نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع اردنيات رائدات (2)
*هيفاءالبشير: اول من فتحت باب العمل امام المتزوجات ... اول معلمة متزوجة وعضو مجلس امانة العاصمة * رابحة الدباس: تؤمن بجمع المراة بين العمل وحياتها الخاصة
قياديات ورائدات في مناصبهن .. فتحن ابواب العمل والمهن لتقتحمها المراة وتثبت جدراتها بعد 28 عاما من اقتصارها على الرجال ...نخبة من السيدات يتحدث عن توليهن مناصبهن كأول امرأة يتحدثن عن تجربتهن لعمان نت على مدى 6 حلقات:
نساء فتحن الابواب امامنا قبل 28 عاما , كسرن الحواجز ومشينا على خطاهم بعد ان تقلدن مناصب ومهن اقتصرت على الرجال لعدة عقود, و منهن من وصلت الى صنع القرار والعمل السياسي والاخريات اخترن مهن اسوة بمهن الرجال فتفوقن في مجال عملهن واثبتن جداررتهن في العمل ,
تعددت المناصب ولحقت المراة بركب الرجل في مؤسسات الدولة الحكومية فعينت في مجالات مختلفة الا ان الاردن ومع دخوله الالفية الثالثة ما زال ينتظر المراة الحديدية التي ستتربع يوميا على كرسي رئاسة الوزراء كمارجريت تاتشر وبنازير بوتو او ربما تعين رئيسا لمجلس الاعيان اوالنواب ..عمان نت اختارت نخبة من السيدات الاول في مناصبهن ووظائفهن وتحدثن عن كيف وصلن التي فتح الطريق امام الاجيال .
البشير
كانت السيدة هيفاء البشير اول امراة متزوجة تعمل في وزارة التربية والتعليم وكان ذلك عام 1956 وحسب المتعارف عليه انذاك ان من تع7مل في سلك التربية والتعليم هن الفتيات وما ان تقدم اي واحدة على الزواج يسقط دورها اوتوماتيكيا وتنتهي علاقتها بالوظيفة .
وتقول السيدة البشيرحين تزوجت عام 1954قدمت استقالتها من العمل لكنها عادت من جديد لوجود حاجة , وفي عام 1956 شغر موقع معلمة للغة الانجليزية في مدرسة السلط الثانوية للاناث وبقي المحل شاغرا لعدة شهور دون وجود من يملا المكان , الا ان سربت اخت زوجي وكانت احدى طالبات تلك الدفعة عن تمكن تدريس اللغة الانجليزية حيث كنت ادرس مبحث اللغة في المدرسة العائشية الثانوية في مدينة نابلس .
زتضيف جرى استفسار شفوي عن استعدادي للعمل فكان ان عبرت عن رغبتها الكبيرة باخذ الدور والذي اصطدم بالاجراءات الرسمية لكنهم وجدوا مخرجا بعرض ان اكتفي بنصف الراتب المنصوص عليه للموقع كضريبة كون امراة متزوجة .
الا ان عملها وحسب السيدة البشير اثار ضجة ضدها في المجتمع السلطي الا ان دعم زوجها لها فتح الابواب للتغيير حيث كانت من فتحت باب العمل للمراة المتزوجة والذي ينظر له اليوم كضرورة للمشاركة في التنمية والتعاون الاسري لتحسين الدخل للاسرة .
وتقول السيدة البشير انها اول امراة عينت في مجلس امانة العاصمة عام 1980 خلال فترة تولي المرحوم عصام العجلوني امانة العاصمة .
وحظ السيدة البشير في التعيينات كاول امراة لم يتوقف بل عينت ايضا في المجلس الصحي العالي عام 1977 كاول عضووذلك في عهد دولة مضر بدران لتمثل القطاع الاهلي حيث كانت اول امراة تعين في مجلس امانة عمان بعد توسيع نطاقها لتصبح عمان الكبرى وذلك عام 1986 حيث كانت المراة الوحيدة من بين 50 عضوا ثم اعيد تعيينها في الدورة التي تليها حتى عام 1994 .
وتوضح خلال العمل في مجلس الامانة لم اتغيب يوما عن اية جلسة او عن اسهام جاد في اي عمل لئلا يلصق التقصير للمراة كجنس وليس كشخص فقد كنت عينة ونموذج فان صلحت ينعكس ذلك على كل النساء .
