نداء أخير للرئيس لتأجيل دوام المدارس
بلغنا أن أمر تأجيل دوام أبنائنا في المدارس هو الآن على طاولة مجلس الوزراء ، وأن القرار النهائي فيه بيد الرئيس ووزرائه ، وسواء كان هذا الأمر صحيحا بدقة أو غير ذلك ، فنحن نعرف أن صاحب الولاية في هذا الأمر هو مجلس الوزراء ، الذي يستطيع أن "يمون" على عضو فيه ، ويؤجل الدراسة،.
طبعا كنا وزملاء آخرون طرحنا هذا الطلب أما معالي وزير التربية والتعليم ، متحدثين بلسان كثيرين من القراء الذين يتواصلون معنا عادة ، إما عبر اللقاءات الوجاهية أو الهواتف أو الرسائل الإلكترونية ، وأكذب - حاشا لله - إن قلت أنني لست معنيا به بشكل شخصي ، فأنا لا أختبىء خلف مطالبات الآخرين ، بل أضم نفسي لهم ، وكذا هو الأمر بالنسبة لعدد لا بأس من المعارف،.
وبصراحة متناهية أجريت نوعا من الاستطلاع حول هذا الأمر ، في المكان الذي أعيش فيه ، فوجدت أن بعض الأمهات مللن من وجود الأولاد في البيت ويرغبن بشدة في التخلص منهم وفتح أبواب المدرسة في أسرع وقت ، أما الجهات الأخرى ، فنشعر بامتعاض شديد من عودة ألابناء إلى المدرسة في هذا الوقت "العصيب ،"وقد دهشت وأنا ارقب ابنتي الصغرى وهي تحسب الساعات التي تستطيع النوم فيها في اليوم الرمضاني المتضمن دوامها في المدرسة ، فلم يزد عن خمس ساعات ، وهو وقت لا يكفي للأطفال الذين يحتاجون إلى تسع ساعات من النوم المتواصل ، بصراحة أكثر بدأت أفكر في عدم إرسال ابنتي للمدرسة في شهر الصوم ، فهي ليست من أهل بدر ، وكنت أتمنى أن تكون ، وليست مضطرة للذهاب وهي "مسطلة" لمدرسة متثائبة كلها ، كي تعود لي جثة هامدة ، لأنها ترفض أن تصوم ، وفي نفس الوقت لا تستطيع أن توفق بين صومها ودوام المدرسة الذي يبدأ الاستعداد له الساعة السادسة صباحا ، إنه "جهاد" فعلا وليت أن هناك جهادا حقيقيا بابه مفتوح كي نعد أبناءنا له ، ولكننا نعلم ، ودولة الرئيس يعلم أيضا ، ووزير التربية ، أن القصة كلها تتعلق بستة عشر يوما ، يمكن تعويضها من دوام أيام السبت ، فلم كل وجع القلب هذا؟.
طبعا حديثنا حتى الآن يتعلق بأهل عمان ، والمدن الكبرى ، حيث يذهب كثير من الأولاد إلى المدارس بباص خاص ، أو في سيارة الوالد أو الوالدة ، فما شأن أولاد الأطراف ، والأقل اهتماما ، في مناطق البادية والقرى النائية ، والمخيمات؟ ألا يعرف مسؤولونا أن بعض هؤلاء الطلبة الصغار يقطعون عدة كيلو مترات للوصول إلى المدرسة في هذا الصيف القائظ؟ أي علم سيتلقاه هؤلاء بعد قطع هذه المسافات وهم صائمون؟.
يا جماعة اتقوا الله فينا وفي أبنائنا ، وحلوها،.
على فكرة ، وحسب علمي ، هناك كثيرون لن يرسلوا أبناءهم إلى المدرسة يوم الأحد القادم ، وإن فعلوا فلأجل تسلم الكتب ، ثم لن يكون هناك دوام ، يعني ستكون بداية سنة دراسية عرجاء ، أو بلا قدمين ربما،.











































