ميناء العقبة يتحول الى مقبرة للبواخر

الرابط المختصر

ميناء المملكة الوحيد يتحول اليوم إلى مقبرة للبواخر التي يود مالكوها التخلص منها" هذا ما يمكن استخلاصه من تجربة الباخرة "هالينا" الراسية في ميناء العقبة منذ سبعة أشهر.

لقد دفنت الباخرة شروق العام الماضي, أما اليوم فإن أربعة بواخر أخرى تعاني مما تعانيه "هالينا" التي وقع ربانها اللبناني وبحارتها الـ 9 وسط خلاف بين مالك الباخرة وصاحب حمولة الذرة التي على متنها, فانتهى الامر بتقرير اللجنة الزراعية الاردنية التي أوصت بأن الذرة غير صالحة للاستهلاك وانه لا يمكن تفريغها وعليه يتم حجز الباخرة.

أما هالينا" فقد ارتسمت أزمتها على شكل كارثة إنسانية وبيئية من الملح ايجاد حل جذري لها بعد أن تخلى مالك الباخرة عن بحارتها الذين تحولوا الى سجناء لا يستطيعون مغادرتها نهائيا حتى لعيادة طبيب الاسنان او شراء ادوية او طعام, خاصة وانه لا مؤشرات على نهاية هذه الكارثة حتى اليوم بعد وقوع الخلاف القانوني بين مالك الباخرة رجل الاعمال العراقي المقيم في دبي وبين تاجر الذرة الاردني الذي طالب بتعويض جراء تلف كميات كبيرة من الذرة الامر الذي رفضه مالك الباخرة.

ويصف ربان الباخرة محمود علي خير " لبناني الجنسية" باخرته اليوم بالسجن العائم الذي حول حياته وحياة طاقمه الى كابوس مستمر منذ شهر آب الماضي. ويقول خلال الزيارة التي قامت بها "العرب اليوم" الى الباخرة بان الاوضاع المعيشية في الباخرة باتت غير إنسانية ولا يمكن احتمالها فلا ماء ولا كهرباء فيما المولدات معطلة وكذلك محرك الباخرة.

وفيما يعاني الربان خير من أمراض في القلب والسكري وقد نفذت من باخرته الادوية, بدأ الطاقم المكون من ثمانية شبان هنود وآخر روسي يعانون من أمراض عدة واعراض ارهاق فاحدهم يعاني من التهاب في اللثة مستمر منذ أسبوع وآخر يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وما زاد معاناتهم سوء توقف وكيل الطعام عن تزويد الباخرة بالطعام ليبدأ الربان وطاقمه بالعيش على الأرز المسلوق مطبوخا من مياه البحر ووجبات البرغل المسلوق. وهو ما دفع مدير شركة ميناء العقبة كابتن كيت ويتنك "البريطاني الجنسية" وموظفو الشركة بالعطف على طاقم الباخرة وتزويدهم بالطعام والماء والاحتياجات الضرورية على حسابهم الشخصي.