وتؤكد السيدة البشيرانها واجهت كل الاحترام من الزملاء في مجلس الامانة خلال العمل لدورها واهتمامها الذي سهل المهمة امامها واعطاها القوة وقلل من الحرج الناتج عن كونها المراة الوحيدة في مجلس الامانة
ولا تزال السيدة البشير تؤمن ان طموحات المراة الاردنية اعلى واسسبق مما وصلت اليه لان المراة ما زالت تمثل فقط نماذج ولا بد ان يزداد العدد بشكل اوفى في كافة مواقع القرار .
وعن مساهمتها في تطور وضع المراة بالمجتمع تقول ان الجهود المبذولة عبر عقود لم تؤتي اكلها المتوقعة والتي تطمح لها النساء الاردنيات لا بل فان النساء العربيات في المغرب وتونهس ومصر وغيرها عدا الدول الغربية اسبق وابعد اثرا في حياة اوطانهن لمساهمتهن الاوسع في المجالس النيابية .
وتضيف ان المراة الاردنية في الالفية الثالثة تقطف ثمار كفاح الرواد في هذا الميدان لقد كان من الصعوبة بمكان دور الرائدات كل لوحدها في مجتمعات محافظة او حتى رافضة ,فاليوم نسب التعليم متقدمة ومشاركة المراة في القضاء والسلك الدبلوماسي والمهن المختلفة في تزايد لكن ما زال دور المراة في السلطتين التشريعية والتنفيذية اسما وغير مؤثر ودون طموح .
وتقول وتعتب السيدة البشير على كل امراة حصلت على الشهادات وبقيت داخل البيتفتعتبرها مخطئة في حق نفسها ووطنها , وان رسالة الزواج والامومة على قداستها واهميتها لا تغني عن المساهمة في العمل والحياة الامة حيث تحقق الرماتة ذاتها ووجودها ودورها في المجتمع .
وعلى مدى عدة عقود من التعليم والنضال والسايسة والاعمال الخيرية الانسانية انشات السيدة البشير مؤسسات تبقى ان تبقى خالدة كالاتحاد النسائي ودار ضيافة للمسنين ومركز الصفصاف للتاهيل وخدمات تقدم مساعدة لفئات وشرائح مختلفة من المجتمع تم منحها من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الاولى تكريما للجهود التي تبذلها .
وورد اسم السيدة البشير في سجل التكريم لمنحها جل اهتمامها للعمل التطوعي والجهود التي قدمتها على مدى عشرات السنين في توفير الرعاية الانسانية والصحية لشريحة واسعة من المواطنين خاصة كبار السن والمرضى النفسيين والمدمنين .
رابحة الدباس
الإصرار والعزيمة بأن لكل مجتهد نصيب كانت جميعاً وراء وصول رابحة الدباس الى منصب محافظ في وزارة الداخلية وكاول سيدة تتولى هذه المنصب من عقود السنين .
وتقول السيدة الدباس لقد دخلت سلك العمل منذ تخرجي من الجامعة ولم أترك العمل قطعاً لإيماني بأن المرأة يمكنها الجمع بين العمل وحياتها الخاصة.
وتضيف ان سنوات الدراسة يجب أن لا تنتهي إلى العدم ولكن يحب إكمالها إلى أقصى درجة والنظر دوماً إلى تحسين الوضع العملي فالطموح هو مفتاح النجاح والإصرار هو الأداة إلى توصل إلى الطموح ، والإنتماء والولاء هما الأساس.
وتؤكد ان الإرادة الصلبة والرؤية الواضحة لا تجعل للصدف مكاناً بل إنها تحمل إصراراً وعزيمة لتحقيق حلم ثم السعي لتحقيق حلم آخر.
وتقول ليس هناك أجمل من هذا الشعور ، فأن أدخل ميداناً كان حكراً على الرجال لسنوات عديدة سجل تاريخا وعهداً جديداً في مسيرة نجاح ومشاركة المرأة الأردنية، حيث حققت نجاحات على مختلف الأصعدة.
وتوضح إن سعادتها بقبول هذا المنصب تنطلق من أنها حازت على الثقة الملكية السامية أولا وعلى ثقة دولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الداخلية ولكن وبنفس الوقت تعتقد أن هذا المنصب هو من أكبر التحديات التي واجهتها في حياتها العملية التي إمتدت لسنوات طويلة وذلك لأن منصب المحافظ ينطوي عليه الكثير من المسؤوليات والتحديات التي لها طبيعة ونوع خاص يختلف عن باقي الوظائف ، حيث أن هذا الموقع يحتاج إلى مواصفات قيادية معينة وتحتاج إلى دبلوماسية عالية ودراية وبعد نظر.
