ميدل ايست آي: صمت رسمي أردني يترك المواطن مشوشا بعد تغريد الأمير حمزة

بدارين "قرار الأمير تناوله باحتفاء الاعلام العالمي وضخمه بينما لم يتناوله الإعلام المحلي الذي سقط في الاختبار مجددا"
الرابط المختصر

 

قال موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقرير صحفي للزميل محمد العرسان  إن صمت الديوان الملكي، و الإعلام الرسمي الأردني، ترك المواطن الأردني مشوشا حول أسباب تنازل الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني عن لقب أمير،  تجاهل الإعلام المحلي الرسالة التي نشرها الأمير بينما لم يصدر أي تعليق من الديوان الملكي.

مصدر قانوني شغل موقعا سابقا مهما في القضاء الدستوري، رفض التعليق على الحادثة اكتفى بالقول لـ"ميدل إيست آي" "لا يوجد شيء رسمي لا تعليق من الديوان ولم تنشر الرسالة على موقع رسمي انما على تويتر الامير ربما تكون غير صحيحة ننتظر الرد الرسمي".

 

على أي حال المصدر القانوني يقول إن "تبعاً لأحكام المادة ٣٧ من الدستور الأردني فإن للملك منفرداً حصراً منح الألقاب وسحبها من حامليها كما يأتي قانون خاص لينظم تلك الصلاحية، وفيما يتعلق بأصحاب السمو الأمراء فإن قانون الأسرة المالكة رقم ٢٤ لسنة ١٩٣٤م يشير إلى أنه لا يحق لأي من أعضاء الأسرة التخلي عن لقبه دون تنسيب مجلس الأسرة الذي يؤلف من؛ عضو أسرة يختاره الملك، ورئيس الوزراء ووزير يختاره من حكومته، وقاضي القضاة، ورئيس المجلس القضائي، للملك الذي له الحق المطلق بالقرار موافقة أو رفضاً".

 

إعلان الأمير يأتي بعد نحو عام من وضعه تحت الإقامة الجبرية على إثر ما عرف بـ "قضية الفتنة" التي أدت أيضا إلى الحكم على شخصيات أردنية بالسجن بعد إدانتهم في "محاولة انقلاب". من بينهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.

 

رسالة الأمير تنحي الأمير تضمنت انتقاد من جديد لنهج إدارة البلاد قال فيها فيها: "بعد الذي لمست وشاهدت خلال الأعوام الأخيرة قد توصلت إلى خلاصة بأن قناعاتي الشخصية والثوابت التي غرسها والدي في، والتي حاولت جاهدا في حياتي التمسك بها، لا تتماشى مع النهج والتوجيهات والأساليب الحديثة لمؤسساتنا. فمن باب الأمانة لله والضمير، لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير".

ولم يتطرق الأمير السابق حمزة، إلى أخيه غير الشقيق الملك الأردني عبد الله الثاني، في رسالته الأخيرة، واكتفى في حديثه بمخاطبة الشعب الأردني والوطن.

استخدم الأمير مصطلحات دينية عادة ما يستخدمها الأردنيون في حال شعروا بظلم مثل (وأفوض أمري إلى الله) وعليه توكلت (وما توفيقي إلا بالله)".

 

رسالة عتب ملكية

الكاتب الصحفي مالك العثامنة في موقع الحرة، يرى في رسالة الأمير حمزة وتنازله عن اللقب "حالة ارتباك واضح في عملية اتخاذ القرارات لدى الأمير إلا إذا كان لدى لديه شعور بأن اللقب الملكي يقيد أجندته السياسية إفي حال رغب بخوض الحياة السياسية بحرية، هذا سيشكل سابقة نوعية مثيرة في الحياة السياسية الأردنية".

العثامنة كشف الكاتب مالك العثامنة في مقال له نشره موقع الحرة الأمريكي بعنوان (الأمير حمزة.. بين زهد التصوف وطموح السياسة؟) عن رسالة   غير معلنة وتحيطها السرية من الملك إلى أخيه الأمير، حمزة.

قائلا "الرسالة التي اطلعت عليها (وهي من أربع صفحات وباللغة العربية) مليئة بالعتب والرد على معطيات يبدو أن الأمير حمزة كتبها في رسالة أولى "أيضا غير معلنة" سبقت رسالة الاعتذار الشهيرة.".

مبينا في مقاله "في نسخة الرسالة التي قيل لي إن الملك كتبها للأمير، يرد الملك على اتهامات وجهها الأمير توحي بأنه "مستهدف"، وبلغة عتب شديدة يفند الملك ادعاءات أخيه بما مفاده أن الاستهداف كان من لدن الأمير نفسه حين نصب كمائن التسجيل لرئيس هيئة الأركان الذي لم يفاجئه بالزيارة والتي استأذنه بها مسبقا".

كما يورد الملك "في الرسالة التي لم أحصل على تأكيد رسمي لها رغم تكرار سؤالي" امتعاضه من علاقة الأمير بالشريف حسن بن زيد "المسجون والمدان بحكم محكمة"، وتورد الرسالة على لسان الملك لقاء تم في بيت الأمير علي بن الحسين عام 2019 حضر فيه الشريف، وأن الملك حينها رأى في عيون الشريف حسن المكر والخديعة وحذر الأمير من مواصلة العلاقة مع ذلك الشخص". ولم يصدر أي تصريح رسمي عن الديوان الملكي حول فحوى هذه الرسالة.

