نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع اردنيات رائدات (3)
الطوالبة : وجدت نفسي احب تخصص الطب الشرعي والتحقت به وحصلت على شهادة اختصاص به* نفاع : عضويتي المبكرة في الحزب ساعدتني في الدفاع عن حقوق المراة سياسيا.
قياديات ورائدات في مناصبهن .. فتحن ابواب العمل والمهن لتقتحمها المراة وتثبت جدراتها بعد 28 عاما من اقتصارها على الرجال ...نخبة من السيدات يتحدث عن توليهن مناصبهن كأول امرأة يتحدثن عن تجربتهن لعمان نت على مدى 6 حلقات:
نساء فتحن الابواب امامنا قبل 28 عاما , كسرن الحواجز ومشين على خطاهن بعد ان تقلدن مناصب ومهن اقتصرت على الرجال لعدة عقود, و منهن من وصلت الى صنع القرار والعمل السياسي والاخريات اخترن مهن اسوة بمهن الرجال فتفوقن في مجال عملهن واثبتن جداررتهن في العمل .
تعددت المناصب ولحقت المراة بركب الرجل في مؤسسات الدولة الحكومية فعينت في مجالات مختلفة الا ان الاردن ومع دخوله الالفية الثالثة ما زال ينتظر المراة الحديدية التي ستتربع يوميا على كرسي رئاسة الوزراء كمارجريت تاتشر وبنازير بوتو او ربما تعين رئيسا لمجلس الاعيان اوالنواب ..عمان نت اختارت نخبة من السيدات الاول في مناصبهن ووظائفهن وتحدثن عن كيف وصلن التي فتح الطريق امام الاجيال .
د. اسراء الطوالبة
بعد 32 عاما على انشاءالمركز الوطني للطب الشرعي والعمل فيه اقتصر على الرجال حيث الطبيعة المهنة التي يراها البعض انها خالصة للرجال كون مشاهدة الجثث في المشرحة وتشريحها يحتاج الى قوة قلب فبالكاد لا تدر دخلا كما هو باقي تخصصات الطب الاخرى حتى ان هناك اطباء يرددون عبارة " اذبحني ولا دخلني مشرحة " وتبقى مهنة الطبيب الشرعي نظرة مجتمعية متوارثة يصعب تقبل المجتمع ان تعمل المراة فيها والذي يرى انها جنس لطيف لا تستطيع مشاهدة اوتشريحها اخصائية الطب الشرعي د. اسراء الطوالبة كسرت القاعدة وسجلت كاول طبيبة شرعية في الاردن خاصة وان وجودها ساهم كثيرا في سهولة التعامل مع المراة او الفتاة المحتاجة الى الكشف الطبي في المركز فاصبحت المراة تشعر بالراحة النفسية والتجاوب اكثر من خلال فحص امراة طبيبة لها وليس رجل وهذا ليس انتقاصا من قدرة الطبيب الشرعي بل جاءت د. الطوالبة لتعزز دور المراة وقيامها بواجبها على اكمل وجه في العمل اسوة بالرجل.
فالصدفة لعبت دورا في حياة د. اسراء الطوالبة التي لم تتخير يوما انها ستكون في موقع تتبواه امراة لاول مرة كاخصائية طب شرعي فتقول التحاقي بتخصص الطب الشرعي لم يكن مقصودا فرب رمية من غير رامي , كنت اريد ان اتخصص في الطب الشرعي لم اكن اعرف ان كان هناك طبيبات سبقتني , وجدت نفسي احب تخصص الطب الشرعي واصريت على الالتحاق به وبعد 3 سنوات حصلت على شهادة التخصص وكنت اول اخصائية طب شرعي في الاردن .
ما شاهدته د . الطوالبة في المشرحة بالمرة الاولى عندما طلب منها اجراء الكشف على جثة لرجل منتحر بعيار ناري اثر حزنها والمها وصدمتها الا ان ارادتها وحبها للمهنة اعادها الى العمل وطبيعتها فلم يوقفها بل اعطاها قوة واصرار للعمل من اجل تحقيق العدالة وادانة الجاني .
وتستمد د.الطوالبة احساسها بال قوة وافتخارها برسالتها التي تؤدي من خلال تقدير المسؤولين لادائها وتقدير عائلتها زوجها واطفالها لها وكذلك افتخار عائلتها بها وتقول ان الشعور الذي يتملكني والمسيطر هو شعور وردة فعل من حولي لعملي في الطب الشرعي فهم من يشعرني بالتقدير والسعادة وهم من يعطوني القوة فلدي رسالة اريد ان اؤديها من خلال ما اشعر به من جراء دعم المحيطين لي فساعمل على تغيير قناعة المجتمع بما نؤديه وساعمل ايضا للوصول الى العدالة التي تعتمد على الادلة العلمية والفنية ومن خلال الخبرة التي يقدمها الطب الشرعي ولهذا علينا كاطباء شرعيين من تطوير انفسنا سواء علميا او تكنولوجيا بسبب تطور الجريمة وتغير ادواتها وظروفها .
