاعلانات الاقتصادية في العالم، وتتزايد قيمة الاعلان وهو يحسب بالثانية كلما اقترب الحدث وشهد اكثر سخونة، وتتفاوت قيمته المادية ما بين اصحاب المؤسسات الاعلامية او الناقلة للاحداث الرياضية ما بين النشرات الاخبارية او الاوقات المطلوب نشرها. ويضيف من هنا نجد الدول المتقدمة رياضياً كيف تجني مؤسساتها الرياضية اموالاً طائلة وتصبح قيمة اللاعب بالملايين، في حين مقدرات تلك المؤسسات تقدر بالمليارات، ..الرياضة في تلك الدول :حضارة مثلما هي حضارات الامم في المجالات الاخرى.
..وآراء فنية
وفي الجانب الفني عن اللقاء يقول المدرب الوطني مظهر السعيدمن الناحية المهارية والبدنية فهي متواجدة في فريق برشلونة اكثر من مانشستر كما يتفوق برشلونة على منافسه في التحرك والذكاء الميداني وهو تحرك غير محدود، كما ان الاسناد السريع وتفريغ المساحات، صّعب المراقبة وسهل اختراق المنظومة الدفاعية لمانشستر ، هذه العوامل شكلت في نهايتها ضغطاً في الواجهة الامامية ، وهذا الضغط ،يحتاج كما هو معروف الى وقود بدني وهو ما وفره برشلونه من قبل. ويضيف ولأن مانشستر فقد زمام المبادرة في منطقة الوسط، فانه افقد رونالدو على عمل أي تهديد وخصوصاً في الشوط الثاني.
ويقول المدرب عيسى الترك كان لتكتيك وانضباط لاعبي برشلونة الى جانب ارتياحهم وابعادهم عن جو المباراة قبل موعدها اثر كبير في الفوز على عكس مانشستر الذي ظهر مرهقاً، كذلك كان الدور الهجومي الذي قاده برشلونة دون تحديد مهاجم او قلب هجوم وهو يوزع الادوار على مفاتيح الفريق ويشكل زيادة عددية في منطقة الوسط التي انطلقت منها هجمات بقيادة ميسي الى جانب القوة الدفاعية التي برز فيها بويول.
واضاف كان نهج اسلوب برشلونة في الضغط المزدوج على اللاعب المستحوذ على الكرة من لاعبي مانشستر وفي مقدمتهم رونالدو الذي اضطر التحرك على الاطراف وليس في العمق في ابعاد الخطورة على المرمى.
ويقول د.راتب الداوود الاستعداد النفسي الكامل لبرشلونة والانضباط والتكتيك لكل لاعب والتكيف مع اجواء المباراة وراء الفوز، بالمقابل لم يقدم مانشستراداءه المعهود وكفريق انجليزي ، ووضع لاعبين مهمين على قائمة الاحتياط قبل اشراكهم في وقت لاحق ترك اكثر من سؤال واستغراب.
ويمضي ومثلما كانت المباراة بين مدربين يسعى كل منهما ان يضيف انجازاً الى تاريخه، كانت المباراة تحد بين نجمين يتنافسان على زعامة افضل لاعب في العالم ، ليخطف الاضواء مدرب برشلونة ولاعبه جوارديولا وميسي من مدرب مانشستر فيرجسون ورونالدو. وختم حديثه ميسي ورفاقه قادوا المباراة الى حيث ارادوا لتكتيكهم وانضباطهم وانسجامهم كما اشرنا، ورونالدو خرج عن طور السيطرة بعد ان وجه اكثر من تسديدة في بداية المباراة فخسر مع رفاقه البطولة .











































