نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع أردنيات رائدات(4)

نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع أردنيات رائدات(4)
الرابط المختصر

 *قبعين : اول امراة اردنية تصل الى التحكيم الدولي للعية التايكواندو في الاردن والوطن العربي* عفانة : اعتز بتحقيقي نجاحات متواضعة خلال مسيرتي الاعلامية .

قياديات ورائدات في مناصبهن .. فتحن ابواب العمل والمهن لتقتحمها المراة وتثبت جدراتها بعد 28 عاما من اقتصارها على الرجال ...نخبة من السيدات يتحدث عن توليهن مناصبهن كأول امرأة يتحدثن عن تجربتهن لعمان نت على مدى 6 حلقات:
نساء فتحن الابواب امامنا قبل 28 عاما , كسرن الحواجز ومشين على خطاهن بعد ان تقلدن مناصب ومهن اقتصرت على الرجال لعدة عقود, و منهن من وصلت الى صنع القرار والعمل السياسي والاخريات اخترن مهن اسوة بمهن الرجال فتفوقن في مجال عملهن واثبتن جداررتهن في العمل .

تعددت المناصب ولحقت المراة بركب الرجل في مؤسسات الدولة الحكومية فعينت في مجالات مختلفة الا ان الاردن ومع دخوله الالفية الثالثة ما زال ينتظر المراة الحديدية التي ستتربع يوميا على كرسي رئاسة الوزراء كمارجريت تاتشر وبنازير بوتو او ربما تعين رئيسا لمجلس الاعيان اوالنواب ..عمان نت اختارت نخبة من السيدات الاول في مناصبهن ووظائفهن وتحدثن عن كيف وصلن التي فتح الطريق امام الاجيال .
 
هيا قبعين


بدأت أول امرأة حكم  دولي للتايكواندو هيا قبعين وأول امرأة حاصلة على رخصة سكوتر وأيضا اول أخصائية بالصم وتصحيح النطق مشوارها الرياضي , في الدفاع عن لعبة التايكوندو منذ 27 عاما وخلال دراستها في المدرسة الاهلية للبنات القريبة من نادي جبل عمان , النادي الوحيد في عمان كان يدرب التايكواندو .
 
وحب الفضول لمشاهدة هذه اللعبة والتردد احيانا الا ان الارادة كانت اقوى ودفعتها للقاء مدير النادي انذاك وسؤاله ان كانت هذه اللعبة للرجال فقط ؟وهل يمكنها التسجيل فيها ؟

تشجيع مدير النادي كان السبب في مشاركة قبيعين لهذه اللعبة وايضا تشجيع عائلتها لها فتقول تدربت لمدة عام واحدة وكانت فترة قياسية لاحصل على الحزام الاسود فكنت ا ول فتاة اردنية تمارس هذه اللعبة وتحصل على الحزام الاسود, وبعدها تابعت اللعبة وسافرت الى اميركا لمتابعة الدراسة الجامعية ووهناك شاركت ببطولات الجامعة وكنت الوحيدة الحاصلة على الحزام الاسود وتابعن المسيرة في عام 1986 .


وتضيف ان الانجازات التي حققتها كاول فتاة اردنية تحصل على هذا اللقب كان محط فخر واعتزاز حيث اعطاني ثقة بالنفس وايضا لم تكن سهلة كون كنت فتاة فكان هناك حواجز ومشاكل الا اني اصريت على تقديم نموذج خاص للفتاة الاردنية للتعلم مواجهة الصعوبات في شتى مجالات الحياة , فلعبة التايكواندو متعارف عليها للرجال فقط وخاصة في المجتمع الشرقيالا ان الارادة والتصميم كان سبيلا بنجاحي كامراة وكذلك التوفيق من الله عز وجل .

وتؤكد السيدة قبعين ان نسبة كبيرة من العنصر النسائي شارك بهذه اللعبة وهذا دليل على نجاحي وسير اغلكثير من الفتيات على خطاي على مستوى المملكة والمستوى العالمي .


وترى ان الغيرة ايضا كانت دافعا لاخرين كون اني امراةفكان هناك معارضين الا اني حققت انجازات لم يحققها محترفين في هذه اللعبة من الرجال وخاصة العمل على تطوير الاداء عالميا وخوض مجال التحكيم على مستوى البطولات العالمية وحصولي على لقب اول امراة على مستوى العالم العربيحيث حصلت على لقب حكم ووصولي ايضا الى بطولة العالم للتحكيم التاهيلية للاولمبيات وكنت اول حكم عربي بهذا المجال .