وتعترف د.الطوالبة على انها لم تحقق الطموح التي سعت من اجله بعد فكل ما قدمته خلال ال3 سنوات في الطب الشرعي تعتبر نفسها انها ما زالت مقصرة فتقول اطمح للاعلى والاكثرفهدفي ليس الوصول الى مركز معين فقط بل تقديم رسالة لا تنتهي الا بنتهاء العمر, فلدينا قضايا تتعلق بالمراة لم يتطرق لها بمفهومه العميق وواسع كحقوق الانسان والمراة فهي بحاجة الى عمل مستمر وكذلك حقوق الطفل الذي قطع به شوطا كبيرا من العمل من خلال اهتمام جلالة الملكة رانيا العبد الله بقضايا الطفل ونصيرة الاطفال ضحايا العنف الاسري بالاضافة الى زراعة الاعضاء ,حتما نريد ان نصل الى اكتفاء ذاتي من خلال العمل على القضايا المطروحة بشكل جدي ومتواصل .
وتشير ان عملها في الطب الشرعي ومن خلال دعم العائلة المالكة لدكتورة الطوالبة وابراز عملها من خلال وسائل الاعلام كان له الاثر الايجابي في حياة اشخاص تاثروا بنجاحاتها كونها اول طبيبة شرعية.
وتقول عن ذلك لقد حضرت طالبة اردنية تدرس الطب في المانيا الى المركز طلبت ان تنضم للطب الشرعي بعن ان سمعت عني قبل 4 سنوات تريد بعد ان تنهي درستها ان تكون احد طبيبة شرعية هذا مثال على تاثر اخرين بما نحققه عنساء اردنيات واجبنا تحقيق السمعة الطيبة للبلد والقيام بواجبنا وهذا ما يشعرني بالسعادة فهناك من ياتي لعدة ايام لانهم يحبون وجودي في الطب الشرعي ويريدون ان يتبعوا خطواتي في حين هناك من يثير المشاكل .
وتشير الى ان عبارات التقدير التي تسمعها من حولها كاول طبيبة شرعية لاشك انها تدعم حقوق المراة ,فالمراة ليست عاجزةعن اداء اية مهمة ويمكن ان تحقق أي معجزة في عملها .
وتضيف ان المراة بشهادتها وعملها تحقق جزءا من استقلاليتها وقوة لها لكن من واقع العمل فهناك حالات عنف كثيرة تقع على المراة كثيرة تقع على المراة العاملة على الرغم من انها الداعمة للبيت وصاحبة شخصية قوية الا انها تواجع العنف النفسي والجسدي من الزوج خاصة عندما يصبح عاطلا عن العمل فيصبح في هذه الحالة دور عكسي للاسرة .
وتقول في السابق كنا نقول ان الشهادة والعلم والاستقلال المادي يعطي دعم للمراة وتستطيع ان تحقق ذاتها منخلال الاستقلالية الذاتية لكن ما تبين خلال العمل ولقاءاتي مع ضحايا العنف ضد المراة من الزوج ان هناك نسبة كبيرة من النساء العاملات مستقلات ماديا لكنها تفتقد الى القوة الداخلية التي تمكن بداخلها ولا تعرف كيف تستخدمها ,فجداتنا في السابق لم يحصلن على شهادة جامعيات لكن قوتهن كانت في كرامتهن واحساسها بانسانيتها كانت اعلى من الان
وتنصح د. الطوالبة ام لطفلين الامهات ان تربي بناتها على تعزيز شعورها بالكرامة والانسانية وتبقى الشهادة والعلم والعمل والاستقلال المادي مكملات لهذه الامورفلو امتلكت المراة الملايين ولم تربى على احساسها بقيمة الكرامة والانسانية ستبقى معنفة ,فليس هناك مستحيل فالمراة اقوى من الرجل وخاصة ان الله حباها بنعمة الحمل والولادة والرضاعة والامومة وهذا ما يميزها عن الرجل وبالعكس على كل امراة ان تخوض تجربة خاصة بها تحقق طموجها وان لا تتوقع الفشل قبل النجاح ,فكلمة مستحيل من صنع البشر لانه عجز عن تحقيق الكثير دون ان يحاول مرارا ويؤمن بقدرته على تحقيق حلمه او مبتغاه .
اميلي نفاع
تقول أول امرأة وصلت إلى عضوية المكتب السياسي الحزب الشيوعي الاردني اميلي نفاع ان توليها مهام المكتب وكونها امراة اسعدها كثيرا اذ ان تعتبر ذلك تتويجا وتقديرا لتضحياتها خلال نشاطها الحزبي والوطني العام.
انتسبت نفاع للحزب الشيوعي الأردني عام 1954 وكان أول نشاط لها خارج الأردن المشاركة في مهرجان الشباب والطلاب عام 1955 في وارسو / بولندا. وبعد فصلها من عملها كرئيسة ديوان في احد البنوك بسبب نشاطها النقابي والسياسي كرمها الحزب بانتخابي لعضوية اللجنة المركزية عام 1963 وفي عام 1970 تم انتخابي لعضوية المكتب السياسي. وكان لي شرف تمثيل الحزب في العديد من مؤتمرات الأحزاب الشيوعية في أمريكا و أوروبا والعالم العربي مما اكسبني تجربة وخبرة كبيرة اعتز بها.