اما كيف يراها الاخرون وهل تاثروا بها فتقول إن هذا السؤال يجب أن يسأل للذين من حولي من الصعب أن أحدد أنا كيف يراني من حولي ، ولكن ومع ذلك أستطيع القول أن العديد يرون أني قد تخطيت حاجز كان من الصعب تخطيه وذلك لما يرتبط بمركز المحافظ من مهام حساسة ودقيقة وبنفس الوقت يرون أن المرأة بإصرارها وعزيمتها من الممكن أن تتخطى كل العقبات والحواجز وأنها قادرة على إثبات نفسها ووجودها ولكنها بنفس الوقت تحتاج إلى جهد مضاعف حتى تستطيع التأثير وتغيير نظرة المجتمع لبعض الوظائف.
وتؤكد السيدة الدباس على انها لم تواجه اية مشاكل خلال فترة توليها منصب المحافظ التي تعد قصيرة في عمر الحياة المهنية فأنا في هذا المنصب منذ عشرة أشهر تقريباً ولازال هناك لدي الكثير من العطاء والكثير من المبادرات التي من خلالها أنوي إلى تحقيق مزيد من المكاسب للمجتمع ككل وليس للمرأة فقط فأنا أرى أن المرأة جزء مهم لا يتجزأ من المجتمع ككل ولذلك أرى دائماً أن يشار للمرأة على أنها عنصر مهم من عناصر بناء هذا الوطن الغالي والذي أفخر بأن أكون مواطنة فيه.
وتؤكد السيدة الدباس على تحقيقها جزءًا من طموحها ولكن طموحها لا يقف عند هذا فهي ترى أن الإنسان إذا فقد الطموح يكون قد فقد العطاء وفقد جزءاً مهما ً من الدافع لتقديم الأفضل وللسير قدماً في حياته لذلك فإن السماء هي حدود طموحي وآمل أن أحقق العديد من الإنجازات وأن أصل إلى المناصب الأخرى سواء تلك التي وصلتها المرأة أو التي لم تصلها المرأة بعد ، إن عظمة الإنسان تكمن في حجم طموحاته وأحلامه والمرء في غير روعة أحلامه شخص فاقد لأهم مقومات النجاح.
وتقول إن النجاح بأي منصب من مناصب الحياة يجب أن يكون دافعاً وحافزاً لباقي أفراد المجتمع ، وتحقيقي للمرتبة الأولى في تولي منصب المحافظ يجب أن تكون دافعاً وحافزاً ، إن لا شيء صعب في هذا الوطن لأن إيمان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بالمرأة قوي بقدراتها وعطائها ومشاركتها كأي رجل آخر ذلك لأنه لا يوجد هناك فرق بن المرأة والرجل في الدستور وكافة مناحي الحياة وإنما علينا أن نعرف كيف نطبق القوانين وكيف نجيرها لصفنا وكيف نكون قادرات على إثبات أن المرأة تستطيع القيام بأي وظيفة كانت لأن لديها القيم ، والتعليم والقدرة والتنظيم والمثابرة.
وتضيف أقول للمرأة العاملة دائما أن عليها أن تثبت وجودها في مكان عملها وبأي منصب كان لأن الإيمان بالعمل والإيمان بنفسها وبقدرتها على القيام بكل ما هو لازم لوظيفتها هو الأساس لنجاحها وتقدمها .
وتشير الى ان الإنتماء للعمل هو من أهم أسباب النجاح التي من خلالها يمكن للمرأة أن ترتقي السلم الوظيفي على ان تكون ملمة بالأنظمة والتشريعات التي تخصها .
وعن تقدير الدولة لها تجيب هل هناك تقدير أكثر من أن أكون أول امرأة حازت على ثقة جلالة الملك القائد الباني لهذا الوطن بان أكون أول من تتقلد منصب محافظ في هذا البلد المعطاء الذي اعتز بكوني فردا من أفراده دائماً خادمة لهذا الوطن وسأصبو إلى تحقيق المزيد من المكاسب للمرأة والوطن ، فالمواطن الذي يؤمن بمعنى المواطنة يجب أن يعطى هذا الوطن لآخره لحظه في حياته ويجب أن يكون أهلاً للثقة في كل لحظة من حياته العملية.
مواضيع ذات علاقة:











