وتؤكد قبعين على تحقيق طموحها وهي سعيدة بما حققت الا ان طموحها لا يتوقف فقد شاركت قبل شهرين في تصفيات الحكام الاولمبية في كوريا وكنت المراة العربية الوحيدة التي حققت انجازات في هذه التصفيات .


وتشير قبعين الى انها غيرت نظرتها لدور المراة في هذه اللعبة وسعيدة لما حققته وترى هذه السعادة في وجوه طلابها وطالباتها على مستوى المملكة موضحة ان المراة معرضة باي وقت للدفاع الجسدي عن نفسها لا سيما بتطور المجتمع ومشاركة المراة في جميع قطاعاته .

ان طعم النجاح يراه الانسان في الاخرين له هذا ما تقوله قبعين التي تذوقت طعم النجاح من خلال تقدير مؤسسات الدولة لها ومن سمو الامير الحسن بن طلال الذي كرمها سموه كاول لاعبة تايكواندو تحصل على الحزام الاسود وكذلك تكريم سموه لها عندما حصلت على لقب اول مدربة واول حكم مشيرة الى ان سموه كان الداعم لها في كل اعمالها وتقديمه لكافة التسهيلات لها .
 
وتوجه قبعين رسالة الى المراة العاملة في ان لا تقف عند اول موقف صعب تواجهه او مشكلة اذ عليها ان تثابر وتصبر على الصعوبات وفي النهاية ستنجح وكذلك بالنسبة لطالباتنا وطلابنا الجامعيين وان يواصلوا حياتهم العملية بنجاح .
 
وتتحدث قبعين عن صدفة غيرت مسار تخصصها التي ذهبت لاميركا لدراسته لتعود الى الاردن بتخصص الالصم وتصحيح النطق وتاهيل السمع فتقول كنت بداية ادرس علاج طبيعي عندما تحدث معي والدي وبين لي ان تخصص علاج طبيعي الرياضيين الذي اخترته لا يناسبني لاني فتاة وبالغلط  التحقت بعلاج السمع بدلا من العلاج الطبيعيوقد احببت التخصص لان المحاضر كان اصم وكنت اول مرة في حياتي اشاهد اصم وحاصل على شهادة دكتوراه فحبيت التخصص والتحقت به .
 
اما رخصة السكوتر فقد حصلت عليها العام الماضي وكانت اول امراة تجتاز فحص سكوتر وتحصل على رخصة قيادة دراجة وتقول كان لدي دراجة نارية منذ عام 1979 وكنت اقودها دون رخصة وفي عام 1982 حصلت على رخصة لقايدة الدراجة النارية .


سوزان عفانة

برزت في المجال الإعلامي وحققت إنجازات هامة وبصمات مميزة في مسيرة المرأة الأردنية سوزان عفانة هي اعلامية امتلكت من الخبرة ما يزيد عن 15 عاما في مجال العمل الإعلامي عملت خلالها مع عدد من القنوات الفضائية المحلية والعالمية ضمّت التلفزيون الأردني، وقناة الـ"إم بي سي" والـ"سي إن إن". وتبوأت منصب مدير عام القناة الفضائية الأردنية لتكون أول إمرأة في الوطن العربي تتولى هذه المهام وهي لاتزال في التاسعة والعشرين من العمر.


وتعد عفانة أول إعلامية أردنية، وهي الوحيدة حتى اليوم، التي حازت على جائزة "أفضل تقرير سياسي" للعام 2000 ضمن برنامج "التقرير العالمي"  The Word Reportفي قناة  "سي إن إن".
 
وتقول السيدة عفانة ان  الطموح والمثابرة والاجتهاد هي الأساس وراء أي نجاح أو تفوق، وبالطبع هناك توفيق من الله عزّوجل. فلقد انضممت إلى فريق عمل التلفزيون الأردني وأنا لم أتجاوز العشرين عاما.

وربما تلعب الفرص أحيانا دورا في دعم الإنسان خلال مسيرته العملية، ولكن العمل الجاد والرغبة في تحقيق النجاح والتميز والشغف تجاه المهنة لاشك هي الأسباب الحقيقية في تحقيق الذات.

اما  وبالنسبة لتجربتها  فتقول عفانة كنت أعمل خلال فترة وجودي في التلفزيون أكثر من 13 ساعة في اليوم في مرات عديدة ودون أي إجازات لأيام متواصلة، ولكن شغفي بالمهنة دفعني إلى الإلمام بجميع تفاصيلها وليس فقط في مجال تخصصي فحسب، فقد عملت في بدايتي كمحررة وبعد عام واحد أصبحت مذيعة ومحررة ومراسلة ميدانية، وكنت في الكثير من الأحيان أتولى مهام المونتاج والإخراج وغيرها من الجوانب الفنية مما مهّد لي الطريق عندما تم تكليفي برئاسة تحرير الأخبار ثم إدارة القناة الفضائية وأنا في التاسعة والعشرين من العمر.