اللافت أن قرار الأمير جاء بعد أسابيع من رسالة اعتذار وجهها إلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والشعب الأردني على "التصرفات" التي وعد بأنها لن تتكرر، مؤكدا فيها على الالتزام بالدستور، وفقا لما جاء في بيان للديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء الأردنية. 

تغيير النهج 

نائب رئيس الوزراء الأسبق ممدوح العبادي، يقول لـ"ميديل إيست آي أن الأردن قادر على تجاوز هذه المحنة "سبق لنا كأردنيين أن تعرضنا لمثل هذه المحن واختبارات تجاوزناها على أساس احتواء الأمور بحنكة وتعقل وهي الآلية التي كانت فعالة في مثل هذه السياقات".

"الوطن وهو يتداول صدمة الأزمة قادر على الإستمرار بتجاوزها، ولابد من التذكير أن تغيير النهج على المستوى الوطني لا يطالب فقط بها الأمير حمزة إنما تشكل ضرورة وطنية ملحة ليس بحكم ما يلمح له الأمير على تويتر لكن بحكم الواقع الموضوعي، خصوصا اننا مررنا بالماضي قبل 30 عاما بحالات ماثلة حيث قضينا عقودا في الأحكام العرفية ثم تجاوزنا بتغيير النهج نحو التحول الديمقراطي بانتخابات 1989 اتمنى ان نتعامل مع الحادثة كما تعاملنا قبل 30 عاما".

الملكة نور الحسين اعادة مشاركة تغريدة ابنها الأمير حمزة على تويتر، مثيرة ردود فعل واسعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي في ظل غياب أي توضيح رسمي.

دفعة للمعارضة

معين الحراسيس وهو ناشط في الحراك الأردني (حراك غير منظم يطالب بالإصلاح)، علق في حديث لـ"ميدل إيست اي" على ما نشره الأمير حمزة قائلا "الشارع الأردني تفاجئ بتنازل الأمير حمزة عن لقبه، وذكر في رسالته ذكر أن يترفع عن اللقب، يبدو أن هنالك تضارب في الضمير لدى الأمير كيف يحمل اللقب وطريقة إدارة مؤسسات البلد، لا اعلم ما هو المستقبل لكن وجود الأمير في خندق المعارضة بصفته مواطن أردني يشكل دفعة قوية للمعارضة الأردنية، الرسالة زادت من شعبيته وأعطت دفعة لضرورة إصلاح المسيرة الخاطئة وضرورة محاربة الفساد وإعطاء دفع معنوي لكل القوى ترفض النهج السياسي الحالي".

غياب الرواية الرسمية

أما الكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين، يقرأ الرسالة أنها تأتي في سياق "سوء إدارة ملف حادثة الفتنة من قبل الجهات الرسمية"، يقول لـ"ميدل إيست أي "طريقة الإدارة الرسمية لكل ملف الفتنة غريب، قرار الأمير شخصي، نحن لا نعلم كاردنيين إذا كان الدستور يتيح للأمير التخلي عن لقبه ولا نعلم اذا كانت الحكومة لديها رد".

"قرار الأمير تناوله باحتفاء الاعلام العالمي وضخمه بينما لم يتناوله الإعلام المحلي الذي سقط في الاختبار مجددا، هذا يدفعنا للحديث عن دلالات ما أعلنه الأمير حمزة أمس، ما يجب ان نهتم به كاردنيين ليس قراره الشخصي إنما نطرح أسئلة لماذا لا الازمة أخذت هذا الاتجاه طول الوقت؟ لماذا غابت الرواية الرسمية، ويسقط الإعلام الرسمي، لماذا ترك المواطن الاردني مستمع ومشاهد للإعلام الأجنبي".

"رسالة الاعتذار التي كتبها الامير كان يجب أن تخفف من الصدمة لدى الرأي العام الأردني، كانت الرسالة مريحة الأردنيون معنيون بتهدئة الأمور، لكن الاصرار التعامل مع الإعلام من الأمير وبعض الشخصيات الرسمية يقلق الأردنيين، ما نشره الأمير يسحب رسالة الاعتذار ضمنيا ويثير الجدل مجددا واشتم رائحة شعبوية مما نشره الأمير وضعف في الأدوات الرسمية".

وتصدر وسم #الامير_حمزه موقع تويتر في الأردن واختلفت آراء الأردنيين حول توقيت الرسالة:

 

الصحفي محمد ابو سويلم علق على صفحته في الفيس بوك قائلا "التخلي رسالة واضحة وصريحة بان الأمير متمسك بموقفه واكثر صلابة وان النهج مازال على ماهو عليه كما وصفه سابقا وذهابه الى قسمه للملك الحسين أيضا رسالة يقرأ ويفهم ما يرنو اليه الامير !وأنه لم يكن هنالك رسالة اعتذار كما توقعنا".

 

حساب تويتر يحمل اسم الرجوب غرد "الولاء للوطن لا يكون باستغلال اللقب لبث الفتنة، وإنما يكون بحماية العرش من المساس وباحترام جيشنا والتخاطب باحترام مع قائده، أما الولاء في عاداتنا العربية داخل الأسرة يكون باحترام الأخ الأكبر وعدم الاستقواء بالخارج عليه مهما كانت أسباب الخلاف.".