وترى أن عضويتها المبكرة في الحزب ساعدتها كثيرا في نشاطها للدفاع عن حقوق المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وادركت نفاع من خلال عضويتها في الحزب بان الأحزاب السياسية هي أرقى أشكال العمل السياسي المنظم وإنها مدارس تعلم العضو السياسة والاقتصاد واهم من ذلك أنها تعمق انتمائه لوطنه وتدفعه للدفاع عن مصالح الجماهير الواسعة ولا سيما المهمشة وفي مقدمتها المرأة.
وتؤكد نفاع على انه شعور بالاعتزاز والفخر لأنه لم يتحقق بسهولة بل بعد نضال متواصل لسنوات عديدة في ظل ظروف قاسية تم خلالها منعي من السفر والفصل من العمل وفرض الإقامة الجبرية المنزلية علي لفترة وملاحقتي ومداهمة منزلي مرات عديدة، والتضييق على كل من حاول زيارتي أو الاتصال بي. لقد عزز من ثقتي بنفسي ومنحني مزيدا من التصميم على مواصلة النضال وخدمة شعبي وتكريس حياتي لتحقيق الأهداف والمبادئ التي آمنت بها
وتقول لقد لمست تعاطف كبير معي وقناعة كبيرة بآرائي ومعتقداتي والتحقت العديد من النساء لصفوف الحزب نتيجة التأثر والقناعة بالآراء التي كنت اطرحها بين الأهل وزميلات وزملاء العمل. صحيح أن الظروف الصعبة جدا والحرمان التي لم تمكن قسما منهم من الاستمرار ومواجهة الصعوبات والضغوطات التي كانت تفوق طاقتهم رغم قناعاتهم.
لم يكن هناك مجال للغيرة لأنه لم يكن هناك مكاسب شخصية بل تضحيات ومعاناة، وبالتالي لم يكن هناك مشاكل تتعلق بموقعي بل وجدت كل تقدير واحترام من الخصوم قبل الأصدقاء.
وتعترف نفاع التي خاضت العمل الحزبي براحة ضمير واعتزاز حيث تمكنت رغم جميع الضغوط والمعاناة من الصمود وتحقيق طموحها في خدمة شعبها ووطنها ليس على المستوى الوطني فحسب بل وكذلك على المستوى الدولي .
وتقول تمكنت من خلال عضويتي في المنظمات النسائية الدولية كالاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي تتمتع بعضوية لجنته التنفيذية منذ سنوات. وقيادة المسيرة العالمية للنساء ، ومن خلال منابر مؤتمرات الأحزاب الشيوعية ومجلس السلم العالمي والمنتديات الدولية من الدفاع عن القضايا الوطنية العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال والعدوان، وكسب تأييد أوساط هامه ومؤثرة .
وتقول المناضلة لحقوق المراة نفاع للمرأة العاملة عليك توحيد جهودك من خلال النقابات العمالية والمطالبة بإنصافك في فرص العمل والأجر والترقية أسوه بزميلك العامل. وكذلك من اجل تحقيق مزيد من المكتسبات في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية والمشاركة في الأنشطة التي تعظمها الحركة النسائية في مختلف المناسبات ومن اجل تحقيق مختلف مجالات التنمية والمطالبة بتامين الخدمات الاجتماعية التي اقرها قانون العمل ومن ضمنها إيجاد دور حضانة ورياض أطفال لرعاية أطفالك.
أما الطالبات الجامعيات عدتنا للمستقبل فأقول لهن لقد مهد جيلنا الطريق أمامكن للوصول إلى الجامعات ومنحكن العديد من الحقوق فعليكن مواصلة المسيرة والبناء على المنجزات التي تحققت لحمايتها من القوى المتخلفة في المجتمع والتي ازدادت نفوذا وقوة وتأييدا في السنوات الأخيرة.
وتوضح نفاع لم استغل الموقع الأول في أية مؤسسة رسمية لذلك لم يتم تقديري بل العكس لم يتم الموافقة على عملي في أية مؤسسة رسمية، والقطاع الخاص كافأني بفصلي. من العمل المتفاني لأنني طالبت مع زميلاتي وزملائي منح الموظفين الراتب الثالث عشر أسوه ببقية البنوك.
وتقول لقد تم مكافأتي على نشاطي من قبل الاتحاد النساء الديمقراطي العالمي والمسيرة العالمية للنساء و منحي شهادات تقدير لجهودي كما ذكروا، في تعزيز التضامن والتعاون بين المنظمات النسائية ومن اجل الاستقلال الوطني والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلم العالمي.
مواضيع ذات علاقة:
نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع اردنيات رائدات (2)
نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع نساء رائدات (1)











