وتؤكد أن  النجاح يحتاج إلى دافع داخلي ورغبة صادقة وجهد مضاعف وفي النهاية لابد أن يحصد الإنسان ثمار جهده ولو بعد حين.


وعن توليها منصب مدير فضائية وكاول امراة تتولاه تقول في حياتي المهنية لم أفكر يوما بكوني إمرأة، فأنا أعمل من دافع داخلي برغبتي بالتفوق والتزامي أمام نفسي ومن حولي بأن علي واجب ومسؤولية في خدمة بلدي ومؤسستي والقيام بمهمتي أي كانت على أكمل وجه. وتغمرني السعادة عندما أشعر أن ما بذلته من جهد قد تكلل بالنجاح وتحقيق الأهداف وأحدث تغييرا في حياة الآخرين.


وتتمنى السيدة عفانة أن يكون رأي من حولها  إيجابيا.. لكن ما يهمها  بصورة أساسية هو نظرة ابنتها سيلين لها وشعور عفانة  بالمسؤولية في أن تكون نموذجا يدفعها على التميز والتفوق.


وتشير الى ان الطموح ليس له حدود وفي داخلها  لاتزال فيها  طاقة كبيرة وأحلام كثيرة، ولكن الحمد لله إلى حد كبير تشعر بالرضى عن ما حققته كأم وربة أسرة أولا، فلديها زوج داعم وطفلين رائعين، سيلين وشاكر، وهما متفوقين في دراستهما،وهي راضية عن ما حققته في حياتها المهنية، أما الأكاديمية فطموحها  أن تكمل دراساتها العليا في مجال الإعلام.


وتقول ان هناك العديد من السيدات الأردنيات اللواتي تميزن وتفوقن في المجتمع وهو مدعاة للفخر، وأعتز بكوني حققت نجاحات متواضعة، آمل أن تكون قد ساهمت بتطور المجتمع كما ذكرت، ولكني ألفت هنا إلى أن العامل المشترك في ما تحققه المرأة من نجاح في مجتمعاتنا بشكل خاص، هو الدعم الذي تجده المرأة من عائلتها والوعي لدى بيئتها المحيطة بضرورة اعتماد المرأة على نفسها ولعبها دورا رئيسيا في المجتمع وبما يتناسب مع إمكانياتها وطموحها.


فاليوم وللأسف لانزال نفتقر إلى الوعي الكافي بدور المرأة خارج دورها الطبيعي كأم وربة منزل وهو دور عظيم لا يمكن لأحد التقليل منه، ولكن وخلال عملي كناطقة إعلامية لقمة المرأة العربية وما كان يتولد لدينا من أبحاث ودراسات، يحزنني أن غالبية  نساء الوطن العربي لا يشاركن في الحياة العملية بالصورة التي توازي قدراتهن وإمكانيتهن، ولا تزال مشاركتهن في بناء الاقتصاد محدودة بسبب نظرة المجتمع.

وعما تقوله للمراة العاملة  السيدة عفانة ..أنا ضد تماما أن يكون هناك "سقف زجاجي" يفرضه المجتمع أو التقاليد ويحد المرأة من التطور والتميز، ومن هنا أقول للمرأة العاملة أننا في الوقت الحالي وربما لعدد من السنوات المقبلة سيكون متوقعا منها جهدا مضاعفا لتحقيق ما تبتغيه ولكنه جهد سيؤتي أوكله.


وأما للطالبة الجامعية فأقول لها أن نصيحتي هي أن تبدأ بالتخطيط المبكر لمستقبلها وأن تكون لديها رؤية واضحة حول هدفها وعدم التقيد بالأطر التقليدية التي ترسم صورة نمطية لمستقبل الفتيات وحياتهم العملية، ومن منطلق تجربتي الشخصية، كان رغبتي في ارتياد مجال الصحافة والإعلام منذ كان عمري 12 عاما وسعيت لتحقيق هذا الهدف منذ ذلك الوقت، وكان الشغف بهذه المهنة هو الدافع الحقيقي إلى جانب الرغبة في النجاح والتميز.

 

مواضيع ذات علاقة:



نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع اردنيات رائدات (3)


 
نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع اردنيات رائدات (2)

نساء تحت الشمس..سلسلة مقابلات مع نساء رائدات (1)